مستقبل الشعر‮ ‬غامض ومبهم – نصوص -‬‮ ‬عصام القدسي

الشاعر منذر عبد الحر:

مستقبل الشعر غامض ومبهم – نصوص – عصام القدسي

شاعر مبدع متعدد المواهب فهو إضافة إلى الشعر كتب الرواية والمسرحية والمسلسل التلفزيوني كما اعد كثيرا من البرامج الثقافية التلفزيونية والإذاعية له بحوث ودراسات عدة في الثقافة والأدب كتبت عنه كثيرا من الدراسات النقدية من قبل نقاد عراقيين وعرب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين _أمين الشؤون الثقافية منذ عام    1992

حتى 2003 عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين بدرجة رئيس تحرير عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب .

السيرة الذاتية :

 من مواليد البصرة في جنوب العراق في 13 / 5 / 1961 – بكالوريوس إعلام – جامعة بغداد – بدأ الكتابة والنشر نهاية سبعينيات القرن الماضي – صدرت مجموعته الشعرية الأولى عام 1992 عن دار الأمد للنشر في بغداد وحملت عنوان ( قلادة الأخطاء ) – صدرت مجموعته الشعرية الثانية عام 1997  في بغداد وحملت عنوان ( تمرين في النسيان ) وحصلت هذه المجموعة على جائزة الدولة للإبداع في الشعر في نفس العام * صدرت مجموعته الشعرية الثالثة في طبعتين الأولى عن دار الشؤون الثقافية في بغداد وحملت عنوان ( قرابين ) والثانية عن دار الزاهرة – بيت الشعر الفلسطيني في الأرض المحتلة فلسطين الحبيبة وحملت عنوان ( قرابين العش الذهبي ) عام 2000 – صدرت مجموعته الشعرية الرابعة عن دار الكرمل للنشر في عمان عام 2001  وحملت عنوان (شجن ) – صدرت مجموعته الشعريّة الخامسة عن دار الشؤون الثقافية العامة في بغداد عام 2010 وحملت عنوان (على حصان خشبي ) -صدرت مجموعته الشعرية السادسة عن دار الشؤون الثقافية العامة – ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013  وحملت عنوان ” أعمل الآن قرب مقبرة ” – صدرت مجموعته الشعرية السابعة عن دار الجواهري في بغداد عام 2015 وحملت عنوان ” صديقي الأمل “

 – صدرت روايته الأولى عن اتحاد الكتّاب العرب في دمشق عام 2005 وحملت عنوان ( زائر الماء ) – صدرت روايته الثانية عن دار شمس في القاهرة عام 2012  وحملت عنوان (طقوس الإثم

) – له مسرحيتان من المونودراما الأولى بعنوان ( أعشاش ) عام 1995   والثانية بعنوان ( غرقى ) عام 1996  وقد شاركت هاتان المسرحيتان في مهرجانات السينما والمسرح في بغداد

– له عدد من البرامج الثقافية التلفزيونية والاذاعية ،كما أن له مسلسلا تلفزيونيا بعنوان ( من هنا وهناك ) عرض من قناة الحرية الفضائية وهو من ثلاثين حلقة * له عدد من البحوث والدراسات والكتابات النقدية حول الأدب الحديث وقد نشرت في الصحف والمجلات الأدبية المحلية والعربية .

– كتبت عنه عشرات الدراسات النقدية لنقاد عراقيين وعرب

– عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق  – أمين الشؤون الثقافية منذ عام 1992 حتى   2003

– عضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين بدرجة رئيس تحرير – عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب  .

  {  كيف ترى مستقبل الشعر ؟

– مستقبل الشعر ،غامض مبهم ،بسبب غياب آليات الممارسة الحقيقية لكتابته ،فهاجس الانفلات من القيود تحت ذريعة فضاء قصيدة النثر المفتوح ،جعل كلّ من هبّ ودبّ ،ورغب بالكتابة ،كيفما اتفق ،يظن انه يستطيع كتابة الشعر بسهولة ،بينما في الواقع أن قصيدة النثر من أصعب ألوان الشعر ،حين تنطلق من الموهبة الحقيقية والجدية في أداء الشعر والإخلاص لعالمه ،من هذا المنطلق أنا قلق على الشعر ومستقبله ،وقلقي يتضاعف كلما تقع بين يديّ “مجموعة ” من النصوص المكتوبة بلا مسؤوليّة وهي تدعي الشعر ،بينما كاتبها لا يفرق بين الفاعل والمفعول به ،ولا يعرف ما يفعله حرف الجر في الجملة ،هذا يعني ،وبسبب غياب ضوابط النشر ،وعدم وجود سلطة فنية وثقافية وأخلاقية أيضا على الناشر الذي يريد أن يربح فقط ،و”المتشاعر ” يريد أن يطبع ما يكتب موهما نفسه أنه صار شاعرا ،وهكذا تتراكم الإصدارات البائسة ،والأنكى من ذلك أن بعض الجهات والمؤسسات الثقافية تروّج لهذه الأعمال الهزيلة وتحتفي بكتابها ،لتكرّس الوهم ،ولتقضي على أملنا بمستقبل الشعر الذي ينتشر بهذا الأسلوب المؤلم.

 { هل تراعي الصداقة عند كتابتك نقدا؟

– الكتابة النقديّة الحقيقية تفصل بين العوامل الشخصية والاجتماعية والعوامل الفنية الثقافية ،وهذه المسؤولية ،تقتضي مني ومن غيري من العاملين في مجال الأدب الأمانة والدقة والحرص على قول الحقيقة ،ولي في ذلك ،كتابات ،زعل منها بعض الأصدقاء لأنني قلت ُ فيهم رأيي الفني والثقافي والحرفي ،وبعد أن أدركوا مصداقيّة وجديّة رأيي فيهم ،تجاوزوا الزعل ،وعرفوا أنني أمين على قراءتهم ،وكذلك حريص على علاقاتي الشخصية بهم ،ولكن ليس على حساب الرأي النقدي ،فالرأي المبنيّ على العلاقات الاجتماعيّة ،سلبيا كان أم إيجابيّا ً ،هو رأي لا يؤخذ به ،ويجعله بعيدا عن ثقة القارئ ،الذي يكتشف حتما زيف ما جاء به الناقد ،مادحا أم قادحا ،فالموضوعية هي الأساس في كتاباتي النقدية. .

{ كيف توفق بين الصحافة والأدب ؟

– للأدب تأملاته ،وأوقاته الخاصة ،التي لا نظام فيها ،أما الصحافة فهي مهنة ،أؤديها ،كعمل يومي أعيش منه ،وأحيانا ً ،أقتطع من وقت عملي اليومي حين تداهمني جدحة شعريّة أو فكرة أدبيّة معيّنة ،أثبّتها في مذكرة خاصة ،دائما أحملها معي ،لأعالجها فنيا في وقت آخر ،وكذلك هناك فرصة للقراءة الدائمة ،والمتابعة ،لذلك فإن الصحافة لا تأكل من جرف المبدع الحقيقي ،وهناك أدلة كثيرة على ذلك ،يشير إلى عشرات المبدعين الناجحين من الذين يعملون في المجــــال الصحفي.

{ هل استوعب الشعر الأحداث التي مر بها البلد ؟

– الشاعر فرد في المجتمع ،يمتاز بحسّاسيّة خاصة ،تجعله الوتر الحسّاس لما يقع من أحداث ،ولكن تبقى المعالجة دون مستوى دهشة الحدث ،الذي فاقت غرائبيّته وأحيانا ً بشاعته وقسوته ،ما تعجز الكلمات عن وصفه أو التجاوب معه ،ومع هذا نجح الكثير من الشعراء في تجسيد الهواجس الإنسانيّة لمعاناة أبناء شعبه ومجتمعه.

– من من الشعراء اثروا بك ؟ من الشعراء الذين أثرّوا فيّ تأثيرا كبيرا من القدماء الشاعران عنترة بن شداد ،والمتنبي العظيم والشريف الرضي والسري الرفاء ،ومن المحدثين سعدي يوسف ومحمود درويش ومحمد الماغوط.

{ أجمل بيت شعر سمعته ؟

– أجمل بيت شعريّ أردده دائما هو للشريف الرضي :

وتلفّتت عيني فمذ خفيت ْ

عنّي الطلول ُ ،تلفّت القلب ُ

 وأجمل مقطوعة شعريّة أرددها هي للمتنبي :

 بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَن

ُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَن

ُ أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني

 مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

 لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ

 ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدن

ُ فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِه

ِ وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

 ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي

 عِوَضٌ إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

 مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ

 تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُن

ُ وكذلك يدهشني بيتا عنترة :

 ولقد ذكرتك والرماح نواهل ٌ مني

 وبيض الهند تقطر من دمي

 فوددت ُ تقبيل السيوف لأنها

 لمعت كبارق ثغرك المتبسّم.

{ هل لدينا شاعرات ؟

{ نعم ،لدينا شاعرات مهمات لهن حضورهن في الوسط الإبداعي ،ومن الصعب ذكرهن جميعا ،ولكن لا يمكن لي أن لا أذكر ريم قيس كبة وسهام جبار ودنيا ميخائيل وكولالة نوري ونجاة عبد الله ولهيب عبد الخالق وداليا رياض ورنا جعفر وأفياء الأسدي وورود الموسوي وغيرهن كثــــيرات ،لكننا للأسف لا ننظر لتجربة شاعراتنا نظرة جادة يستحقنها.

{ أول مرة نشرت فيها متى وكيف ؟

– نشرت ُ أوّل قصيدة لي في مجلة ألوان اللبنانيّة عام 1979 ،وكانت محاولة بسيطة ،تجرأت ُ وأرسلتها عن طريق البريد ،وحين نشرت شعرت ُ بفرح غامر لم يسعني العالم حينها ،وبدأت ُ رحلة القراءة والكتابة الحقيقية المسؤولة ،لأنني شعرت ُ بأنني وضعت خطوتي الأولى على طريق الأدب الطويل المضني .