مخرج إيراني وجوهانسون..أبرز نجوم كان

كان‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬منذ‭ ‬15‭ ‬عاما،‭ ‬تمكن‭ ‬المخرج‭ ‬الإيراني‭ ‬جعفر‭ ‬بناهي‭ ‬من‭ ‬المشاركة‭ ‬شخصيا‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬لتقديم‭ ‬فيلمه‭ ‬الجديد‭ ‬It‭ ‬Was‭ ‬Just‭ ‬an‭ ‬Accident‭ (“‬مجرد‭ ‬حادث‭”) ‬الزاخر‭ ‬بالانتقادات‭ ‬للسلطات‭ ‬في‭ ‬طهران‭.‬

وكان‭ ‬عرض‭ ‬الفيلم‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬السعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬النجمة‭ ‬الهوليوودية‭ ‬سكارليت‭ ‬جوهانسون‭ ‬في‭ ‬تجربتها‭ ‬الإخراجية‭ ‬الأولى،‭ ‬وعودة‭ ‬الممثلة‭ ‬الأميركية‭ ‬المحبة‭ ‬للغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬جودي‭ ‬فوستر‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬فرنسي‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬ريبيكا‭ ‬زلوتوفسكي‭. ‬وقد‭ ‬حملت‭ ‬خطوات‭ ‬بناهي‭ (‬64‭ ‬عاما‭) ‬وفريقه‭ ‬على‭ ‬السجادة‭ ‬الحمراء‭ ‬رمزية‭ ‬كبيرة،‭ ‬نظرا‭ ‬لكون‭ ‬المخرج‭ ‬أحد‭ ‬ألمع‭ ‬الأسماء‭ ‬في‭ ‬السينما‭ ‬الإيرانية‭. ‬وقد‭ ‬اعتاد‭ ‬السينمائي‭ ‬المعروف‭ ‬خصوصا‭ ‬بفيلمي‭ “‬تاكسي‭ ‬طهران‭” ‬و‭”‬ثلاثة‭ ‬وجوه‭”‬،‭ ‬رؤية‭ ‬أعماله‭ ‬تفوز‭ ‬بجوائز‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬المهرجانات،‭ ‬لكنه‭ ‬قلّما‭ ‬كان‭ ‬يطلّ‭ ‬أمام‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬السجادة‭ ‬الحمراء‭.‬

ومنذ‭ ‬إدانته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬بتهمة‭ “‬الدعاية‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭”‬،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬السينمائية‭ ‬الدولية‭. ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬تخبئه‭ ‬له‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬الروائي‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬الذي‭ ‬يهاجمها‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وينتقد‭ ‬الإجراءات‭ ‬التعسفية‭ ‬المرتكبة‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭.‬

وقال‭ ‬بناهي‭ ‬في‭ ‬مقابلة‭ ‬مع‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الفيلم‭ ‬قد‭ ‬أُنتج‭. ‬لم‭ ‬أُفكر‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭. ‬أشعر‭ ‬بأني‭ ‬حيّ‭ ‬ما‭ ‬دمت‭ ‬أصنع‭ ‬أفلاما‭. ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أصنع‭ ‬أفلاما،‭ ‬فلن‭ ‬يُهمني‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬لي‭ ‬بعد‭ ‬الآن‭”.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬اختار‭ ‬مخرج‭ ‬إيراني‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬محمد‭ ‬رسولوف‭ ‬المنفى،‭ ‬فوصل‭ ‬سرا‭ ‬إلى‭ ‬كان‭ ‬لتقديم‭ ‬فيلمه‭ “‬بذرة‭ ‬التين‭ ‬المقدس‭” ‬الذي‭ ‬نال‭ ‬جائزة‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬الخاصة‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬رسولوف،‭ ‬اختار‭ ‬بناهي‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭. ‬وفي‭ ‬تحد‭ ‬للقانون‭ ‬الإيراني،‭ ‬ظهرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الممثلات‭ ‬في‭ ‬أعماله‭ ‬بشعر‭ ‬مكشوف،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ “‬كعكتي‭ ‬المفضلة‭” ‬للمخرجين‭ ‬مريم‭ ‬مقدم‭ ‬وبهتاش‭ ‬صناعيها‭ ‬اللذين‭ ‬اختير‭ ‬عملهما‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬برلين‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ثم‭ ‬حُكم‭ ‬عليهما‭ ‬بالسجن‭ ‬مع‭ ‬وقف‭ ‬التنفيذ‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬بتهمة‭ “‬الدعاية‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬والترويج‭ ‬للفحشاء‭”.‬

ويروي‭ ‬فيلم‭ ‬التشويق‭ “‬مجرد‭ ‬حادث‭” ‬قصة‭ ‬رجل‭ ‬اختطفه‭ ‬سجناء‭ ‬سابقون‭ ‬لاقتناعهم‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬يعذّبهم‭ ‬في‭ ‬السجن‭. ‬ويقدّم‭ ‬الفيلم‭ ‬أيضا‭ ‬فرصة‭ ‬للتأمل‭ ‬في‭ ‬مبدأ‭ ‬العدالة‭ ‬والانتقام‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التعسف‭.‬

وبهذا‭ ‬الفيلم،‭ ‬يصبح‭ ‬بناهي‭ ‬الذي‭ ‬سُجن‭ ‬مرتين‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬مرشحا‭ ‬قويا‭ ‬لنيل‭ ‬جائزة‭ ‬السعفة‭ ‬الذهبية‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬السبت‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬برئاسة‭ ‬جولييت‭ ‬بينوش‭. ‬وكانت‭ ‬الممثلة‭ ‬الفرنسية‭ ‬المعروفة‭ ‬بالتزامها‭ ‬من‭ ‬الداعمين‭ ‬الدائمين‭ ‬لجعفر‭ ‬بناهي‭.‬

ويقدم‭ ‬مواطنه‭ ‬سعيد‭ ‬روستايي‭ ‬الخميس‭ ‬في‭ ‬المهرجان‭ ‬فيلم‭ “‬المرأة‭ ‬والطفل‭”. ‬وكان‭ ‬آخر‭ ‬ظهور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬فيلم‭ “‬ليلى‭ ‬وإخوتها‭” ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬بالسجن‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬إيران‭.‬

وباعتبارها‭ ‬ثاني‭ ‬نجمة‭ ‬هوليوودية‭ ‬تقدم‭ ‬فيلمها‭ ‬الأول‭ ‬كمخرجة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ “‬نظرة‭ ‬ما‭” ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬كريستين‭ ‬ستيوارت‭ ‬مع‭ ‬فيلم‭ “‬ذي‭ ‬كرونولوجي‭ ‬أوف‭ ‬ووتر‭”‬،‭ ‬قدمت‭ ‬سكارليت‭ ‬جوهانسون‭ ‬فيلمها‭ “‬إليانور‭ ‬ذي‭ ‬غرايت‭” ‬أمام‭ ‬صالة‭ ‬ممتلئة‭ ‬بالكامل‭ ‬في‭ ‬المهرجان،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬بأنه‭ “‬حلم‭ ‬أصبح‭ ‬حقيقة‭” ‬بحسب‭ ‬مجلة‭ “‬فاراييتي‭” ‬المتخصصة‭.‬

‭ ‬

ويروي‭ ‬فيلم‭ ‬الممثلة‭ ‬البالغة‭ ‬40‭ ‬عاما‭ ‬والتي‭ ‬عُرفت‭ ‬خصوصا‭ ‬بمشاركتها‭ ‬في‭ “‬لوست‭ ‬إن‭ ‬ترانسلايشن‭” ‬و‭”‬ماتش‭ ‬بوينت‭”‬،‭ ‬قصة‭ ‬إليانور‭ ‬مورغينشتاين‭ (‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬جون‭ ‬سكويب‭) ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬94‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬نيويورك‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬أمضتها‭ ‬في‭ ‬فلوريدا‭.‬

‭ ‬

وقالت‭ ‬سكارليت‭ ‬جوهانسون‭ “‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬عن‭ ‬الصداقة‭ ‬والحزن‭ ‬والتسامح‭. ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬كلها‭ ‬مواضيع‭ ‬نحتاجها‭ ‬خصوصا‭ (…) ‬إنه‭ ‬فيلم‭ ‬أجده‭ ‬تاريخيا‭ ‬لكنه‭ ‬حديث‭ ‬جدا‭ ‬أيضا‭”.‬

‭ ‬

أما‭ ‬الفيلم‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية،‭ “‬فوري‭”‬،‭ ‬فهو‭ ‬مقتبس‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬الكاتبة‭ ‬الإيطالية‭ ‬غولياردا‭ ‬سابينزا‭ ‬التي‭ ‬سُجنت‭ ‬بتهمة‭ ‬السرقة‭ ‬عام‭ ‬1980‭. ‬ويسجل‭ ‬هذا‭ ‬الفيلم‭ ‬الروائي‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬ماريو‭ ‬مارتونه‭ ‬وبطولة‭ ‬فاليريا‭ ‬غولينو،‭ ‬عودة‭ ‬المخرج‭ ‬الإيطالي‭ ‬البالغ‭ ‬65‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬سباق‭ ‬السعفة‭ ‬الذهبية،‭ ‬بعد‭ ‬فيلمي‭ “‬نوستالجيا‭” ‬عام‭ ‬2022‭ ‬و‭”‬لاموريه‭ ‬موليستو‭” ‬عام‭ ‬1995‭.‬

‭ ‬

وخارج‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية،‭ ‬شاهد‭ ‬رواد‭ ‬المهرجان‭ ‬فيلم‭ ‬الإثارة‭ ‬النفسي‭ ‬الجديد‭ ‬لريبيكا‭ ‬زلوتوفسكي‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬جودي‭ ‬فوستر‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فيرجيني‭ ‬إيفيرا‭ ‬ودانييل‭ ‬أوتوي‭.‬

‭ ‬

مشاركة