مدوّنون يرصدون خللاً مستديماً بنظرة الموصل نحو الإستحقاق

إنقسام واسع في نينوى بشأن النتائج الأولية لإنتخابات البرلمان

مدوّنون يرصدون خللاً مستديماً بنظرة الموصل نحو الإستحقاق

الموصل – سامر الياس سعيد

عبر الموصليون، عقب إعلان النتائج الأولية لانتخابات مجلس النواب التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى خلل مستديم يعوق مشاركة أهالي المدينة في العملية الديمقراطية، ويكشف عن تباين الرؤى تجاه المشاركة الانتخابية والنتائج المتحققة.وأكد المدونون أمس إن (المدينة، من خلال رؤية أهاليها، تبدو عاجزة عن إبراز حقيقة المشاركة في الانتخابات، التي شهدت نسب تصويت متباينة، ما صعد قوائم غير فاعلة في المدينة)، عازين (سبب ذلك إلى عدم مبالاة الكثير من أبناء الموصل بصعود من يستحقون التمثيل).

نظام سابق

وكتب مؤمن سامي إن (المدينة تعاني من مبدأ أنا شعليه، الذي يعني لا علاقة لي بما يجري، وهو شعار حاضر بقوة في تاريخ الموصل)، وأضاف إن ( المدينة، حين تعرضت للسقوط، شهدت صعود بعض الشخصيات التي أمرت بأحداث الفوضى والسرقات في دوائر الدولة، مما شوه المدينة وعرضها للتخريب، بينما اكتفى أبناء المدينة بالمراقبة دون تدخل فعلي لمنع تلك الأحداث)، مشيرا إلى إنه (من قام بتلك الأعمال رفع شعار الانتقام لأيام البعث والنظام السابق، متناسياً أن ممتلكات الدوائر العامة ملكية للدولة وليست مرتبطة بأي نظام سياسي، وفي ظل الاستهدافات والخلل الأمني، كانت جماعات مسلحة تتحرك بحرية، مستهدفة أشخاصاً بعينهم، وسط سكوت مريب من قبل الأهالي، ما مكّن تلك الجماعات من مواصلة أعمالها بلا عائق، حتى بلغ الاستهداف ذروته بسقوط الموصل عام 2014).  ومع توالي الانتخابات، شهدت الموصل، نتائج غير مرضية بالنسبة لمرشحي الموصل، الذين تشتتوا في قوائم متعددة، دون تشكيل قائمة فاعلة تعبر عن المدينة بشكل حقيقي. وقال محمد عبد الله إن (مرشحي المدينة أغرتهم القوائم الكبيرة، متجاهلين أن الدخول بقائمة فاعلة تجمع جميع أبناء المدينة سيكون له أثر أقوى، ويتيح لهم تمثيلاً حقيقياً)، واسترجع عبد الله (مشهد انتخابات عام 2008، حين تنافست قائمتان، إحداهما للتحالف الكردستاني والأخرى لتحالف من أبناء المدينة، حيث سعت القائمة الأخيرة للنيل من منافستها بترويج الشائعات والأكاذيب، ونجحت في الفوز، لكنها افتقرت للتعامل السياسي المطلوب، ما أدى إلى مواقف محرجة، مثل تعرض محافظ المدينة لرشقه بالبيض والطماطم أثناء توجهه لقضاء خارج مركز المدينة بعدة كيلومترات، ما حد من تحركه نحو الأقضية والنواحي). من جانبه، قال فهد كاظم إن (الواقع الحالي للمحافظة يشهد مشاكل مماثلة، بسبب عدم تمكن أعضاء المجلس من الوصول إلى توافق بشأن اختيار النخب التي تدير الأقضية أو تفعيل المشاريع المهمة، نتيجة التقاطعات التي تعترض عمل المجلس)، مشيراً إلى (ازدحام دوائر المدينة، نتيجة تولي شخصيات مرشحة من قبل الأحزاب لمقاعد إدارة تلك الدوائر، فيما يُبعد الأشخاص الأكفاء والنزيهون عن المناصب، ما يزيد من الروتين والبيروقراطية ويثير انتقادات واسعة من المراجعين).

خطوة مهمة

على صعيد متصل هنّأ الاتحاد العالمي الآشوري في الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة كارلو كنجي، وزيرة الهجرة والمهجرين إي ان فائق جابرو، بمناسبة فوزها في الانتخابات، عاداً هذا الإنجاز، خطوة مهمة نحو تعزيز حضور أبناء المكوّن الآشوري في مؤسسات الدولة. وأعرب الاتحاد في بيان أمس عن (تقديره للجهود التي بذلتها السيدة جابرو خلال السنوات الماضية)، ولفت إلى إن (تجديد الثقة بها من قبل الناخب العراقي يعكس احتراماً لمسيرتها المهنية ولبرامجها الإنسانية والاجتماعية). وكان رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم لويس روفائيل ساكو، قد اصدر بياناً أعقب خسارة امين عام حركة بابليون ريان الكلداني في الانتخابات النيابية، مؤكداً أن نتائج الاقتراع كشفت الحاجة الماسة إلى إعادة ترتيب البيت المسيحي وتمكين المكوّن من تمثيل سياسي حقيقي بعيداً عن تأثير القوى المتنفذة. وهنأ ساكو اول امس (الفائزين في الدورة السادسة للانتخابات)، مشدداً على إن (المرحلة تتطلب مراجعة شاملة لأسباب تراجع تمثيل المسيحيين وفي مقدمتها التدخلات التي أفرغت مقاعد الكوتا).

وأشار إلى إن (المسيحيين في العراق، برغم تاريخهم العريق تعرضوا خلال السنوات الماضية للخطف والتهجير والتهميش، ما أدى إلى هجرة ثلثهم)، محذراً من إن (استمرار الإقصاء يهدد بقاءهم)، داعياً القوى المسيحية والمرجعيات الكنسية إلى (العمل الجاد عبر اتخاذ خطوات عملية أبرزها تأسيس مجلس سياسي مستقل للمكوّن المسيحي، يتولى تمثيله بعيداً عن أي هيمنة حزبية وتعديل قانون الانتخابات، لضمان تمثيل عادل وحماية الكوتا من التدخلات، وسن تشريعات جديدة تعزز العدالة الاجتماعية وتحمي الأسرة، فضلاً عن توحيد إدارة سهل نينوى وإخراج الفصائل المسلحة منها، وتمكين أهلها من إدارة شؤونهم).

مشاركة