مسؤول يخلص الدار البيضاء من كابوس

الرباط‭ – ‬عبدالحق‭ ‬بن‭ ‬رحمون

أقدمت‭ ‬الجمعة‭ ‬،السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬بمدينة‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬على‭ ‬تحرير‭ ‬موقع‭ ‬سياحي‭ ‬واستراتيجي‭ ‬هام،‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬رافعات‭ ‬الهدم،‭ ‬شملت‭ ‬جميع‭ ‬المباني‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تستعملها‭ ‬‮«‬الشوافات‭ ‬والعرافات‮»‬‭ ‬لسنوات‭ ‬طويلة‭ ‬في‭ ‬طقوس‭ ‬متخلفة،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬ضريح‭ ‬سيدي‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن،‭ ‬المجاور‭ ‬لكورنيش‭ ‬عين‭ ‬الذئاب‭ ‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬والي‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬محمد‭ ‬مهيدية‭. ‬وكانت‭ ‬السلطات‭ ‬المحلية،‭ ‬أمرت‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر‭ ‬بضرورة‭ ‬مغادرة‭ ‬وإخلاء‭ ‬موقع‭ ‬ضريح‭ ‬سيدي‭ ‬عبدالرحمن،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬والي‭ ‬الدار‭ ‬البيضاء‭ ‬المعروف‭ ‬بالجدية‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬والصرامة‭  ‬لمحاربة‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬بالمدينة،‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬مثل‭ ‬الشعوذة‭ ‬والفساد‭ ‬التي‭ ‬عرف‭ ‬بها‭ ‬ضريح‭ ‬مولاي‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الشهير‭. ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬مهدية‭ ‬أول‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الادارة‭ ‬الترابية‭ ‬قد‭ ‬خلص‭ ‬العاصمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬مأساة‭ ‬وظروف‭ ‬كارثية‭ ‬كان‭ ‬يعرفها‭ ‬الضريح،‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬الأوهام‭ ‬والشفاء‭ ‬المفقود،‭ ‬وقد‭ ‬ظلت‭ ‬تلك‭ ‬المباني‭ ‬بمثابة‭ ‬شبح‭ ‬يخيم‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬شاطئ‭ ‬سياحي‭ ‬،‭ ‬وكان‭ ‬مجرد‭ ‬الاقتراب‭ ‬منه‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المخاوف،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بمستطاع‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬المتعاقبين‭ ‬التجرؤ‭ ‬على‭ ‬هدم‭ ‬تلك‭ ‬البنايات‭ ‬العشوائية‭ . ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬وفي‭ ‬موضوع‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬بالمغرب‭ ‬،‭ ‬أعلن‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬جبهة‭ ‬التنسيق‭ ‬والعمل‭ ‬السياسي‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬حزبين‭ ‬يساريين‭ ‬معارضين‭ ‬للحكومة‭ ‬،‭ ‬وبحسب‭ ‬معطيات‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ (‬الزمان‭) ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬إقرار‭ ‬سياسة‭ ‬التوازن‭ ‬السياسي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬بالمغرب‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬اجتماع‭ ‬انعقد‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬الذي‭ ‬نودعه،‭ ‬حضره‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬للقوات‭ ‬الشعبية‭ ‬والديوان‭ ‬السياسي‭ ‬لحزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬برئاسة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر،‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول،‭ ‬ومحمد‭ ‬نبيل‭ ‬بنعبدالله،‭ ‬الأمين‭ ‬العام،‭ ‬بالمقر‭ ‬المركزي‭ ‬لحزب‭ ‬الكتاب‭ ‬بالرباط،‭ ‬ويعتبر‭ ‬هذا‭ ‬الاجتماع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬بعد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬بمقر‭ ‬حزب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الذي‭ ‬خصص‭ ‬للإعلان‭  ‬عن‭ ‬الخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬لأهداف‭ ‬تأسيس‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬ودواعي‭ ‬ممارستها‭ ‬السياسية‭ ‬المشتركة‭.‬‭ ‬كما‭ ‬يأتي‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تأسيس‭ ‬هذه‭ ‬الجبهة‭ ‬بعد‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬للجنة‭ ‬المشتركة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬لحزب‭ ‬الاتحاد‭  ‬الاشتراكي‭ ‬والديوان‭ ‬السياسي‭ ‬لحزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية،‭ ‬التي‭ ‬تمحورت‭ ‬حول‭ ‬الأشكال‭ ‬والصيغ‭ ‬والمبادرات‭ ‬السياسية‭ ‬الوحدوية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬بلورة‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحزبين،‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬الأحزاب‭ ‬الوطنية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬الأخرى‭. ‬وأوضح‭ ‬بالمناسبة‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬البلاد،‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬ظرفية‭ ‬سياسية‭ ‬دقيقة،‭ ‬تتسم‭ ‬بوضوح‭ ‬السياسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬بينما‭ ‬هناك‭ ‬تخلف‭ ‬وتعثر‭ ‬كبيرين‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭ ‬وتنزيلها‭. ‬ويقصد‭ ‬ادريس‭ ‬لشكر‭ ‬بذلك‭  ‬حكومة‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬التي‭ ‬يترأسها‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬قيادة‭ ‬حزب‭ ‬التجمع‭ ‬الوطني‭ ‬للأحرار‭. ‬وانتقد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬زعيم‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬كيفية‭ ‬المعالجة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بها‭ ‬ملف‭ ‬الاحتقان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بقطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬الحلول‭ ‬التي‭ ‬توصلت‭ ‬إليها‭ ‬الحكومة‭ ‬‮«‬تترك‭ ‬الباب‭ ‬مشرعا‭ ‬للاحتقان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬بالوظيفة‭ ‬العمومية،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتعلق‭ ‬بزيادة‭ ‬في‭ ‬الأجر‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬35‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬‮»‬‭ ‬وتابع‭ ‬لشكر‭ ‬أن‭ ‬حزبي‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬والتقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬يجمعهما‭ ‬التاريخ‭ ‬النضالي‭ ‬المشترك،‭ ‬كما‭ ‬نبه‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مفترق‭ ‬الطرق‭.  ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬وضوحا‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للدولة‭ ‬والمسار‭ ‬التنموي‭ ‬للبلاد،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تعثرا‭ ‬وخللا‭ ‬في‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتنزيل،‭  ‬وانعدام‭ ‬حسن‭ ‬التعاطي‭ ‬والتدبير‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬والتي‭ ‬بإمكانها‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬الاحتقانات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المهددة‭ ‬للاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتقدم‭ ‬التنموي‭ ‬الذي‭ ‬تنشده‭ ‬البلاد‭.‬‮»‬

وتابع‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أي‭ ‬حكومة‭ ‬مثلها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المغرب‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬تلقت‭ ‬دعما‭ ‬قويا،‭ ‬لكن‭ ‬تغولها‭ ‬ترسخ‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬المركزية‭ ‬والجهوية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬أغلبية‭ ‬سياسية‭ ‬متغولة‭ ‬وسيطرة‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة‭ ‬الجهوية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التعثر‭  ‬السياسي‭ ‬وعدم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية‭ ‬للبلاد،‭ ‬وهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التدبير‭ ‬الذي‭ ‬تشوبه‭ ‬اختلالات‭ ‬كبيرة‭ ‬أرخى‭ ‬بظلاله‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي‭ ‬والإقليمي‭ ‬بحيث‭ ‬نجد‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المنتخبة‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬وضعية‭ ‬‮«‬بلوكاج‮»‬‭ ‬تام‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬المشاريع‭ ‬التنموية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬الجهوية‭ ‬والإقليمية‭ ‬وبالتالي‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭.‬

‭ ‬

مشاركة