مربديّات
عوّاد ناصر
المربدياتُ قُمنَ الفجرَ أرغفةً
وفي المشاحيف عرسُ الماءِ والأثَلِ
البيت لكاتب السطور .
قال الشاعر علي أبو عراق، لوكالة أنباء، دُعي 27 شاعراً وأديباً من عراقيي المهجر و27 شاعراً عربياً، فضلا عن اكثر من 200 شاعر وأديب من الداخل .
وذكر أن فعاليات المهرجان ستتضمن ست جلسات شعرية وثلاثاً نقدية فضلا عن فعاليات موسيقية ومسرحية وتشكيلية ومعرض كتاب .
وأشار الى أن مهرجان هذا العام سيكون متميزا من حيث طبيعة المشاركة وآلية التنظيم، إذ ستقسم الدعوات الى مشاركة وحضور إضافة الى دعوة 54 شاعرا واديبا عراقيا وعربيا من الخارج .
ولفت إلى أن اللجنة التحضيرية في البصرة أنجزت البرنامج الثقافي ومعظم المفاصل اللوجستية كالإعلام والسكن والدعوات وغيرها من التحضيرات .
وجذر المربد هو ربد وجاء في لسان العرب
ورَبَّدَتِ الشاة ورَمَّدَت وذلك إِذا أَضرعت فترى في ضرعها لُمَعَ سوادٍ وبياض، وترَبَّدَ ضرعها إِذا رأَيت فيه لُمَعاً من سواد ببياض خفي. وَرَبدَ الإِبل يَرْبُدُها رَبْداً حبسها، والمِرْبَدُ مَحْبِسُها.
وقول الفرزدق عَشِيَّةَ سال المِرْبَدان، كلاهما» عَجاجَة مَوْتٍ بالسيوفِ الصوارم فإِنما سماه مجازاً لما يتصل به من مجاوره، ثم إِنه مع ذلك أَكده وإِن كان مجازاً، وقد يجوز أَن يكون سمي كل واحد من جانبيه مربداً.
وقال الجوهري في بيت الفرزدق إِنه عنى به سكة المربد بالبصرة، والسكة التي تليها من ناحية بني تميم جعلهما المربدين، كما يقال الأَحْوصان وهما الأَحْوص وعوف بن الأَحوص.
المربد أو مربد البصرة. أو سوق المربد. بكسر الميم وفتح الباء . الزبير الحالية.
سوق من الأسواق القديمة في البصرة تبعد عن مدينة البصرة ثلاثة أميال. وكانت تقام فيها مبارزات في الشعر بين الفرزدق وجرير عرفت بشعر النقائض.
وكان مربد البصرة في بداية العصر الأموي عكاظ المسلمين كما يسمونه. إتجه له الأدباء والشعراء واللغويون.
ونظرا لموقعه الجيد. فقد كان مكاناً لتبادل الثقافات والشعر والبلاغة والمفاخرات الشعرية ويجمع الحجاج والقوافل البرية للأقاليم الجديدة التي تم فتحها. وكان يمد البصرة بتجارة وثقافة وعزز مكانتها التاريخية.
ذكرها ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـ وقال أنها تبعد ثلاثة أميال عن البصرة وكان يسرد عنها ماتبقى من اثارها وكانها في أيامه مندثره لم يبقى منها إلا اثار متبقيه.
ومن نجوم المربد، في وقته، الفراهيدي، عبد الله بن المقفع، خالد بن صفوان، الجاحظ، الكندي، أبو نواس، جرير، الفرزدق، بشار بن برد، سيبويه، الأصمعي، أبو عمرو بن العلاء.
أنا سعيد لأنني ذاهب إلى المربد للمشاركة. وأنا قلق، أيضاً جراء المنبر.
صمم المنبر ليعلو به النابر على مستمعيه كي يبلغهم صوته من علٍ، فلا ميكروفونات ألقى منها جرير والفرزدق نقائضهما، ومن المؤكد أنهما كانا يتصايحان ويتشاتمان، لذلك جاءت تلك النقائض من ضعيف شعرهما، أو أضعفه.
المنبر أعلى من الناس، قطعاً، لكن القصيدة أكبر من المنبر.
كثيراً ما ابتلع المنبر الشاعر والشعر، لأن النبر العالي يبتلع إيماءات الكلام وتلميحات العبارة وجمالية الصورة.
الشعر ليس كلاماً موزوناً مقفىً وله معنى في أسوأ تعريف قاله قدامة بن جعفر واسمه الأول يدل عليه بل الشعر هو لا أعرف ما هو
المنبر يبتلع الجوهر الجمالي للقصيدة.
كثير من أعمال الفنانين وشعر الشعراء، جاءت على غاية الجمال حتى لو لم يعرف الفنان أو الشاعر معنى عمله ولا يستطيع تفسيره.. ومن حقكم أن تختلفوا معي، هنا.
هل فسّر موتزارت عمله المزمار السحري ؟
/5/2012 Issue 4191 – Date 5 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4191 التاريخ 5»5»2012
AZP09