مساومات أم .. ؟

مساومات أم .. ؟
واشنطن تبتز المجاهدين
صافي الياسيري باريس
بعد احتلالها العراق ،ساومت الادارة الامريكية سكان اشرف من عناصر منظمة مجاهدي خلق ، على نزع اسلحتهم مقابل مركز قانوني محمي على وفق اتفاقية جنيف الرابعة ، والاعتراف بانهم لاجئون بحكم الامر الواقع ، وان تتولى حمايتهم ، ووافق الاشرفيون وسلموا اسلحتهم ، واستمر الامريكان بحماية مخيم اشرف دون اية مشكلات ، حتى توقيعهم اتفاقية الانسحاب الشكلي من العراق عسكريا او الاتفاقية الامنية ، صوفا ، مع حكومة المالكي ، حيث قاموا اثرها بتسليم المخيم وسكانه للقوات الحكومية العراقية ،عام 2009 ونكثوا جميع وعودهم للاشرفيين ، مع انهم وضعوا شرطا على الحكومة ان تتعامل بانسانية معهم وان تتولى حمايتهم ، بدا واضحا من خلال الممارسات العملية للحكومة العراقية انها لم تلتزم به وان واشنطن غضت الطرف عن خروقاتها وعدم التزامها هذا .
والان تساوم واشنطن وبدقة ادق ، تبتز واشنطن منظمة مجاهدي خلق ،التي يتبعها الاشرفيون فكرا وتنظيما ، حول موقفها من شطب اسم المنظمة من لائحة الارهاب ، ما لم يجر نقل الاشرفيين الى مخيم ليبرتي ؟؟
ونقلت وكالات الانباء دعوة الولايات المتحدة الجمعة الماضية عناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة على مغادرة معسكرهم في العراق اذا ارادوا شطبهم من القائمة الامريكية للمنظمات الارهابية؟؟
وقال دانييل بنجامين منسق مكافحة الارهاب في الخارجية الاميركية في مؤتمر عبر الهاتف ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قالت بوضوح ان تعاون مجاهدي خلق من اجل اغلاق ناجح وهادىء لمعسكر اشرف سيكون حاسما لتتخذ قرارا حول وضع هذه المنظمة.
وان هذا القرار بابقاء او شطب هذا الوضع كمنظمة ارهابية هو رهن بالمنظمة نفسها.
اي ان كلينتون رهنت شطب المنظمة من لائحة الارهاب باانتقال الاشرفيين الى ليبرتي .
وفي الاول من حزيران»يونيو، امرت محكمة في واشنطن وزيرة الخارجية الامريكية على اتخاذ قرار قبل الاول من تشرين الاول»اكتوبر في شان طلب مجاهدو خلق شطبهم من قائمة الارهاب.
وتابع بنجامين يبدو ان مجاهدي خلق اساؤوا تفسير القرار القضائي الصادر في اول حزيران»يونيو. لقد اعتقد قادتهم ان وزيرة الخارجية لا خيار امامها سوى شطبهم من اللائحة. هذا خطأ. المحكمة لم تأمر الوزيرة بتغيير وضع المنظمة التي تعتبر منظمة اجنبية ارهابية .
وفي الحقيقة ليس ثمة من سوء فهم لدى المنظمة كما سنقرأ في بيانها الذي اصدرته بهذا الخصوص ، ولكن واشنطن انجرفت مع تيار تسييس قضية الاشرفيين بدلا من التعامل معهم كلاجئين واعتبار قضيتهم قضية انسانية ، وهو الطلب الذي قدمته لحكومة المالكي قبل ان تسلمها الولاية على المخيم ومهمة حمايته ، واستصدرت منها وثيقة مكتوبة بذلك ، وتراجعت عنها كما هو بين لاسباب قد يكون من بينها صفقة سرية مع النظام الايراني ؟؟ وتسييس قضية الاشرفيين يتيح استغلالها ورقة في اي تعامل مع المجاهدين ، اذ ان عزل قضيتهم كما يتوجب قانونيا ، وفرض التعامل معهم على وفق معاهدة جنيف الرابعة ، بحكم مركزهم كلاجئين بحكم الامر الواقع ، وبحكم ما امضته واشنطن في عهدها الذي وقعته معهم لتسليم اسلحتهم والذي تمت تسميته قانونيا في حينها باتفاق وقف اطلاق النار n بالتعامل معهم على انهم افراد ، وان لاعلاقة لموقفهم من المنظمة بموقعهم في اشرف ، يمنع الربط بين قضيتهم والموقف من منظمة مجاهدي خلق ووضع اسمها في لائحة الارهاب ، او اي سوء فهم لخيارات وزيرة الخارجية الامريكية ، ويمكن عد هذا القول افتعالا وفذلكة سياسية دبلوماسية وتخريجا لا اساس قانوني واقعي له ، بل يعد مخالفة قانونية ترتكب بحق طرفين ، الطرف الاول هو الاشرفيون الذين سيست قضيتهم وانتهكت انسانيتها ، كما تخلت واشنطن عن النظر اليهم كافراد بغض النظر عن موقفهم من منظمة مجاهدي خلق ، ما يجر الى مواقف تلحق افدح الضرر بهم ، ويمنحهم الحق في مقاضاة الولايات المتحدة على هذه القواعد القانونية ، بقضايا وليست بقضية واحدة على عدد الاشرفيين افرادا ، وعلى كونهم مجموعة ايضا ، عبر مقاضاة وزارة الخارجية الاميركية ووزيرتها كلينتون بالاضافة الى وظيفتها ، اما الطرف الثاني فهو منظمة مجاهدي خلق ، التي يجري ابتزازها ، بربط موقفها من انتقال الاشرفيين الى ليبرتي بموقف الخارجية الامريكية من شطب اسمها من لائحة الارهاب ، وقد تكفلت المنظمة بالرد على هذا الافتعال ، فجاء في بيانها الصادر بشانه انه ليس هناك اي سوء تفاهم حول صلاحيات وزيرة الخارجية الأمريكيه للإدراج في القائمة مجددا
الذي اوقف عملية نقل القوافل التاليه من أشرف هو عدم توفير الحد الادنى من المتطلبات الإنسانيه وهو ما تم الإعلان عنه في المئات من البيانات وليس له علاقة بحكم المحكمه , واذا كانت وزارة الخارجية تريد ان تربط بين بعضها البعض فان عليها ان تضغط على الحكومة العراقيه للتقيد بالمعايير الإنسانيه التي تنتهكها باستمرار .
التحذير والربط بين استمرار إخلاء أشرف والغاء التسمية الارهابية المترافق مع تجاهل الحقوق الإنسانية لمجاهدي اشرف وليبرتي من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ليس له أساس قانوني وغير مقبول ، وبغير ذلك فقد كان على محكمة واشنطن ان تُضّمن ذلك في حكمها . ولم يكن هناك ايضا ولن يكون اي سوء تفاهم حول صلاحيات وزيرة الخارجية الأمريكية للتسمية مجددا في قائمة الإرهاب ، ويمكن للوزيرة ان تقرر الإدراج في القائمة مجددا ويمكن للمجاهدين ايضا تقديم شكوى مرة اخرى غدا والطعن بقرار الوزيرة.
وإذا كان لدى وزارة الخارجية وثيقة قانونيه لما كانت المحكمه قد قبلت في حكمها بان 600 يوم هو تأخير فاحش ولما ترددت في تجديد التسمية المسؤولون في الحكومة الأمريكية في عهد الرئيس كلنتون اعترفوا بوضوح ان التسمية جاءت منذ البداية لاسترضاء الفاشية الدينية الحاكمة في ايران واليوم ايضا استمرارا لهذه السياسة نفسها يتم الاحتفاظ باسم المجاهدين في القائمة، وهناك اجماع واسع من الحزبين في الكونغرس والسياسيين الامريكيين يعتبرون ان هذه التسمية عاملا رئيسيا في قمع المجاهدين داخل ايران وفي مجزرة سكان اشرف في العراق التي اودت حتى الان بحياة 49 شهيدا واكثر من الف جريح. لقد اعلن سكان اشرف مرات عديده خلال الاشهر الستة الماضيه انه في حالة الاستجابة للحد الأدنى من مطالبهم الانسانية والقانونية والمشروعه فانهم سيذهبون على الفور الى ليبرتي .
وهذه المطالب على وجه التحديد تم تأييدها في إطار مذكرة التفاهم الموقعه بين العراق والامم المتحدة ، وفي بيان السيده كلنتون في 25 ديسمبر كانون الاول . والمشكلة تكمن في الانتهاكات المستمرة للاتفاقيات ومذكرة التفاهم هذه من قبل الحكومة العراقية ، وتحويل سكان أشرف الى سجناء لإرغامهم على الاستسلام للفاشية الدينية العراقيين ، وهي الحقيقه التي تتغافل عنها للاسف الحكومة الامريكية وتلتزم الصمت ازاءها .
مطــــالب الحد الأدنى كما تمت صياغتها بعد عدة اجتماعات مع ممثلي السكان والشخصيات البارزة على جانبي الأطلسي وممثلي الحكومة الامريكية والامم المتحدة ومن جانب رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة ونائب رئيس البرلمان الاوربي ومن جانب 4000 برلماني في مختلف دول العالم .
ويورد البيان تفاصيل طلبات الاشرفيين التي سبق ان ادرجتها المنظمة في بياناتها واشرنا لها توثيقا ومحاججة ، وهي طلبات قانونية ، لا تخرج عن اطار متطلبات وشروط العيش الانساني في حدود مفترضة على وفق المعايير الدولية تاخذ بعين الاعتبار انهم لاجئون ، بينما تتعامل معهم حكومة المالكي باملاءات ايرانية كمعتقلين .


/7/2012 Issue 4250 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4250 التاريخ 14»7»2012
AZPPPL

مشاركة