مذكرات مستشار رئاسي: مظاهرات للصدريين ومصطلح (شلع قلع) يدخل القاموس السياسي (16)

المالكي يعرض رئاسة الجامعة على أستاذ معتدى عليه والأستاذ يرفض
اندلاع ثورة القمصان البيضاء في الجامعات مطالبة بإقالة وزير التعليم
عبد المهدي يتحدث عن تهديد وصل اليه ويتهم تركيا بعرقلة اتفاق بغداد والاقليم
استخدام الكيماوي في طوزخورماتو والمفخخات تدخل من جسر القيارة

عرض – حسين الذكر

انعقدت الجلسة التاسعة بتاريخ 1-3-2016 وسط تأثير تظاهرات الصدرين التي حضرها الالاف في العاصمة بغداد بعد ان دعا لها السيد مقتدى الصدر وقد القى فيها خطابا حماسيا طالب فيه بالإصلاح واعلن براءته من الحكومة واعضائها. واطلقت فيها شعارات ( كلا كلا للفساد، نعم نعم للعراق ) مطالبين محاسبة الفاسدين.

دخل رئيس الوزراء الى الجلسة متأخرا فأحاط به الوزراء كالعادة بعدد من الطلبات وقد انكسر ( كلاص) امامه واحدث صوتا عاليا فصاح عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة: ( دائما ينكسر الكلاص هناك ) سمعه العبادي لكنه لم يعلق.

ثم طالب محمد اقبال وزير التربية زيادة حصة التربية الى ثمانمائة مليار دينار كحصة وزارة الصحة مطالبا ببناء وترميم وإصلاح المدارس والصفوف مخاطبا رئيس الوزراء بان الصف الواحد يدخله تسعون طالبا، لكن رئيس الوزراء لم يجبه، وهذا دائما ما كنت اره اذ كانت الأمور تسير بتشجيع المدارس والجامعات الاهلية على حساب المدارس الحكومية، مما تسبب في التسيب وتدني التعليم في العراق – هذا ما ذكره المؤلف – الذي أضاف بانه عام 2009 وفي عهد حكومة المالكي كنت جالسا مع السيد نوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك وكنت اعرفه منذ 1993 حينما كان طالبا في كلية الآداب في أربيل وكان مرحا وهادئا وذكيا.

دخل عليه رجل بملابسه الممزقة وعليه اثار اعتداء وتسيل منه الدماء فقال له المالكي ما اسمك فقال د عبد الله البياتي أستاذ اختصاص لغة عربية في جامعة بغداد وقد تم الاعتداء عليّ في الحرم الجامعي اثناء الدوام الرسمي من قبل بعض الطلبة.

بعد ان تحدث بما وقع عليه اجرى المالكي اتصالين، الأول مع عبود قنبر قائد عمليات بغداد وقد امره باعتقال الطلاب المعتدين فورا، والثاني مع وزير التعليم العالي ذياب عبد العجيلي الذي صاح به رئيس الوزراء بصوت عالي : ( قلت لك لا تفتح مقرات للاتحادات الطلابية فالجامعة للعلم والدراسة لا للسياسة، وقد امرت غدا قوات سوات بغلق جميع المقرات، اياك ان تخرج بالاعلام وتقول المالكي ارسل قواته للحرم الجامعي، فقال له العجيلي تأمر.

التفت المالكي الى الأستاذ المعتدى عليه قائلا له : ( ماذا تريد اعطيك أمرني، اخصص لك حماية او اعطيك مسدسا او اصدر امر تعيينك رئيس جامعة او عميدا لكلية الآداب، ماذا تريد اطلب أي شيء )، فقال الدكتور البياتي : ( لا اريد شيئا ابدا ولكن دعني أقول: ( سيدي صار عمري اكثر من ستين عام وابلغ مرحلة الاستاذية ولم ار بحياتي ولم اسمع ان دكتور يعتدى عليه وتمزق ملابسه وبنفس اليوم يقابل رئيس اعلى سلطة تنفيذية في البلد، وهذا يكفيني شرفا وعزة).

يضيف المؤلف بان عينه قد دمعت من هذا الحوار والموقف النبيل.
ثم تحدث عبد الحسين عبطان وزير الشباب عن إتمام بناء ملعب كربلاء الدولي ورفع الحظر عنه وانه يتسع لثلاثين الف متفرج وكلفته بلغت 116 مليار دينار دفعت منها تسعون مليار للشركة المنفذة وبقت تطلبنا 25 مليار مطالبا تسديد عشرة مليارات حاليا فوافق المجلس.

 

يضيف المؤلف، في هذه الاثناء عاد العبادي يتراس الجلسة بعد ان تركها مؤقتا فوجه التحية للمعلمين والتربويين بيوم عيد المعلم ثم وجه التحية للقوات المسلحة وللحشد الشعبي لكنه لم يحيي البيشمركة برغم كل ما قدموه من ضحايا وجهاد.

في الجلسة العاشرة التي انعقدت يوم 8-3- 2016 وفيها طالب وزير الداخلية محمد الغبان باستثناء بعض الضباط من قانون المسائلة والعدالة، كما وافق مجلس الوزراء على توزيع مساكن واكشاش للفقراء واصدر الضوابط والتعليمات في ذلك وكان قرارا مهما يخدم شريحة كبيرة من الفقراء لكن للأسف لم ينفذ على ارض الواقع.

تم مناقشة مشروع معالجة مياه الشرب في البصرة وكذلك عمليات النزوح المتوقعة مع انطلاق عمليات تحرير الموصل التي توقع فيها ان يكون مليون نازح وقد خصصت الحكومة ستة عشر منفذا للنازحين.

وعقد اجتماع مهم في مدينة كربلاء يوم 6-3- 2016 لقوى التحالف الوطني وقد حضره كل من : (د حيدر العبادي وسماحة السيد مقتدى الصدر ود الجعفري والسيد عمار الحكيم وعلي العلاق وهاشم الهاشمي وحسين الشهرستاني ود خضير الخزاعي .

قال الجعفري بان سماحة السيد الصدر لم يجلس وظل واقفا وكان يخاطب رئيس الوزراء بضرورة ان يتعلم من تجربة الجعفري.

تم تعليق حضور التيار الصدري لاجتماعات التحالف الوطني، وقد انتشرت مقولة شلع قلع بعد ان قالها سماحة السيد الصدر ويعني بها اسقاط الحكومة.

و صرح ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي بانهم مع شعار شلع قلع وان يشمل العبادي أيضا.

بعد ذاك اجتمع العبادي مع الكتلة الكردية مبينا لهم انه سيغير جميع الوزراء وليس بالضرورة ان يعطيهم نفس الحصص. وفي 8- اذار – 2016 خاطب الصدر الشعب بان كل السفارات في حمايتكم الا سفارة المحتل، مهددا بان أي تدخل عسكري او اعلامي من قبل سفارتي أمريكا وبريطانيا سيجعلهم مع الفاسدين.

ترافق ذلك مع ثورة القمصان البيض يوم 9- اذار التي قام بها طلاب الجامعات بزيهم الأبيض بعد ان تظاهر طلاب جامعة المثنى ضد وزير التعليم العالي مطالبين باقالته كذلك تظاهر طلاب البصرة بذات المطالب.

القى رئيس الوزراء حيدر العبادي خطابا اعلن فيه اقتراب الموعد النهائي لتحرير الموصل والانتصار على الإرهاب بشكل نهائي كما ايد الإصلاحات ورفع شعار محاربة الفاسدين، وحث الشعب والاعلاميين للمساهمة بكشف الفاسدين وكذلك قال لا اسمح بالمظاهرات المسلحة خارج اطار الدولة.

القى الصدر خطابا للجماهير في يوم 11-اذار – حيا فيها المتظاهرين وطالبهم بالاستمرار حتى سماع صوتهم وتحقيق مطالبهم وشدد على انها الفرصة الأخيرة للإصلاح والا سيكون لهم موقف اخر، كما دعا رئيس الوزراء للاستمرار بمشروعه الإصلاحي دون خشية الضغوطات، مطالبا بعدد من النقاط من بينها توزيع الأراض والرواتب للفقراء وان تحل ازمة الكهرباء بشكل نهائي.

في الجلسة الحادية عشر في 15-3- 2016 رحب رئيس الوزراء بعودة وزير المالية السيد هوشيار زيباري من رحلة علاجية ثم طالب من الوزراء الحديث على عجالة كي يتفرغوا للاستماع الى حديث وزير النفط عادل عبد المهدي حول نفط كركوك والعلاقة بين الإقليم بملف النفط، وقد طرح وزير الكهرباء قاسم الفهداوي مقترح استيفاء اجور الكهرباء لانها مورد مهم من موارد الدولة واقترح ان يجبر كل مواطن في مراجعة دوائر الحكومية ابراز وصل يثبت تسديده أجور الكهرباء وقد عارض وزير الداخلية المقترح بانه سيهيج الراي العام في هذه المرحلة الحرجة، وايد رئيس الوزراء ذلك وطالب بايجاد مقترحات جديدة عبر دراسة الملف معمقا لكن ظل المقترح والملف بلا جديد مع انه يعد موردا رسميا جيدا لدخل الوزارة ويدل على النظام والاستقرار ويخفف من استهلاك المواطنين العشوائي للطاقة والتعدي عليها – حسب راي المؤلف -.

حدث جدال كبير وطويل حول احقية من ينهض بمسؤولية هيئة الصناعات الحربية فوزارة الصناعة أصرت على انه من اختصاصها لان الشركات ملكها، فيما طالب وزير الدفاع بان تكون الدفاع هي المسؤولة عن ذلك وان تحول الشركات هي وموظفيها تحت امرة وزارة الدفاع فتدخل الرئيس وحدث نقاش ثم تقرر ان تحدد الداخلية والدفاع شراء نوعية الاسلحة التي تحتاجها من قبل شركة الصناعات الحربية على ان يراعى في ذلك المواصفات والاسعار ومدة التجهيز،. وان يستحدث مشروع الصناعات الحربية من قبل وزارة التخطيط دون اضافة تخصيصات مالية، ثم فتح النقاش حول نفط كركوك بناء على طلب عبد المهدي الذي قال انه اقترح على رئاسة الإقليم ان يصدر نفط كركوك عبر ميناء جيهان التركي باسم الحكومة الاتحادية وان تستلم الإيرادات الحكومة وان يخصص من المبالغ حصة 17 بالمائة تسلم الى الإقليم، مضيفا بانه وصلته تهديدات من الاقليم حول هذا الاقتراح لكنه ماض باقتراحه وليكن ما يكن.

قال عبد المهدي بعد الاجتماع بان محافظ كركوك نجم الدين كريم هددني قائلا بان الحزب الديمقراطي الكردستاني سيستولي على ابار كركوك كلها.

يضيف المؤلف بان بعض الاخبار التي مصدرها محافظ كركوك نجم الدين تشير الى انه تسلم امر التهديد من رئيس حكومة الإقليم نيجرفان برزاني، وهو من طلب ايصالها الى وزير النفط مباشرة.

قال عبد المهدي انه يعتقد بان قادة الحزب الاتحاد الوطني الكردستاني لن يسمحوا باستيلاء الحزب الكردستاني على آبار كركوك مطلقا وانه سيزور السليمانية ويلتقي مع قادة الاتحاد هناك لمعرفة رايهم حول الموضوع.

عقب المؤلف حول ذلك بان عادل عبد المهدي هو صديق للقيادات الكردية وهو الأقرب وكان يمتلك صلاحيات وتسنم مواقع كبرى لكنه لم يحقق الاتفاق، يضيف المؤلف بانه زاره في بيته بالجادرية بعد استقالته من رئاسة الوزراء وسأله عن سبب اخفاقه بحل ازمة نفط كركوك، فقال له عبد المهدي هناك ثلاث عوائق : أولا ان الإقليم باع نفطه والثاني وجود اشتي هورامي المعرقل الرئيسي والثالث وجود تركيا كان يضع عراقيل تمنع من الوصول الى اتفاق.

تحدث وزير المالية زيباري بعد عودته من العلاج قائلا: ( ان الوضع السياسي في العراق سيء جدا وقد اطلعت على الاعلام وتابعته من الخارج اثناء فترة العلاج وقد شاهدت كيفية تجري عملية تسقيط الشخصيات والوزراء وكل يوم يتحدثون عن ( وزير ) طار وهذا لم يترك كرامة لوزير ولشخص وكل الوزراء حسب الاعلام والفيس اصبحوا فاسدين – مخاطبا العبادي – نحن معك في عملية الإصلاح ومكافحة الإصلاح لكن لسنا مع طريقة التنفيذ التي تتبعها، مضيفا بان عباس البياتي يتحدث باسمك والاعلام يتحدث باسمك واخرين يتحدثون باسمك فيما الحكومة ساكتة، وقد اسعد هذا الكلام والموقف الشجاع لزيباري بقية الوزراء الذين تهللت وجوههم فرحا، وقد سمع العبادي كلام وزير ماليته دون ان يرد.

طرح محمد شياع السوداني وكان وزير التجارة وكالة موضوعا خطيرا حول ملف تسليم حقوق الفلاحين مضيفا بان البعض يستورد الحنطة والشعير ويسلمها للسايلوات بطريقته ويسلموه الأموال اول بأول على حساب الفلاحين الفقراء الذين تأخرت استحقاقاتهم منذ سنتين وهذا يأجج الراي العام فضلا عن كونه يشكل ظلم لشريحة من المواطنين وكذا خطورة الاستيراد والتسديد خارج الضوابط وحسب العلاقات وقد أيد حسين الشهرستاني السوداني بطرحه، وقد عقب المؤلف على ذلك بان الرئيس فؤاد معصوم قد كلفه بمتابعة ملف فلاحي كردستان الذين لم يستلموا استحقاقهم منذ وقت واكثرهم متضرر بشدة من ذلك وقد التقيت وراجعت اكثر من جهة فلم احصل على حلول حتى تشكلت وزارة دولة الرئيس محمد شياع السوداني فحلت مشكلة الفلاحين وسددت أموالهم، و اوعز السوداني بتشكيل لجنة وتخصيص أموال بقيمة اثنين ترليون وثلاثمائة مليون دينار لايجاد حل وحصول الفلاحين على مستحقاتهم.

طالب وزير التعليم العالي من المجلس ان يحلوا ازمة صرف مستحقات الطلبة المتوقفة منذ اربع اشهر وان الطلبة يهددون بإقامة التظاهرات وطالبوا باقالة الوزير ان لم تصرف مستحقاتهم البالغة خمسون مليون دينار شهريا، وقد ايده وزير الخارجية الجعفري في ذلك، قائلا: ( ان الطلبة أبنائنا ويستحقون ثم ان المبلغ ليس كبيرا جدا ).

أوصى المجلس بصرف شهر وطالب الشهرستاني بان يضخم البيان في الاعلام كي يفرح الطلبة وقد علق وزير المالية قائلا بانه سيصرف حتى بقية الأشهر ان توفرت سيولة، وبهذه الاثناء عاد العبادي لمجلس الوزراء وسال ماذا فعلتم بمنحة الطلبة فقال الشهرستاني من مكانه : ( سوو بيان يقشمرون به الطلبة )، يضيف المؤلف كان يفترض برئيس الوزراء ان يرفض كلام الوزير الشهرستاني ويحذفه من المحضر لكنه لم يفعل بل قال ( شهر مو زين نحاول نصرف كل مستحقات الطلبة )، ثم قال الجعفري ان مصطلح شلع قلع الذي اطلقه مقتدى الصدر اثناء التظاهرات قد دخل القاموس السياسي العراقي، ثم اشتكى وزير الصناعة محمد الدراجي من ان شركة اردنية اشتكت على وزارة الصحة وطالبنا ان يزور وفد من الوزارة الشركة وطلبنا من سفيرنا في الأردن ان يرتب اللقاء لكنه رفض بحجة ان الوزير ليس باق في مكانه، فرد رئيس الوزراء سفراؤنا لا يتدخلون بهذه المسائل فان صح الخبر فهم يحتاجون الى شلع قلع ).

تحدث رئيس الوزراء عن عمليات الإصلاح وعن التظاهرات وحدث نقاش طويل عريض اتهمت به اطراف داخلية وخارجية.

اصدر رئيس الوزراء بيانا في 16-3-2016 يقول بان الوزراء مستعدون لترك مناصبهم وقد منحوا وخولوا حيدر العبادي الصلاحيات للتعديل الوزاري واجراء الإصلاحات.

يقول المؤلف في ذلك بانه سئل اغلب الوزراء بهذه التخويل اكدوا بانهم لم يقرأوا ولم يصلهم البيان ولم يسجلوا ملاحظاتهم وان العبادي اصدر البيان وحده ولم يره غيره، ثم فتح ملف مدينة طورزخورماتو وهي بلدة على طريق بغداد – كركوك واكثر سكانها من الكرد ثم التركمان ثم العرب، وقد قيل انها تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيمياوية من قبل الدواعش الذين يتواجدون في جبال حمرين القريبة منهم، وقد جاء وفد إيراني وزار المنطقة واطلع على المكان واكد استخدام الكيماوي بشكل محدود وقال رئيس الوزراء ان المعلومات تشير الى ان الدواعش يطورون أسلحتهم لكننا سنحرر الحويجة بالتعاون مع البيشمركة وهم ليس عندهم مانع في ذلك سنسيطر تماما على المكان.

تحدث رئيس الوزراء عن عملية تحرير الموصل وقال انهم سيحررون جميع مناطق العراق خلال هذه السنة وان الموصل ستحرر وسيكون طريقهم اسهل لها لان الدواعش منهارين وباداوا يفقدون سيطرتهم على قواتهم مضيفا بانهم في الموصل يحصلون على الدعم من خلال جسر القيارة بالأسلحة والمفخخات وستكون مشكلتنا مع النازحين اكبر وقد بدا السكان الخروج من المدينة.

مشاركة