مجلة الأقلام.. العدد الثالث بحوث وقراءات في الفلسفة والمشهد الثقافي ود الموسوي بغداد أذا ما تجلت مقولة المشهد ريثما يكتمل عقده الاول من عمر التغيير فأن ثمة خصائص وملامح لا ينبغي التردد في استحضارها بوصفها مؤشراً على سمة التعدد والتنوع والاتساع في الافق المقترح او في الرؤى الثقافية والفكرية او في تمدد القاعدة التي تتمرأى عند أشكال الثقافة واجناسها الابداعية أو الحياتية (مع التحفظ) على مستوى الانجاز الابداعي وحجم الاداء المعرفي ومناخ الحياة الثقافية الذي شهد قسطاً وافراً من الضعف والارتباك والتذبذب. بهدذ الكلمات جاءت افتاحية مجلة الاقلام بعددها الثالث ـ السنة الثامنة والاربعون آيلول ـ كانون الاول 2013. جاء فيها (الانطولوجيا في فلسفة هيدغر وتحطيم الميتافيزيقا) للدكتور عبدالله عبد الهادي المرهج / كلية الآداب جامعة الواسط. تعرف (الانطولوجيا أو مبحث الوجود) بأنه النظر في طبيعة الوجود على الاطلاق مجرداً من كل تعيين او تحديد، وتعرف ايضا بأنها البحث بالواقع النهائي الذي يقبع خلف الظواهر المحسوسة، او انها البحث عن العلل الاولى (هذه التعريفات تدل على ان الانطولوجيا تماثل الميتافيزيقا لان كلاهما يبحث في ما بعد الطبيعة، اي أنها بحث مجرد تأملي متعالي على الوجود يبحث عن علة الوجود، والوجود الذي يتوجه له البحث الانطولوجي هو الوجود اللأ مادي الذي يتناول الله والنفس والعقل والاخلاق وهذه الموضوعات تمثل مقولات الميتافيزيقا الاساسية وهي مفاهيم مجردة محضة لا علاقة لها بالعالم المادي الحسي). ثم جاء موضوع (نقد النظريات الكلاسيكية حول الدين البدائي) للكاتب أيفانز بريتشارد ترجمة: عبد الامير حميد حيث جاء في قوله ان الشعوب البدائية في مرحلة ما قبل التفكير المنطقي هم يعيشون في عالم من احلام وصياغة اعتقادات عالم من الغموض والخوف. وفي الرواية كتب الناقد حسين عبد علي اليوسفي عن تجلي النزعة الميتافيزيقية العدمية في رواية (المحاكمة) لفرانز كافكا / دراسة مقارنة ما بين قصة الحكم ورواية المحاكمة حيث قال في مدخله: من الصعب استجلاء الافكار الفلسفية عند الروائي لأن الروائي لا يستند الى نظريات عقلية بحته في الفلسفة بل انه يظهر او يبين ما يخفى على الناس من ظواهر يمكن ان تكون نظريات يتمكن دارسو الفلسفة، من تطويعها ضمن نطاق الفلسفة. وكلاهما أي الفيلسوف والروائي يقومان بالعمل على البحث ومحاكاة ظواهر الطبيعة كل اشكالها المادية والمثالية او تناول الابعاد الميتافيزيقية وهذا يعني أن الادب يعيدنا على الفلسفة من جديد ولكن طريقة فنية، يغلب عليها طابع الجمالي المرن، الذي يمتاز خطابه المعرفي، بسهولة تلقيه عن القراء، وبلاغة الموضوعات وحملها ظواهر كثيرة، كخبرات وجودية للكاتب، يعرضها على المتلقي باشكال عدة. اما في ملامح الاستشراق والحوار الحضاري في رواية (ترنيمة أمراة… شفق البحر) للكاتب الدكتور فاضل عبود التميمي. فانه يقرأ بمنهجية تحليلية تعنى بالمضمون السردي رواية الكاتب العراقي سعد محمد رحيم… (ترنيمة أمرأة) الصادره عن دار فضاءات / عمان 2012م لغرض الكشف عن تمثيلاتها السردية لثيمتين مهمتين سابحتين في فضائها. ثم جاء الدكتور رسول محمد وسول بموضوع السرد المفتون بذاته من الكينونة الى الوجود متناولاً رواية (سائق البامبو) للكاتب الاماراتي سعود السنعوسي حيث تتألف دلالات خاصة بمصطلحات ما وراء السرد المتخيل كالمصطلحين الانكليزيين ( Metanarrativeو Metafiction) في معنيين، الاول تتحول فيه (ذات السرد وأبنيته) الى (موضوع مسرود) في عمل أدبي متخيل، الثاني يضم التحولات التي تطرأ على الفن الروائي او القصصي كانتقال من مرحلة الى أخرى يعدل ـ السرد ـ بمقتضاها طبيعته السردية في الوجود والحضور. وجاء في مقالة عبد العزيز أبراهيم من الديوانية (أقنعة النص الروائي) في (الزيني بركات). قد يقال ان القناع مصطلح نقدي معاصر اسقطه الدارسون على قصيدة الشعر الحديثة لكون (الشاعر فيها يستطيع ان يقول كل شيء دون ان يعتمد شخصه او صوته الذاتي بشكل مباشر، لانه سيلجأ الى شخصية أخرى يتقمصها او يتحد بها او يخلقها خلقاً جديداً، وسيحملها أراءه ومواقفه). ويأتي بعد ذلك البحث عن وطن… مسقط الرأس في روايات الالمان الشرقيين الشباب بعد 1989 لكاتب روزفيتا سكير ترجمة أ.م.ن محمد اسماعيل شبيب كلية اللغات جامعة بغداد. وفي مقالة (ايرس مردوخ والرواية الفلسفية) للكاتبه ي. جينيسكا ترجمة عادل خضير عباس يذكر وجود ترجمة كتب أيريس مردوخ الى لغات مخلفة حيث ترجمة روايتها (تحت شبكة.. الاحمر والاخضر.. الفارس الاسود… عالم الطفل.. والبحر…) وذلك جعلها تكتسب اهمية كبيرة واصبحت موضوعه للنقاش وكتبت عنها الكثير من المقالات ونوقشت الجذور الفلسفية لوجهات نظرها بكل جدية اذا احتوت فلسفات سارتر، كير كجارد، افلاطون والفلسفة الوظيفية المعاصره، فهل كانت الكاتبة روائية فلسفية ام واقعية ام رومانسية؟ وامامنا مقالات عن تمظهرات الواقعية الشعرية في نصوص (مطر أيقظته الحروب) للدكتور نوفل أبو رغيف بقلم الكاتبة الدكتورة نادية هناوي سعدون كلية التربية / جامعة المستنصرية. وتقول ان للحرب ثيمة طالما ألهمت شعراء الصوغ والبوح والتجلي كانعكاس لتبلور صراع الخير والشر داخل الذات البشرية ـ وسواء أكانت الحرب واحدة او مجموعة… فأنها تظل محرضا من محرضات الشر التي تؤجج الالهام وتبعث الابداع شعراً فينثال العطاء مطراً كنوع من الاستفزاز الكامن في مخيلة القصيدة وكتبعة من تبعات التنوع في الشكل الشعري بين العمود وتفعيلة وبما يعكس رؤيا الشاعر لمخاضات الواقع بوعي ممكن ونفسية مثقلة بهموم الحياة والآمها وضمن زمان ومكان ومحددين. ثم تناولت الكاتبة ورود حامد عبد الصمد ماجستير أدب لغة العربية الموضوع ذاته لعبة المعنى بين معالم الضياء وعوالم التيه في (مطر أيقظته الحروب) للشاعر نوفل أبو رغيف. حيث تكشف التفاعل القائم بين المفردة والسياق الذي جاءت به، لا معنى دلالي خارج حدود الجملة اين كانت شعرية او نحوية، فثمة رابطة بينهما تنتج مفهوماً دلالياً يؤدي الى تشكيل نص يحتضن موضوع ما، على وفق فكرة تمثل وحدة واحدة تتعالق اجزاءها وتتفاعل في دلالة الكلية للنص. من كربلاء الى هيروشيما رمزية الخراب في مجموعة (بلوغ النهر) للشاعر باسم فرات بقلم الكاتب والباحث سعيد حميد كاظم ويقول فيها سجل الشاعر العراقي المغترب (باسم فرات) حضوراً راسخاً في المشغل الشعري ضمن جيله التسعيني الذي تميز بتجارب شعرية جديدة، وأسهم في تحريك عجلة الابداع الثقافي، كما تميز بقدرته على تخيل المشاهد واستحضارها والعمل على مقارنتها بالواقع للخروج بمتخيلات تخدم رؤيته الشعرية وتسهم في إثرأها. اما في النقد فقد عثرت الاقلام دراسة بعنوان المنهج والهوية: نشأة النقد الادبي المعاصر في المغرب العربي وتطوره للباحث والاكاديمي الدكتور عبد الستار جبر يرى الباحث محمد الصادق عفيفي ان النقد الادبي المعاصر في المغرب مر بثلاثة أطوار أساسية، الطور الاول يبدأ منذ العام 1900 وينتهي في العام 1930 ، سماه طور المدرسة التقليدية الاندلسية، والطور الثاني يمتد منذ العام 1930حتى العام 1955، اطلق عليه طور مدرسة الصحافة الوطنية، والطور الثالث هو حافات الاختلاف طور المدرسة الواقعية الاشتراكية او مرحلة ما بعد الاستقلال. وفي المجال نفسه المقالة الادبية عند مهدي شاكر العبيدي للناقد الاكاديمي الدكتور قيس كاظم الجنابي. ولد الكاتب عام 1933 وقد نذر عمره لكتابة المقالة الادبية ذلك هو مهدي شاكر العبيدي الذي نشر كتابه الاول (حوار في مسائل أدبية) عام 1971، ثم اردفه بكتاب أخر (في رحاب الكلمة) عام 1972، ثم في كتاب ثالث هو (دفاتر ثقافية)، ان العبيدي يكتب المقالة بعيدأً عن الاحالات الطويلة اميناً للكلمة الحرة والاسلوب الرفيق والفكرة الجلية والعبارة المحملة بهموم الذات والاخر. في النقد ايضاً تداخل الاجناس: حافات الاختلاف والاتفاق والاندماج للكاتب علاء مشذوب، حيث يقول فيها: لم يزل الفن والادب يتوالدان يوماً بعد أخر، وربما كان الفن اكثر استقراراً من خلال امتلاك كل فرع وسيطه التعبيري الذي يطور من خلال تقنياته الفنية والابداعية. وفي مجال الفنون نقرأ مقاربات بنيوية بين الشعر والفنون الجميلة السينما انموذجا للناقد الاكاديمي نجاح هادي كبه الشعر والفنون الجميلة كالرسم والنحت والمسرح والموسيقى والسينما والعمارة ما بينهما مقاربات بنيوية، على الرغم من الاختلاف فيما بينهما في أدوات التوصيل التي تعد وسيلة وليست بغاية. في الفنون ايضاً نقرأ التنويعات التقنية على الصورة الرقمية في سلسلة سرد للناقد الاكاديمي أيمان عبد الحسين حيث كتبت أن اي عمل فني حقيقي لابد من ان يمتلك السمات التي تجعله متفرداً ومختلفاً ويعمل صفة التجديد والحداثة، لا سيما في الفترة الاخيرة الفترة التي تطورت ونمت فيها التكنولوجيا الاتصالية بمختلف اشكالها واضافت ان الحداثة في العمل التصميمي ولا سيما في (الصورة الرقمية) التي نحن بصدد الحديث عنها، هي فعل ابداعي، وان مبررات حداثته ترتبط بمبررات ابداعه. بينما نتنقل في فضاءات مجلة الاقلام نقرأ في الذكرى السادسه لرحيله من قتل سركون بولص للمترجم صادق باخان حيث تمر الذكرى السادسة لرحيل الشاعر سركون بولص وبهذه المناسبة نقرأ ذكريات وبوح عن من حمل الفانوس في ليل الذئاب من الامساخ والمشعوذين الذين لم يكونوا يختلفون في سلوكهم ومشاعرهم عن الفاشيين رغم ادعائهم الماركسية وهم في اصلهم كانوا من ايتام آيفان الرهيب جوزيف ستالين. نقرأ الارهاب الثقافي.. أزمة الاسلام السياسي في مصر الكاتب من مصر السيد نجم. من الثقافة تلعب دوراً لا يهمل ولعله الدور الرئيسي في التمهيد الى كشف حيل الاخر العدواني، في قهر الحرية واستلاب الهوية والتمهيد للشيوع الفساد والاستبداد، أن الوعي (الثقافي) وحده، هو القادر على تهيأ العقول على مواجهة الارهاب. ونستدل من خلال ذلك ان مجلة الاقلام قد عبرت عن طابعها بكونها مجلة فكرية متعددة الاهتمامات بالوانها تتناول الفكر المعاصر بمختلف اتجاهاته واختصاصاته وللمؤلف حميد المختار كتاب بعنوان (المسالك والمهالك) الطبعة الاولى حيث يعد الروائي حميد المختار من ابرز القصاصين والروائيين الثمانينيين وقد كتبت بين عامي 1992، 2000 وتعكس في متونها التي توزعت سبعة فصول تجربة ذاتية وروحية عاشها المختار. وللمؤلف محمد جاسم محمد علي من طبعته الاولى كتاب بعنوان (حمورابي والمملكة العراقية الموحدة الثانية). اتى هذا الكتاب بخمسة فصول توزعت بينها موضوعات متعددة منها. اصل لفظة عرب والوضع السياسي في وادي الرافدين وعروبة دولة حمورابي وخلفاء حمورابي والحياة الاجتماعية والاقتصادية والحالة الادبية والديانة العمورية ويعد بمثابة جولة بين ثنايا ذلك العهد الذي شغل العالم بثرائه الحضاري.