مستشار ملكي ودبلوماسي كبير
الرباط تودع المصطفى الساهل والملك يصفه بالمحنك
الرباط ــ الزمان
قال العاهل المغربي الملك محمد السادس في رحيل مستشاره المصطفى الساهل إن وفاة الفقيد نعتبرها فقد فيه رجل دولة محنك نهض بمختلف المسؤوليات الاستشارية والحكومية والدبلوماسية السامية التي تقلدها بكل أمانة وإخلاص وتفان ونكران ذات ونزاهة واقتدار ودراية عالية . وأكد العاهل المغربي في برقية التعزية إلى أسرة المصطفى الساهل، وفي هذا السياق يذكر أن المغرب ودع أمس الاثنين المستشار الملكي الراحل المصطفى الساهل إلى مثواه الأخير بمقبرة الشهداء بالرباط، وأقيمت عليه صلاة الجنازة مباشرة بعد صلاة الظهر ، وسارت ثلّة من الشخصيات المدنية والعسكرية وراء جنازته، من بينهم المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة إلى جوار المستشارين محمد معتصم والطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي وأندري أزولاي وعمر القباج. واعتبر العاهل المغربي في برقية التعزية إلى أسرته أن الراحل مصطفى الساهل كان مثال الشخصية الوطنية المتميزة بالجمع بين الخصال الإنسانية الحميدة والخبرة الواسعة والمؤهلات العالية كفاءة وتبصرا وحكمة وحصافة الرأي. من جهة أخرى، يذكر أن المغرب فقد المغرب في شخص المصطفى الساهل الذي توفي يوم الأحد في الرباط رجل دولة مرموقا ودبلوماسيا كبيرا كرس حياته لخدمة بلاده بروح وطنية عالية وتفان مشهود له. ويعد الراحل الذي ولد العام 1946 في أولاد فرج الجديدة إحدى الشخصيات البارزة للدولة التي وضعت منذ ريعان شبابها المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار خدمة للورش الكبير للراحل الملك الحسن الثاني المتمثل في بناء مؤسسات الدولة وللمشروع الطموح للعاهل المغربي الملك محمد السادس من أجل توطيد دولة الحق والقانون. وقد تميز المسار المهني لهذا الموظف السامي بالتفاني في خدمة المصلحة الوطنية خلال تقلده مختلف المناصب والمسؤوليات الرفيعة ومنها منصب مدير عام صندوق التجهيز الجماعي وعضو المجلس الإداري للصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومنصب وزير الصيد البحري والملاحة التجارية 1995ــ2001 ثم منصب والي جهة الرباط سلا زمور زعير ما بين 2001 و 2002.كل ذلك بوأ الراحل مكانة متميزة بالإدارة الترابية وهو المسار الذي توج بتقلده منصب وزير للداخلية بين 2002 و2006. ولدى تقلده هذا المنصب أبان الراحل مرة أخرى عن كفاءة في تكريس المفهوم الجديد للسلطة وخدمة المصلحة العامة لجعل مؤسسات الدولة تكتسي مزيدا من المصداقية والحياد. ووفاء منه لمبادئه سرعان ما فرض المصطفى ساهل نفسه كإحدى الشخصيات البارزة في الدبلوماسية المغربية. ومكنته شخصيته الكاريزمية وقدرته على التحليل من شغل منصب هام هو منصب السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة. كما عين بعد ذلك سفيرا للمملكة في فرنسا قبل أن يصاب بالمرض. ولم يفتأ الراحل طوال حياته المهنية التدرج في تولي المسؤوليات حرصه الوحيد في ذلك خدمة وطنه وملكه كما أبان عن ذلك خلال مساره المهني المتميز والفريد وتعامله مع مجريات السياسة حيث اتسم عمله بطبعه الهادئ وبتحليه بنكران الذات. واعتبر تعيينه يوم خامس تشرين الأول 2011 من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس مستشارا في الديوان الملكي قيمة هذا الرجل الذي شق طريقه بنجاح في دواليب الدولة.
AZP02