مرسي قيد الإقامة الجبرية وقادة الأخوان ممنوعون من السفر وبريطانيا تدعو للهدوء
مصر تدخل مرحلة جديدة ومصفحات الجيش تنتشر في القاهرة
القاهرة – مصطفى عمارة
دخلت مصر امس مرحلة جديدة بعد الانباء التي اكدت عزل رئيسها محمد مرسي وانتشار الجيش في الطرق والاماكن العامة في العاصمة . وقالت رويترز ان مئات من جنود الجيش المصري شاركوا في تحركات على طريق سريع قرب القصر الرئاسي حيث يوجد فيه مرسي امس الأربعاء.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن مصدر عسكري ان (قيادة المنطقة العسكرية المركزية اعادت نشر قواتها في القاهرة خاصة في اماكن التظاهرات)، واضاف المصدر ان (القوات انتشرت بكثافة في ميادين التحرير وقصر الاتحادية الرئاسي بمصر الجديدة وميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة)، واكد المصدر ان (الهدف هو تحقيق اقصى درجات التأمين للمتظاهرين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر السياسي).
ووضع مرسي قيد الإقامة الجبرية، فيما صدر قرار بمنعه وعدد من قادة الإخوان من السفر خارج مصر. وقال مصدر إن (مرسي وضع قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته بدار الحرس الجمهوري)، مبينا أن (القوات المسلحة أغلقت مبنى التلفزيون المصري وسيطرت على المبنى وتم إخلاؤه من العاملين)، وأشار المصدر، إلى أن (مرسي وقيادات من جماعة الأخوان المسلمين صدر قرار بمنعهم من السفر).
واكد مصدر امني ان جهازا امنيا رفيعا قرر منع مرسي وعدة قيادات من جماعة الاخوان المسلمين من السفر. وقال المصدر ان (كل المتهمين في قضية الهروب من سجن وادي النطرون عام 2011 بمن فيهم مرسي وعدد من قيادات جماعة الاخوان المسلمين تم وضعهم على قوائم الممنوعين من السفر بقرار من جهاز امني رفيع).
ومن بين الممنوعين من السفر المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر والقياديان عصام العريان ومحمد البلتاجي، بحسب المصدر نفسه. وقال مساعد الرئيس المصري للشؤون الخارجية عصام الحداد امس ان انقلابا عسكريا يجري حاليا في مصر وأضاف انه (يتوقع عنفا من الجيش والشرطة لابعاد المتظاهرين المؤيدين لمرسي)، وقال الحداد (في هذه الأيام لا يمكن لانقلاب أن ينجح في مواجهة قوة شعبية كبيرة بدون اراقة كثير من الدماء).
وقال التلفزيون المصري ان نحو 16 شخصا اغلبهم من مؤيدي مرسي قتلوا واصيب نحو 20 آخرون في اشتباكات وقعت الليلة قبل الماضية عندما فتح مسلحون النار على المتظاهرين في محيط جامعة القاهرة. واتهمت جماعة الاخوان افرادا من الشرطة يرتدون الزي الرسمي باطلاق النار. وقالت وزارة الداخلية انها تحقق. وكان مرسي امس قد تمسك بمواقفه قبيل انتهاء مهلة حددها الجيش للقوى السياسية للاتفاق على مخرج للأزمة. وجددت رئاسة الجمهورية في بيان على موقعها على فيسبوك تأكيدها على خارطة الطريق التي استجابت فيها للنداء ودعت كافة القوى الوطنية للحوار حولها لإجراء المصالحة الوطنية الشاملة.”
وأكدت الرئاسة أن (تجاوز الشرعية الدستورية يهدد الممارسة الديمقراطية بالانحراف عن مسارها الصحيح ويهدد حرية التعبير التي عاشتها مصر بعد الثورة). وكان مرسي قد أعلن قبوله مبادرة تقدمت بها أحزاب معارضة تضمنت تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة. وقال بيان الرئاسة إن (السيناريو الاخر الذي يحاول البعض فرضه على الشعب لا توافق عليه الجماهير وسيربك عملية بناء المؤسسات).
من جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى الهدوء في مصر خلال كلمة ألقاها في مجلس العموم امس الاربعاء. وقال كاميرون ان العنف في مصر (مقلق للغاية). واضاف (مستوى العنف مروع ونناشد جميع الاطراف الهدوء ووقف كل اشكال العنف وخاصة الاعتداءات الجنسية. لا ينبغي لبلدنا أن يساند اي جماعة او حزب بعينه وما يجب ان ندعمه هو عملية ديمقراطية صحيحة وحكومة صحيحة بالتوافق). وتابع كاميرون ان (مرسي عليه مسؤولية الاستجابة لمخاوف الشعب المصري).
في الوقت الذي كشفت فيه الولايات المتحدة عن القلق مما يجري وقررت الابقاء على سفارتها مغلقة لايام اخرى. وساد شعور بالقلق بين اوساط المصريين نتيجة تأخر بيان القوات المسلحة الذي تقرر اذاعته من مبنى وزارة الدفاع حتى ساعة اعداد هذا التقرير.
وتعهد كل من وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي ومرسي بالتضحية بالنفس فداء لمصر في الساعات الأخيرة للمهلة.
وقال الجيش على صفحته بموقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الإنترنت إن القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية تجتمع مع شخصيات دينية ووطنية وسياسية وشبابية.
وأعلن الأزهر عن استقالة ممثليه الثلاثة من مجلس الشورى المصري رسميا، عازيا السبب إلى أن ذلك جاء احتجاجا على ورد في خطاب الرئيس محمد مرسي.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد محمد احمد علي على صفحته الرسمية على فيسبوك “تعقد القيادة العامة للقوات المسلحة حالياً لقاءات مع عدد من الرموز الدينية والوطنية والسياسية والشبابية وسوف يتم إصدار بيان للقيادة العامة فور الانتهاء” من هذا الاجتماع.
وبدأ بعد ظهر الاربعاء اجتماع بين وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي وكل من محمد البرادعي المتحدث باسم المعارضة المصرية وشيخ الازهر احمد الطيب وبابا الاقباط تواضروس الثاني وممثلين لحركة تمرد، بحسب ما قال مصدر عسكري لفرانس برس.
AZQ01