مستمسكات من رماد بغديدا – عادل سعد

مستمسكات من رماد بغديدا – عادل سعد

لا يليق بشرف الحداد على فاجعة الحمدانية  ان يستثمر البعض هذه الكارثة  لعرض الازياء السياسية ومباريات للنكايات والتسقيط وشراء المواقف  ، ورمي التهم بغير وجه حق  ، وادعاء النزاهة من التورط  في هذا الحدث الجلل ، لايجوز استثناء احد  في هذا التورط  ، بما فيه الراي العام العراقي .  .

خذوا الحدث من زوايا الفساد،هل تنطبق عناصر الجودة الهندسية على تلك البناية وامتلاكها فرص النجاة في أية مفاجاة حريق ، أو انهيار للبناية ،  هل لديها عدد من ابواب طوارى قادرة على استيعاب التزاحم على المنافذ وقت الشدة ، هل لدى ادارة القاعة تعليمات يتم الابلاغ  المبكرعنها قبل احتضانها لأية مناسبة ، أو وضع ارشادات على لوحة واضحة عند واجهة المدخل ،إن ذلك من ابسط شروط السلامة العامة  .

على صعيد اخر من الاهمال والتقصير، هل في القاعة مراقب عام  تكون وظيفته استطلاع مايجري فحسب للابلاغ عن أي طارئ  يهدد  المتواجدين فيها ،هل تم فحص الالعاب النارية التي استخدمت  مع حقيقة ان بعضها أستخدمت في مناسبات سابقة داخل القاعة نفسها، مَنْ يستطيع ان يجزم ان هذه الالعاب النارية التي استخدمت في تلك اليلة  ليست مغشوشة  .

لقد فَقدَ أطفال عراقيون ابصارهم نتيجة تعاملهم مع بعض هذه الالعاب ، مَنْ يقول لي  ان ادارة القاعة أجرت فحصاً دقيقا لها قبل ان تسمح بدخولها .

بالمباشر ،هناك ذئاب  قد تكون نائمة على تخوم الحمدانية تتحين فرص من هذا النوع ، من يستطيع ان يقنعني  ان مجاميع منفلتةٌ قد شطبوا هذه المدينة الوادعة من قائمة اهتمامهم .

  بالمنطق الامني، ينبغي ان يكون هناك تسليم واستلام لبراءة الذمة الامنية

هل كانت المستشفيات  التي استقبلت المصابين بالحروق تمتلك منظومات طوارئ بالمستوى المطلوب لاحتواء حالات من هذا النوع .

 وفق معلوماتٍ موثقةً ، ان مراكزصحية ومستشفيات استقبلت المصابين من جراء  الحريق ،وتبينت الفضيحة ، إن تلك المراكز والمستشفيات  تتقاسم  التقصير الفاضح في شحة  مستلزمات التضميد .

 أسال ايضا ، ماهي  أهتمامات الرأى العام العراقي عن  حرائق قضاء وقدر ،وحرائق مدبرة اندلعت وتندلع بين الحين  والاخربفعل فاعل . مَنْ هو الخبير الذي يستطيع ان يفتي بالاسباب التي ادت الى ماحصل .

نحن امام متلازمات من الغموض والغش وتصريف الحدث المفجع بالمواساة واعلان الاحزان  بينما الحقيقة مازالت غامضة .

 ان كل العراقيين هم اصحاب هذا المصاب وليس فضلاً من أحد إن تفقدَ أو واسى  ، ولا يجوز بمنطق النخوة ان يشير متفاخراً الى نصيحة قدمها  ،أو تعليقاً ادلى به  ،واذا كان لنا ان ننحني تقديرا فهو لكل الذين اقتحموا القاعة  وساهموا في إنقاذ عالقين وسط النيران ،كما أعلن تقديري  للقاضي الدكتور احمد الحريثي الذي اقترح تشييد مستشفى تخصصي بالحروق  كمعالجة  اعتبارية لأزاحة أثار الكارثة .

بالمختصر المفيد  ، حين يكون الرأي العام واعياً لمسؤولياته ، يكون كاسحةً للالغام .

مشاركة