مخيمات السوريين تستعد لشتاء أسود

مخيمات السوريين تستعد لشتاء أسود
انقرة ــ جنيف ــ الزمان
وصف لاجئون سوريون الشتاء الذي يقبلون عليه في مخيمات سيئة الخدمات وتحت ظروف معيشية صعبة بأنه شتاء أسود لا أمل فيه. فيما بدأت السلطات التركية الاستعدادات من أجل استقبال فصل الشتاء في مخيمات اللاجئين السوريين بتركيا. وأجرى ويسل دالماز محافظ غازي عنتاب، المكلف بتنسيق الأعمال المتعلقة باللاجئين السوريين، جولة تفقدية في منشآت إيواء اللاجئين في منطقة نيزيب التابعة للمحافظة. وقال نعمل أولاً على حماية الخيم من الرطوبة والأمطار بتغطيتها بقماش مشمع، أما أرضيات الخيم فنفرشها بأرضيات من الخرسانة أو الخشب أو بمواد عازلة أخرى ، مشيراً إلى أن تدفئة الخيم ستعتمد على مدافئ حساسة تجاه الحريق من أجل تجنب حدوث حرائق داخل الخيم. وأوضح أن حاجة اللاجئين السوريين من الملابس سيتم توفيرها من خلال المساعدات التي تقدمها المنظمات والهيئات الخيرية أو عن طريق الدولة. وأكد على أن ما تقوم به تركيا من أجل اللاجئين السوريين لا يجب اعتباره حملاً عليها، مضيفاً هي مساعدة من بلدنا إلى جار لنا يعيش أوضاع صعبة. اليوم يعلم العدو قبل الصديق أن تركيا تقوم بما يمليه عليها واجبها بحيادية وموضوعية .
وبيّن ويسل دالماز أن عملهم يقوم على ثلاث محاور للخدمة أولها تنسيق الخدمات المقدمة في مخيمات اللاجئين، وثانيها توفير الخدمات للمواطنين السوريين القادمين إلى تركيا بطريقة شرعية أو عبر طرق أخرى، وثالثها إيصال المعونات الإنسانية إلى نقطة الحدود. من جانبها أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف عن برنامجها الذي خصصته لمساعدة اللاجئين السوريين في دول الجوار تركيا والأردن ولبنان والعراق وكذلك النازحين في الداخل السوري على مواجهة ظروف الطقس القاسية خلال فصل الشتاء.
وأشارت المنظمة الدولية الى أن البرنامج الذى بدأ تنفيذه بالفعل خصصت له ميزانية تصل الى حوالي 64 مليون دولار اضافة الى المساهمات التي سيقدمها شركاء المفوضية من المنظمات غير الحكومية والجهات العاملة في المجال الانساني بدول اخرى.
وأعلنت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين خلال مؤتمر صحفي اليوم ان المساعدات التي تشمل كافة اللوازم لمواجهة برد الشتاء سواء بالنسبة للاجئين المقيمين في معسكرات اللاجئين أو من يقيمون في ضيافة المجتمعات المحلية وكذلك سبل التدفئة وتوفير مأوى مناسب اضافة الى بعض المساعدات المالية للعائلات الأكثر ضعفا قدرتها المنظمة فيما يتعلق باللاجئين السوريين في الاردن بحوالي 15 مليون دولار حتى نهاية العام الجارى.
وقالت انه ستتم مساعدة حوالي 105 آلاف و737 لاجئا في الاردن تم تسجيلهم بواسطة مكاتب المفوضية أو ينتظرون التسجيل في الوقت الذي قدرت عدد من سيحتاجون الى المساعدة بنهاية العام الجاري بحوالي 250 ألف شخص.
مشيرة الى ان المفوضية وشركاءها سوف يقدمون مساعدات تخص فصل الشتاء ايضا الى حوالي 10 آلاف عائلة سورية في الاردن يعيشون في المناطق الحضرية وبما في ذلك العائلات الاكثر ضعفا حيث ستتم زيادة المبالغ المقررة بحوالي من 70 الى 140 دولار شهريا حسب عدد افراد العائلة.
وأضافت ان المنظمة ستقوم كذلك بتقديم مساعدة بحوالي 100 دينار أردني لمرة واحدة وضمن بند الطوارئ لمساعدة العائلات على شراء بعض الاحتياجات الاساسية مثل الملابس والوقود والمساهمة في الايجارات التي يدفعونها للأماكن التي يقيمون فيها في الوقت الذي ستقوم بمد البعض الاخر ببونات مدفوعة سلفا يستطيعون بها الشراء من المحلات الأردنية الملابس وبعض الاحتياجات الأساسية غير الأساسية لمواجهة فصل الشتاء.
وذكرت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين ان المجلس النرويجي للاجئين سوف يقوم بمساعدة اللاجئين في مخيم الزعتري للاجئين بمدهم بوسائل التدفئة مثل السخانات والوقود والملابس الدافئة وغيرها.
توفير المأوى
وأضافت أنه فيما يتعلق انه باللاجئين السوريين في لبنان من المسجلين ومن ينتظرون التسجيل والمقدر عددهم بحوالى 94 ألفا و213 لاجئا وجميعهم يعيشون فى ضيافة المجتمع المحلى ويستأجر أكثر من نصفهم منازل بأسعار غالية فان المنظمة خصصت مبلغا يصل الى ، مليون دولار لمساعدتهم في فصل الشتاء.
منوهة بأن المنظمة الدولية تواجه تحديا بالنسبة لهؤلاء اللاجئين في لبنان بسبب الحاجة الماسة الى توفير المأوى لهم في حين تتزايد أعداد الواصلين اضافة الى تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الفقيرة التي يعيش هؤلاء اللاجئين فيها وصعوبة الحصول على الموافقات اللازمة لاستخدام واعادة تأهيل المباني الفارغة.
وقالت انه فيما يخص اللاجئين السوريين في العراق والمقدر عددهم بحوالي 39 ألف لاجئ يعيش 31 الفا و863 منهم في كردستان العراق وحوالي 7 آلاف و173 لاجئا في منطقة القائم بمحافظة الأنبار.
مشيرة الى أن المفوضية سوف تقوم بتوفير 1230 خيمة عائلية للاجئين فى منطقة القائم اضافة الى الوقود والسخانات والبطانيات الحرارية كما سيتم استبدال الخيم المخصصة للفصول الدراسية بغيرها أكثر تجهيزا بالتدفئة.
وأكدت انه ستتم مساعدة اللاجئين السوريين أيضا ممن يعيشون فى المناطق الحضرية بالعراق وتقديم مساعدات مالية ان الى حوالي 2500 عائلة فى العراق ممن يستضيفون لاجئين عراقيين اذا توفر التمويل اللازم لذلك.
وبالنسبة لتركيا قالت ميليسا فليمنج انه يوجد حاليا حوالي 170 ألف لاجئ سوري يعيش 96 ألف منهم في معسكرات اللاجئين بينما يعيش حوالي 70 ألف في المناطق الحضرية القريبة من الحدود السورية.
وأشارت الى ان برامج المفوضية المعدة تتوقع أن يصل عدد اللاجئين السوريين ممن سيحتاجون الى المساعدة بحلول نهاية العام الجاري الى حوالي 280 ألف لاجئ.
لافتة الى الدور الكبير الذي تقوم به الحكومة التركية والشركاء من المنظمات التركية غير الحكومية من اجل المساهمة في توفير احتياجات اللاجئين السوريين خاصة الموجودين في مخيمات اللاجئين لمواجهة برد الشتاء عبر خيم تم تعديل مواصفاتها لتتناسب مع طبيعة الطقس اضافة الى التفكير حاليا في اعداد مساكن مجهزة كمأوى لللاجئين.
وفيما يخص مئات الالاف من السوريين النازحين داخل سوريا قالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين ان برنامج المنظمة لتوفير وسائل التدفئة وغيرها من لوازم فصل الشتاء تستهدف حوالى 500 ألف شخص في سوريا و يقدر المبلغ المخصص لهذا البرنامج بحوالي ، مليون دولار لثلاثة أشهر.
واعلنت المتحدثة ان المبالغ الضروية لاستكمال هذا البرنامج للنازحين السوريين مازالت تواجه نقصا بما يصل الى 12 مليون دولار.
من جانبهم لجأ حوالي 400 نازح سوري الى مخيم اقيم مؤخرا قرب الحدود مع تركيا وبات مليئا بالكامل، بحسب الجمعية الليبية التي تموله وتستعد لافتتاح مخيم مشابه في المنطقة نفسها شمال غرب سوريا.
وبعد تجهيزه خلال الاسبوعين الماضيين، بات مخيم القاع يستقبل حوالي 400 نازح، وفق ما افاد شادي امين وهو احد مسؤولي المخيم لمراسل فرانس برس.
ويشغل هؤلاء النازحون كل الخيم الـ 50 التي يتألف منها المخيم على مساحة تقارب الاربعة هكتارات، على بعد حوالي 3 كلم من الحدود.
وهذا المخيم يقع تحت مسؤولية الشيخ عمر رحمون ويديره وجهاء محليون اتون خصوصا من بلدة اطمة، احدى اهم القواعد الخلفية لمقاتلي المعارضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في محافظة ادلب شمال غرب .
وتمول هذا المخيم جمعية اليسر الخيرية الليبية ومقرها في زليتن. وهذه الجمعية مولت في السابق مشاريع عدة في سوريا شملت خصوصا توزيع مساعدات غذائية بقيمة 225 ألف دولار. وقال عبد السلام عاشور احد مسؤولي جمعية اليسر خلال زيارته لمخيم القاع عرفنا الاحداث نفسها في ليبيا، نحن عرب ومسلمون، شعبانا متطابقان . ووعد عاشور باننا سنكبر هذا المخيم ، معلنا نيته اقامة مخيم اخر قرب الحدود التركية في محافظة ادلب او في محافظة اللاذقية المجاورة شمال غرب .
وهذا المخيم الاول في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حيث لا يتلقى الاف النازحين اي مساعدة من المنظمات الانسانية الدولية وينجحون في الاستمرار في معظم الحالات بفضل تضامن الاهالي.
AZP07