مسؤول إسرائيلي الأسد يتعامل بمسؤولية مع السلاح الكيميائي
الجيش الحر يتهم دمشق بنقل اسلحة كيميائية الى الحدود وزير خارجية فرنسا استخدام سوريا أسلحة ممنوعة غير مقبول
باريس ــ رويترز ــ رام الله
يو بي اي ــ بيروت ــ ا ف ب
أعلن مسؤول إسرائيلي إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتعامل بشكل مسؤول مع السلاح الكيميائي الموجود بحوزته وأنه يتخذ إجراءات لمنع سقوط هذا السلاح بأيدي المعارضة السورية.
ونقلت صحيفة هآرتس امس عن المسؤول الإسرائيلي الذي لم تذكر هويته، قوله إنه على الرغم من الضغوط التي يتعرض لها الأسد إلا أنه يتعامل مع السلاح الكيميائي بشكل مسؤول.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس إن أي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب قوات الحكومة السورية لن يكون مقبولا.
على صعيد متصل اتهم الجيش السوري الحر نظام الرئيس السوري بشار الاسد بنقل اسلحة كيميائية الى مطارات على الحدود، غداة تهديد دمشق باستخدام هذه الاسلحة في حال تعرضها ل عدوان خارجي . واعلن الجيش السوري الحر في بيان نحن في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل نعلم تماما مواقع ومراكز تموضع هذه الاسلحة ومنشآتها ونكشف ايضا ان الاسد قام بنقل بعض هذه الاسلحة واجهزة الخلط للمكونات الكيماوية الى بعض المطارات الحدودية .
واعتبرت القيادة المشتركة للجيش الحر في الداخل ان نظام الاسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح باسلحة الدمار الشامل عن ارادة وقصد وبشكل مبكر لادارة الازمة الداخلية من خلال التازيم الاقليمي والردع الاستراتيجي .
ولفتت الى ان معلوماتنا تؤكد ان النظام منذ أشهر بعيدة قد بدا اعادة تحريك لهذه المخزونات من أسلحة الدمار الشامل للعمل على هذين التكتيكين بغرض إدارة الضغط الإقليمي والدولي والتخفيف منه ، لافتا الى ان ان الجيش الحر يتفهم المخاوف الغربية أمام نظام مستهتر . واضاف البيان اننا على علم بان هناك حراك قوي ضمن المؤسسة العسكرية للثورة باعادة دراسة الاستراتيجية الدفاعية ووضع اسلحة الدمار الشامل وبما يتفق مع القانون والاعراف الدولية . وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت امس في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها جهاد مقدسي امام الصحافيين واقر فيه للمرة الاولى بامتلاك سوريا لاسلحة كيميائية انه لن يتم استخدام اي سلاح كيميائي او جرثومي ابدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الاسلحة لن تستخدم الا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي .
واشار مقدسي الى ان هذه الأسلحة على مختلف انواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر . الا ان الخارجية ما لبثت ان وزعت بيانا جديدا على وسائل الاعلام ادخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه ان اي سلاح كيميائي او جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وان هذه الأسلحة على مختلف انواعها ان وجدت فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية . وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن الأسد بدأ بنقل قسم من الأسلحة الكيميائية من المخازن التي يخزن فيها في الأيام العادية إلى قواعد عسكرية بعيدة أكثر عن المناطق التي تجري فيها المعارك أو إلى أماكن تخضع لحراسة بمستوى عال جدا. وتابع أن نظام الأسد اتخذ إجراءات مؤخرا من أجل منع سقوط السلاح الكيميائي بأيدي المتمردين في إشارة إلى المعارضة السورية والجيش السوري الحر. وواصلت إسرائيل تمرير تحذيرات من خلال قنوات دبلوماسية وعبرت من خلالها عن قلقها من نقل أسلحة كيميائية وصواريخ متطورة مضادة للطائرات إلى حزب الله أو منظمات مسلحة أخرى. وقال وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان خلال لقاء مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي في بروكسل إن أي محاولة لنقل أسلحة كيميائية من سوريا إلى حزب الله هو خط أحمر بالنسبة لدولة إسرائيل، ولن نقيد أنفسنا حياله وسنعمل بصورة حازمة جدا في حال حدوث ذلك . لكن المسؤول الإسرائيلي قال ل هآرتس إنه في هذه المرحلة لا توجد مؤشرات على أن الرئيس الأسد نقل أو يعتزم نقل سلاح كيميائي إلى حزب الله، وإنما هو يبذل جهدا لمنع سقوط هذه الأسلحة بأيدي المتمردين أو منظمات في فلك تنظيم القاعدة . وأضاف المسؤول نفسه أنه رغم ذلك فإن التخوف والقلق في إسرائيل ما زال كبيرا لأنه يصعب معرفة ما إذا كانت هذه الإجراءات كافية في اليوم الذي سيسقط فيه الأسد . وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى تقارير ترددت في الفترة الأخيرة حول محادثات أمريكية ــ إسرائيلية حول السلاح الكيميائي السوري وأن الولايات المتحدة تحاول إقناع إسرائيل بعدم مهاجمة مخازن هذا السلاح تحسبا من أن عملية كهذه ستساعد الأسد على البقاء في الحكم لفترة أطول وتجند دعما له داخل سوريا. وأضافت الصحيفة أن الأمريكيين أوضحوا للإسرائيليين في هذه المحادثات أنهم يراقبون مخازن الأسلحة الكيميائية السورية بوسائل استخباراتية ويجرون اتصالات مع جهات في الجيش السوري الحر ومع الأردن وتركيا من أجل حراسة السلاح الكيميائي في سوريا ووفقا للتجربة التي تراكمت عقب سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، حيث عملت قوات كوماندوز أمريكية وغربية بالتعاون مع الثوار الليبيين على حراسة مخزون الأسلحة الكيميائية قبيل إخراجه من الدولة أو تفكيكه وإبطال مفعوله. وكان جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية قال أمس الاول الإثنين إن الجيش السوري لن يستخدم الأسلحة الكيماوية لسحق المسلحين المعارضين لكنها قد تستخدم ضد أي قوات من خارج البلاد. وقال مقدسي أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الازمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الأزمة في الداخل السوري . وأضاف هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وباشرافها المباشر ولن تستخدم أبدا إلا في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي . وقال فابيوس لقناة فرانس 2 التلفزيونية أي استخدام للأسلحة الكيماوية غير مقبول على الاطلاق. الرئيس الأمريكي باراك أوباما أدلى بتصريحات تنطوي على نفس المعنى وكذلك فعل آخرون… هذه الأسلحة تحت رقابة صارمة من جانب المجتمع الدولي . وصرح وزير الخارجية الفرنسي بأن الرئيس السوري بشار الاسد سيسقط لا محالة في وقت ما وان عرض جامعة الدول العربية بخروج آمن له لن يعفيه من العقاب. وعرض وزراء الخارجية العرب على الأسد يوم الأحد خروجا آمنا اذا تنحى لكن الرئيس السوري شن بدلا من ذلك في تحد هجمات مضادة شرسة مما يعكس تصميمه على الاحتفاظ بالسلطة في الوقت الذي دخلت فيه الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ أكثر من 16 شهرا مرحلتها الاكثر عنفا. وقال فابيوس طرحت الجامعة العربية هذا العرض لكني اعتقد انه على المدى البعيد يجب ان يدفع كل حكام النظم الدكتاتورية ثمن الجرائم التي ارتكبوها. في نهاية الامر بالنسبة له وبالنسبة لباقي حكام النظم الدكتاتورية لن تكون هناك حصانة… سيسقط الاسد والمسألة مسألة وقت فقط . وأضاف فابيوس سقوط بشار الاسد يجب الا يتبعه اضطهاد للاقلية . وعبرت عدد من الدول الغربية عن انزعاجها بعد ان أقرت سوريا للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت انها يمكن أن تستخدمها في مواجهة التدخل الخارجي.
وجاء ذلك بعد أسبوع من القتال غير المسبوق داخل العاصمة السورية دمشق وتفجير تسبب في مقتل أربعة من كبار مستشاري الاسد.
/7/2012 25 Issue 4260 – Date Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4260 التاريخ 25»7»2012
AZP02