مراهنات ومزايدات – هشام السلمان

في المرمى

 مراهنات ومزايدات – هشام السلمان

استشرت في ملاعبنا مؤخرا ظاهرة اضاعة الوقت في المباريات بطرق تثير الشفقة على اللاعبين والمدربين الذين يلجؤون الى هذه الطريقة حتى وان كانت فرقهم متعادلة لان تفكير البعض من المدربين محدود الى درجة ينحصر تفكيره في الخروج من المباراة سالما من الخسارة وهو تفكير لا يدل على ثقافة تدريبية ناضجة وبالتالي يعكس المستوى الحقيقي لمستوى لاعبي الدوري ومدربيهم وهو ايضا ما ينعكس سلبا على الكرة العراقية التي يجب ان تواكب التطورات في الجانب الفني على المستوى العالمي وألا ليس صحيحا ان نلعب دوري لا يفكر اغلب مدربيه الا بالفوز حتى لو جاء بطريقة غير مشروعة.

ومع ان مسالة اضاعة الوقت شيء متبع من قبل اللاعبين في كل مباريات التي تقام في العالم وأحيانا يأتي التوجيه من قبل مدرب الفريق خاصة إذا كانت المباراة تسير لصالحه،، ولكن عندنا وفي الدوري العراقي باتت ظاهرة اضاعة وقت المباراة وكأنها نوع من انواع نجاح اللاعب في الملعب حتى باتت وكأنها ثقافة سيئة اثرت كثيرا على اداء اللاعبين ومستوى المباريات في الدوري وهي ايضا طريقة بائسة من قبل الفرق والمدربين للاستئثار بفوز او نتيجة لصالحهم ما كانوا يستطيعون الخروج بها لولا اللجوء الى هذه الاساليب.

يمكن لحكام المباريات الاذكياء الحد من هذه الظاهرة باستخدام صلاحياتهم كحكام، إلا ان المثير في الموضوع في الدوري العراقي ان الحكام تعرضوا للشغب من قبل الادارات واللاعبين بسبب تطبيقهم للقانون في هذه الجزئية وبالتالي باتت هذه الظاهرة تفسد على الكرة العراقية وتاريخها متعة كرة القدم التي تحولت الى مراهنات ومزايدات تؤثر كثيرا في المباريات إذا ما قلنا ان ظاهرة اضاعة الوقت ربما كانت من دوافعها الخفية رهانات وسماسرة يدفعون اللاعبين الى تأخير اللعب للتأثير على نتائج المباريات سلبا وإيجابا.

اعتقد ان نسبة الوقت الضائع من كل مباراة يصل الى اكثر من 15 دقيقة في المباريات الحاسمة والمهمة والى 10 دقائق في المباريات الاعتيادية التي يفكر فيها الفريق الفائز للحفاظ على النتيجة التي حصل عليها ويبقى على حكام الكرة ولجنة المسابقات حق التدخل للحد من الظاهرة التي استشرت بشكل لافت للمتابعين في ملاعبنا خلال الموسمين الاخيرين وهو امر لا اراه لائقا في دوري عمره نصف قرن يفترض ان تكون فيه افكار اللاعبين والمدربين ترتقي الى سمعة الكرة العراقية وتطورها ومواكبتها للإحداث والمتغيرات التي تفرزها فوانين كرة القدم.

الطرق التي يستخدمها اللاعبون في اضاعتهم للوقت اغلبها غير قانونية وفي احيان كثيرا تكلفهم الانذارات وربما عقوبات الطرد ما يؤثر ذلك في الفريق ومستواه الفني ونتائجه في المسابقة ولهذا لابد للجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم وضع الضوابط والتعليمات التي من شانها الحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد المستوى العام للعبة في البلاد لأنها احد اساليب الفاشلين في لعبة كرة القدم الستم معي؟

مشاركة