المشروع وسيلة لإستنهاض المجتمع وتوظيف طاقاته
مراكز الشباب بعيدة عن أداء دورها وقريبة من الإنهيار
رياض عبد الكريم
تعرف الاوساط الرياضية والمجتمعية مراكز الشباب على انها هيئات شبابية تربوية اهليه ذات نفع عام و له شخصية اعتبارية مستقلة ، يسهم فى تنمية النشئ والشباب باستثمار وقت فراغهم فى ممارسة مختلف الانشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والوطنيه ويسعى لاكسابهم المهارات التى تكفل تحمل المسئولية فى اطار القانون و السياسة العامة للدولة انطلاقاً من أهمية الدور الذي تلعبه وتقوم به هذه المراكز يتم تنفيذ (المشروع القومي لتطوير مراكز الشباب) والعمل علي تحويل مراكز الشباب الي مراكز منتجة ذات طابع تنموي تقدم مختلف الخدمات الثقافية والاجتماعية وتمارس دوراً فاعلاً في تطوير المفاهيم والقيم السائدة بين قطاعات الشباب المختلفة .
وعلى اساس ذلك صبح العمل مع الشباب على أساس تخصصي، واحداً من الاتجاهات الرئيسية التي بدأت تشق طريقها في غالبية البلدان والمجتمعات، والتي تستهدف صقل الشخصية الشبابية، وإكسابها المهارات، والخبرات العلمية والعملية، وتأهيلها التأهيل المطلوب لضمان تكيفها السليم مع المستجدات، وتدريب القادة الشباب في مختلف الميادين المجتمعية، لكن ما يجب الإشارة له هو أن هوة واسعة كانت ولا زالت قائمة بين الشباب في البلدان المتقدمة والشباب في البلدان الفقيرة والنامية؛ لأسباب تتعلق بالقدرات المالية وعدم توفر الخطط والبرامج الكافية للتأهيل والتنشئة والتربية، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي وطبيعة القيم والعادات والتقاليد، وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي، وطبيعة النظم السياسية القائمة، حيث تظافرت كل تلك العوامل لتحد من دور الشباب في البلدان الفقيرة وتفاقم الأزمات المستشرية في أوساط الشباب: كالبطالة، وسوء العناية الصحية، وتدني المستوى المعيشي، ونقص المؤسسات الراعية، ومراكز الترويح والترفيه. وهذا لا يعني البتة أن الشباب في الدول المتقدمة والغنية لا يعانون من مشاكل وأزمات رغم الوفرة في الإحصائيات والخدمات، ولكنها من نوع مختلف عما يعانيه الشباب في الدول الفقيرة.
ازمات مزدوجة
وخلال العقدين الأخيرين، وبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية ، تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة،؛ حيث بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة، والمركبة القائمة أصلاً وأخرى ناتجة عن التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات، والتي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة، وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب البلدان الفقيرة؛ ما يهدد الشباب في هذه البلدان بأزمات جديدة جراء هذا المد العولمي.
وازاء ذلك كله ، نلاحظ وبرغم كل المدخلات في حيز عالم الشباب ان اماكن وعوالم احتواء هذه الكيانات ضعيفة جدا او تكاد تكون معدومة ، لا على مستوى المكان انما على مستويات التنظيم والادارة وتنوع النشاطات والفعاليات وتوفير الفرص للمبدعين من الشباب واصحاب الابتكارات العلمية ، فقطاعات الشباب تعيش اليوم ظروفا معقدة وصعبة ومهددة بالبطالة والضياع وظروف الجريمة المنظمة بالاضافة الى انتشار المخدرات والتعامل غير المفيد مع وسائل التواصل الاجتماعي الامر الذي قد يدفع ببعض هذه الاقطاعات الى الانحراف او سلوك طرق السوء التي غالبا ماتقةد الى السرقة والاحتيال والنصب وكلها جرائم يحاسب عليها القانون ، وهنا تبرز اهمية تأسيس مراكز تحتوي هذه القطاعات وتبعدهم عن مساويء الرذلية وتنمي في دواخلهم قيم ومباديء وطنية تمكنهم من تطوير قدراتهم الثقافية والعلمية والرياضية وتقتل اوقات الفراغ التي يعانون منها اضافة الى استغلال عامل الوقت بطرق مفيدة ونافعة تبعدهم عن متاهات وسيئات ظروف الحياة المحبطة .
نشاط تدريبي
وهناك اهداف يمكن ان تحققها تلك المراكز من بينها :
ــ تكوين الاسر و الجماعات وفرق النشاط للتدريب على اساليب القيادة وممارسة المسئوليات و المشاركة فى وضع و تنفيذ البرامج و تنمية الجوانب المختلفة لشخصية الشباب واستثمار وقت الفراغ .
ــ التدريب على ممارسة الديمقراطية وعلى المشاركة والحوار وقبول الراى الاخر.
ــ الاسهام فى مشروعات الخدمة العامة والتطوعية وخاصة مشروع محوالامية والوعى السكانى والصحى وحماية البيئة.
ــ تزويد النشئ و الشباب بالمهارات الفنية و اليدوية المختلفة .
ــ تكثيف الوعى بدور المراة فى المجتمع بتشجيع مساهمتها ومشاركتها فى برامج الخدمة العامة وانشطة الفتيات والانشطة الرياضية .
ــ اتاحة الفرصة للممارسة والتدريب على استخدام اليات التكنولوجيا المختلفة.
ــ تكثيف الوعى باهمية القراءة والبحث و تهيئة المناخ الصحى للاطلاع و كذلك الاشتراك فى المسابقات الثقافية المختلفة .
ــ اكتشاف الموهوبين فى كافة المجالات ورعايتهم.
ــ تنظيم و اعداد الفرق الكشفية والجوالة فى المراحل السنية المختلفة.
ــ إعداد النشء والشباب إعداداً سليماً من النواحي المختلفة وتحمل المسؤولية.
ــ تنظيم و استثمار أوقات فراغهم بالنسبة للشباب .
ــ تنشئة النشء والشباب تنشئة وطنية.
ــ تنمية قدراتهم واكتشاف مواهبهم ورعاية إبداعاتهم .
ـ عقد ندوات وورشات عمل ثقافية وفكرية وعلمية وفنية لتطوير قابلياتهم وقدراتهم .
ــ اقامة المهرجانات المتنوعة الاختصاص وزج الشباب في اعداد وتنظيم هذه المهرجانات .
ــ تنظيم سفرات سياحية للاماكن الاثرية والثقافية والسيحة لتعريف الشباب بحضارة العراق.
ــ فتح ورشات للصناعات الشعبية واتاحة الفرصة لتعليم الشباب على تلك الصناعات ومن ثم تنظيم مــــعرض لمصنوعات الشباب .
ــ فتح دورات لتعليم الفنون التشكيلية والموسيقية والمسرحية .
ــ تنظيم ندوات للقراءات الشعرية والخطابية .
وتنظيم مسابقات رياضية في مختلف الالعاب وعلى مدار العام .
ويكون تحديد الأهداف بالنسبة لمراكز الشباب أهداف إستراتيجية أي طويلة المدى وأهداف تكتيكية أي قصيرة المدى.
الأهداف الإستراتيجية :-
تهدف إلي تكوين الشخصية المتكاملة للشباب من النواحي الاجتماعية والصحية والدينية والنفسية والفكرية والترويحية واستثمار أوقات الفراغ .
اما الأهداف التكتيكية :-
فهي أهداف قصيرة المدى وتعمل علي :-
إعداد الشباب من النواحي الخلقية والاجتماعية إعدادا سليما .
استثمار أوقات الفراغ .
تزويد الشباب بالمهارات .
وضع وتنفيذ البرامج الخاصة بالمناسبات والأعياد .
إنشاء فصول الحضانة اللازمة للأطفال.
إنشاء نادى أو ركن لأطفال المركز .
أقامــــه الرحلات وتنظيم المعسكرات .
دعم الدولة
طبعا من خلال ماورد اعلاه ، فأن النهوض بمثل هذه المراكز لايمكن ان يتم الا من خلال دعم مالي ومعنوي جدي وكبير من قبل الدولة وحصريا من خلال وزارة الرياضة والشباب ، يتلخص باعادة ترميم ابنية المراكز وتحديث البنى التحتية واظهارها بشك عمراني وحضاري يليق بتلك القطاعات الشبابية وتوفير كل الاجهزة والمعدات التي تؤهلها لتقديم افضل الخدمات وتوفر للشباب فرص الانتماء الحقيقي لتلك المراكز.
ولانجاح العمل في تلك المراكز ينبغي استمرار رفع المستوى العلمى والمهنى للعاملين بمراكز الشباب بما يوفر لديهم القدرة على التعامل مع كافة مؤسسات المجتمع المدنى وطرح الافكار التى تساهم مساهمة ايجابية في تفعيل دور مراكز الشباب في خدمة البيئة المحلية ، تدريب العاملين بمراكز الشباب على مهارات الاتصال بين المركز والمجتمع المحلى لتحقيق مزيد من التواصل بين مركز الشباب والمؤسسات المختلفة واستخدام الاساليب المناسبة التى تحقق هذا التواصل.
خلاصة القول على أن يكون مركز الشباب هو المدخل الحقيقى للتنمية المجتمعية على مستوى البيئة المحلية من خلال خطة عمل متعددة المجالات تتعاون في تنفيذها كل المؤسسات القائمه الاهلية والحكومية كل بقدر ما يتاح له من موارد على أن تكون محصلة البرامج المنفذه قيمة مضافة الى جهود التنــــــــمية تساهم في تعظيم العـــــــائد وتقليل الفاقد الذى يترتب على العمل الفردى بعيدا عن العمل الجماعى الخلاق ، وكـــــذلك العمل على ايجاد مـــــــشروع قومى يلتف حوله الشباب يـــــــفجر طاقاتهم وينمى روح الولاء والانتماء للوطن وليكن هذا المشروع وسيلة لاستنهاض المجتمع وتوظيف طاقات وعزيمة شبابه واشعاره بانه لم يعد متفرجا فى عمــلية بناء ونهضة الوطن بل اصبح شريكا اساسيا فى التنمية.