مزامير البكاء
إلى روح الأديب الراحل رعد طاهر كوران
حيدر حاشوش العقابي
دمعة أولى……….
من على بعد دمعة كنت أراك
ترتشف النرجيلة بهدوء..
وتنزوي كي لايراك احد..
كنت شاعرا حد الرعد
وكنت رعد
في ظلمة البيت
كانت تأتيك حشود من الغيمات
ترتجيك لتكون أجمل فيك
لكننا في الدموع
نجتر ذاكرة الموتى
فأي دمعة
تناسبك أيها المهذب تماما؟
وأي القصائد سأكتب
إن توقفت
الأصابع عن الكلام
سالون القصائد بالسواد
وأبدل ثوب الريح
سأتذوق ملح الغياب غريبا
أيها الرجل الذي نسق
مرور الماء لعيون الأسئلة
واستفاق على صبح مزكوما بالعويل
وصوت الجلجلة كنت تستنشق الهواء
حتى الهواء الذي توقف عن رئتيك
كان يندب قاتلة
ياصوت ريح يسبقنا لله
يجر زورقه لعباب الغياب
ويمضي حيث يشاء
لاكما يشاء….
الموت قبعة الرحيل
وإشارة البدء للطريق الطويل
حيث لاعودة نرتجيها
لبلبل أجاد الغناء حرا
وغادرنا مزهوا بالقصيدة
القصيدة المدن المأساوية
التي نحتها على حجر الدمع
القصيدة
النغم الثائر الذي أطلقته
لتهيأ المجاديف كي ننتصر
لسواك
القصيدة عبادة
غروب…واتكاء
القصيدة جواز الرحيل إلى ماتشاء
فقد اصفرت الوجوه
وهي تنتحب على رحيلك المقدس
ياسيدي الشاعر
الآن سأبلل القصائد
لتكون بيضاء كما كنت
سأستدير إليك لأشاركك
التفرد في الغناء
سأرسم فوق صلاتي دمعة
واكتب عليها
قد غادر آخر الشعراء
أو آخر الموتى
أو آخر النبلاء لكنني سأبقى
دونك بنصف جناح
أو نصف صباح
قلت استرح
هذا أوان الموت
قلت استرح
سأضع فوق قبرك زنقتين
وقبلتين
ودمعتين
فقد خرجت بثياب العصر فارسا
لم تغمد سيفك حين كانت الريح
تهدد الفرسان..
فمنذ خمسين عاماوبعض مشانق
كنت تبني لك بيتا من الشطان
وتلونها بالحناء..
والاغتراب..والأحزان
وكنت تترك دمعك
مزهوا على الجدران
وكنت تهيأ الطرق
لتستريح… لتغادر تماما
بكل أمان
منذ خمسين حرب
والبلاد التي عشقتها كانت لسواك
وكنت تلم الغيوم
وترتجي المطر
لم تمنح هويتك لقاتل
لم تترك أزارك خلفك أو تتسمر
أيها العاشق والمعشوق
ماكان اصغر عمرك
إذ لاتتكرر…
(دمعة من كلية الآداب)
لاتختفي أيها الصديق
فمازال هناك كلاما
وفم وأسئلة
مازالت هناك سكائر على الطاولة
واستكان الشاي مازال حارا للان
لاتختفي ليسع بوسعنا صنع المطر
وليس بوسعنا ان
نطلق إيقاع القصائد دونك
وليس هناك نخلة نستظل بها
ان غابت الغيمات
لاتختفي فطريق السماء طويل
ستشكله وحيدا في يديك
وتلم البحر
تجعله ريقا لنا
وتبدد السراب
لاتختفي يانبض الأبجدية الأولى
فالعاشقون لايحتملون الغياب
كل الأفراح مؤجلة تماما
هذا أوان الدمع
وليس وقت العتاب
فنم كل نوافذي مكسوة بالدمع
أيها المحارب الذي ترك سيفه
على كل باب..
(دمعة من اتحاد الأدباء)
الزمن بوصلة
نرتجف كوتر أعمى
تكرر الغياب
تغادرنا النوارس
وتنحني الدروب
ليس باستطاعتنا
أن نصنع القدر على مقاسنا
وليس وسعنا أن نحمل الشعر سنينا
عليه أن يحملنا هو الآن
علينا أن نخضب
غيابنا بالمسك والزعفران
ونوجج الصيف
كي تبقى القصيدة
دمعة نتركها
او دمية نتركها للأطفال اليتامى
ليدركوا الأمان
سأقول وداعا إليك
سأقول وداعا إليك
سأدفن الحنين…
فليس بوسعك أن تعود
وليس بوسعنا أن نراك