مدينة المهدية التاريخية اول دولة عربية إسلامية

مثلت الشموخ في شمال افريقيا

مدينة المهدية التاريخية اول دولة عربية إسلامية

عبد الحميد الكناني

من ضمن  البرنامج السياحي والثقافي للمجموعة المشاركة في السفرة الخامسة لجمهورية تونس الشقيقة التي بدأت قبل أيام وتضمنت فقرات عدة من بينها زيارة المواقع التاريخية . ومن هذه المواقع مدينة المهدية التاريخية التي أصبحت اول دولة عربية إسلامية بشمال افريقيا وهي مدينة ساحلية تقع في وسط شرق البلاد وتطل على البحر الأبيض المتوسط. أسسها عبيد الله المهدي عام 912 وجعلها عاصمة لدولته الفاطمية . وغدت مثابة تاريخية مهمة .وهي اليوم واجهة سياحية تجمع بين شواطئها الجميلة ومعالمها التاريخية مثل القصبة (برج الكبير) وبوابة المدينة «السقيفة الكحلة». تقع على شبه جزيرة في منطقة الساحل التونسي، على بعد  200 كيلومتر جنوب تونس العاصمة.كانت لها أهمية استراتيجية كميناء تجاري وعسكري في العصور الوسطى.احتلتها إسبانيا لفترة وجيزة قبل أن تُستوعب في الإمبراطورية العثمانية.وتعتمد بشكل كبير على السياحة وصيد الأسماك وزيت الزيتون وصناعة الحرف اليدوية.  ومن معالمها لبارزة السقيفة الكحلة: وهي بوابة تاريخية ضخمة تعود للعصر الفاطمي، وتشكل مدخلا للمدينة القديمة وفيها سوقاً تقليدياً.

وهناك قلعة عثمانية من القرن السادس عشر، تطل على البحر. . وتضم المدينة العتيقة  آثاراً تاريخية متعددة، بما في ذلك آثار مدينة بونية .وفيها ميناء بحري: لا يزال نشطاً حتى اليوم وهو من أكبر موانئ الصيد في تونس .وتتميز بالمقبرة البحرية التي تقع على مرتفع مطل على البحر وقبورها البيضاء البسيطة. وتتفرد عن المدن الأخرى بنشاطها السياحي ، إذ يمكن للسائح الاسترخاء على الشواطئ الرملية الجميلة.والغوص ومزاولة الرياضات المائية.وهي تطل على البحر من ثلاث جهات .  وتعد حصنا منيعا قادرا على التصدي للغزوات الخارجية .ولها تقاليد أصيلة، حيث ترتدي فيها النساء المجوهرات الذهبية، وتتزين المنازل بالسجاد والستائر المطرزة .

وبالتأكيد لا تكفي ساعات للتمتع بجمال هذا المكان ، والاطلاع على معالمه ومبانيه من آثار تعود لمختلف الحقب والعصور ، ومواقع تاريخية تبين تلك المراحل ، لاسيما حقبة المد الإسلامي وتأسيس الدولة الفاطمية .فضلا عن التعرف على تقاليد وأعراف سكانها وموروثهم وتراثهم .علاوة عن الجانب الحضاري حيث تشهد المدينة نوع من التطوير وبعض الحداثويات والمستجدات .وربما تحتاج أكثر من زيارة .بيد أنها كانت فقرة جميلة بلا شك أسعدت المجموعة ، واضفت نكهة للسفرة وزادت من رصيد المشاهدات في هذه السفرة.

سوسة وعناق البحر

يحرص المسافر في سفراته أن يتعرف على معالم البلد الذي يزوره ، وميزاته وتاريخه وشواهده التاريخية التي تتجلى في بيوته واحيائه القديمة ، وأسواقه ومدارسه وجوامعه ومواقعه الدينية الأخرى « عبادية ورمزية وعمارة ونقوش وزخرفة وأشياء لها علاقة بالاحداث التي ارتبطت بهذه المواقع « .فضلا عن اللمسات والتأثيرات الحضارية .وقامت المجموعة المشاركة في السفرة الخامسة إلى تونس بجولة استطلاعية في الجانب العتيق من مدينة سوسة الساحلية الذي يعبق برائحة التاريخ الشذية للشعب التونسي الطيب وما واجهه من تحديات ومتاعب منذ عهود ما قبل وصول الاسلام وتعد مدينة سوسة القديمة  موقع تراث عالمي دخل في حماية منظمة اليونسكو منذ عام 1988، ويمثل انموذجا لملامح المدن الإسلامية الأولى في المغرب العربي . وتحتوي قصبة  وأسواراً وجامعاً كبيراً ورباطاً ، ومسجد بوفتاتة . وبلغت ذروتها كميناء تجاري وعسكري مهم في فترة الأغالبة .

ومن أبرز معالمها القديمة قلعة القصبة الشامخة التي تطل على المدينة .وقلعة الرباط التي تشكل جزءاً من نظام دفاع ساحلي قديم . وهي أيضا مكان للعبادة .

والجامع الكبير: وهو مسجد ضخم يقع في قلب المدينة.

والمعلم الديني والعسكري مسجد بوفتاتة وهو جزء من البنية الدفاعية للمدينة.

 وتحيط بالمدينة أسوارا ضخمة حافظت على طابعها التاريخي. ويعود تأسيسها للقرن 11 ق.م . تحت اسم « هدروماتوم «.

وبرزت المدينة كميناء تجاري وعسكري رئيسي مهم في القرن التاسع الميلادي ، ازدهرت المدينة من خلاله . وهي القلب التاريخي لمدينة سوسة التي كانت ميناءً تجاريًا وعسكريًا هامًا خلال العصر الأغالبي (800-909) .

وسميت حضرموت ، وعرفت باعتدال مناخها  . وجعل منها الأغالبة القاعدة البحرية للبلاد .

ولقبت سوسة بجوهرة الساحل، حيث تمتد إلى 45 كيلومتراً مربعاً في قلب السواحل الشرقية لتونس المطلة على البحر الأبيض .ومن اشهر مواقع السياحة فيها المرسى القنطاوي العصري ، وهذا المرسى يعتبر واحة بحرية ساحلية جميلة للسياح وحتى للمواطن والعوائل التونسية  .لقد اطلع المشاركون بالسفرة على المدينة العتيقة ، وزاروا تلك الشواهد والمواقع التاريخية والأثرية والتراثية ، وسجلوا بمفكراتهم وذاكراتهم اجمل الذكريات عنها .

وكل تبضع من أسواقها مما وجد فيه حاجة مهمة وضرورية .لينتقلوا الى مرسى القنطاوي ويستقلوا إحدى سفن المرسى الجميل مع سياح آخرين ، ليقضوا وقتا طيبا في عرض البحر الأبيض الذي شكل مع زرقة السماء والأرض الخضراء لوحة أخاذة من جمال الطبيعة .

وتخللت السفرة البحرية الموسيقى التي صنعت الابتهاج مع انغام امواج البحر وأصوات النوارس وطيور البحر التي كانت تحلق حول السفينة ، والترنيمات اللطيفة المشتركة من قبل الجميع تصاحبها قرقعات الاصابع والاكف ، ورقصات من قبل الشباب ، تعبيرا عن السرور الذي ساد أجواء السفينة ، وهو شيء طبيعي ومعتاد في السفرات البرية والبحرية .

وعادت السفينة إلى المرسى ، وعادت مجموعة السفرة إلى فندق رياض النخيل الذي يقع على البحر ، بعد امضاء يوم جميل في أنحاء مدينة سوسة وبحرها وشوارعها ومقاهيها .