مذكرات مراهقة

مذكرات مراهقة
كتبت في دفتر مذكراتها:
لا اعرف هل الجمال.. رحمة.. ام.. نقمة.. فان جمالي يسبب لي الكثير من المضايقات والمتاعب.. واحيانا ياخذني الغرور بعيداً وانا ارى الشباب يحاولون كسب ودي او ان اعطف عليهم بنظرة مع كل هذا وذاك انا راضية عن نفسي بما وهبني الله من جمال لاسبي به العباد.
ومؤكد ان كل ذلك يشعرني بالتعالي والزهو.. مع ان والدتي دائماً ناصحة لي بعدم الانزلاق.. وبعدم الثقة باحد.
“وفي صفحة اخرى كتبت تقول”:
وجدته اخيراً.. حلمي الكبير.. الانسان الذي ابحث عنه انسان لم يهزه جمالي.. اشعرني برجولته مع ما به من وسامة واناقة.. انه خالد.. الانسان الذي اذوب عندما اكون معه والى جواره.. لقد تعلق قلبي به.. الا ان عقلي لايزال خائفاً ولا ادري لماذا لربما فرحتي الشديدة سبب ذلك.. انه يكبرني بعشر سنوات تقريباً ولابد ان اكون شديدة الحذر ولا اسمح لقلبي بالانزلاق وراء رغاباته ساكتض بحبه.. ولاترك حكايتي معه للايام.. لارى ما سيكون منها.
” وفي صفحة اخرى تقول”:
كلما مرت الايام.. كلما يدخل باعماق قلبي.. اكثر واكثر.. له نكهة خاصة في حياتي.. وكل لحظاتي.. واصبحت لا ارى الحياة الا من خلاله فيالروعته حبيبي..
” وفي صفحة اخرى”
تعامله معي بكل رقة واحساس.. حتى اشعر وكانني اميرة من الاميرات.. وبت اخاف ان احسد نفسي بما انا فيه من سعادة وفرحة.
في كل يوم وبمناسبة وبدونها يقدم لي هدية.. ويقول انها تعبير عن صدق مشاعره.. وقلبي يكاد يطير فرحا به.. الا ان عقلي مايزال يشكك في كل ذلك.. ومايزال في ريبة بكل ما يقدمه ويقوله.. وهذا ما يعذبني ويجعلني مترددة في الافصاح عن كل ما احمله له من مشاعر وحب.
” وعلى صفحة اخرت كتبتن”
حدث اليوم ما جعل قلبي يرتجف خوفاً.. واتعتقد ان عقلي كان محقاً في هوتجسه.. كنت معه اليوم في المطعم.. وما ان دخلت فتاة برفقة والدتها.. حتى ارتبك جداً وجعلنا نغادر المطعم على عجلة.. ولما حاولت ان استفهم منه عن الامر.. ادعى انهم من اقارقبه ولا يريد اللقاء بهم.. الا اني لاحظت ان الفتاة قد نظرته نظرة عتاب.. هكذا احسست بها.. وقد اثار هذا الحادق قلقاً كبيراً في نفسي.
” وعلى صفحة اخرى كتبت”:
همست باذني احدى صديقاتي بانها قد شاهدت خالداً مع فتاة في “كوفي شوب” وكان في اخر الانسجام.. مع تلك الفتاة.. المودرن.. وكانت تقصد صديقتي بانها كانت متحررة اكثر مما يجب.. ولاشد ما المني ذلك وبرفض قلبي تصديق هذه الحكاية بينما عقلي رقص فرحاً بذلك كالموج اتلاطم ما بين قلبي وعقلي..
“وفي صفحة اخرى”
مرت ايام عدة دون ان اسعى الى لقاءه.. ولم ارد على اتصالاته المتكررة.. فقررت ان اعطي لنفسي عطلة.. حتى اراجع نفسي وارى كيف ساتصرف الا ان ذلك كان صعباً عليّ واكاد انفجر غيضاً.. واصبحت لا اطيق حتى نفسي.. فكان من الصعب ان اتخذ مثل هذا القرار مع حبي الكبير له.. وفي لحظات كنت اقرر ان اذهب الى لقاءه وارتمي باحضانه..
” وفي صفحة اخرى”
كثيراً ما كنت اسال نفسي.. هل يحبني حقاً..؟
وان لم يكن يحبني.. فلماذا هذا الكم الهائل من الاتصالات فكان يتصل بي يومياً اكثر من مئة مرة.. لا ادري.. هل هو اناني ويعتبر نفسي من ممتلكاته ويخاف عليّ من الهروب من حياته..
تحدثت معه اليوم وكان يحادثني بشوق ولهفة واحسست انه صادق الاحساس وهو يحادثني.. وطلب مني موافاته في اليوم الثاني ووعدته باني سالقاه..
” وفي صفحة اخرى كتبت”
ذهبت الى لقاءه هذا اليوم وانا اكثر منه لهفة وشوقاً.. فكنت معه انسى نفسي وكل الدنيا وما ان استقرت يدي بين يديه حتى كاد يغمى عليّ من شدة النشوة والسعادة التي شعرت بها.. ولقد تحدث كثيراً عن كل لواعجه وهيامه.. واكد لي بانه سيتقدم لخطبتي خلال اسبوع حتى يرتب امره.. لانه لم يعد قادراً على البعاد عني..
وانا بدوري قد شرحت له باني غير قادرة على الاستمرار معه ما لم يضع النقاط فوق الحروف .. ولا يمكنني ان اخفي عن اهلي هذه العلاقة.. ولابد لي من اعلام والدتي بكل شيء.. وهنا بادرته بالسؤال عن حادثة الكوفي شوب واستغرب بادئ الامر.. دون ان يتكلم ثم قال انها مجرد صديقة لا تربطني بها علاقة حب.. وكثيراً ما كنت اخرج معها على سبيل التسلية ليس الا.. ولقد اعلمته انني لا اتقبل مثل هذه الصداقات فاكد لي با ن حبي سيكون الحصانة له من كل هذه العلاقات والنزوات..
” وفي صفحة اخرى”
ذهبت عصراً الى جارتنا ام سماح ولديها صالون حلاقة في دارها.. لاهيئ نفسي لاستقبال خالد واهله مساء اليوم نفسه.. فصادفت عندها عروسة تقوم على تجهيزها.. وكانت البنت حلوة بعض الشيء وليس فيها شيء مميز عن باقي البنات الا انها طويلة بعض الشيء .. وعرفت ان هذا اليوم هو عقد قرانها وزفافها في الوقت نفسه وان الحفل سيكون في قاعة من القاعات.. وكانت العروس جاهزة تقريباً ولم يبق شيء من تجهيزها.. وان العريس جاء لاخذها فدفعنا الفضول بان نرى العريس وخرجت العروس وكانت برفقتها اخت لها.. وتقدم شخص وتناول يدها.. والوهلة الاولى اتمعن النظر به.. ثم هالني ما رايت.. فكان خالد حبيبي هو العريس.. وتسمرت في مكاني.. وكانني خرساء بلهاء.. وانطلقت سيارة العروسة وبقيت انا واقفة بمكاني وخرجت وكانت ان سماح تناديني الا اني لم اجب عليها.. ورجعت الى البيت وارتميت على سريري واجهشت بالبكاء..
” وفي صفحة اخرى”
وصلتني رسالة منه يقول فيها:
اعذريني حبيبتي ما احببت انسانه بقدر ما احبببتك.. ولكن.. لكن الاقدار جعلت من غيرك زوجة لي رغما عني.. سامحيني.
ان كل ما حدث لي لا نني طاوعت قلبي ولم استمع لعقلي.. انها تجربة لا تعاد مرة اخرى ولن اكررها.. ما دام بعض الناس لا يحترمون وعودهم.
محمد عباس اللامي – بغداد
AZPPPL

مشاركة