مجلة الأديب العراقي
عوّاد ناصر
وقعت في يدي، مصادفة مجلة الأديب العراقي في عددها الخامس شتاء 2011 أثناء حضوري في مبنى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بغداد، بعد توقف وتلكؤ داما طويلاً، لظروف ليست خفية، فسنوات الجمر والصمت طالت كل شيء في البلد، وليس غريباً أن يحرق الجمر ويلف الصمت كلمات العراقيين وتعبيراتهم الأدبية والفنية ويدفعهم إلى القبول بما جرى لثقافتهم، رغم صراخهم الخبيء ومكابداتهم التي يقدرها الجميع ويأخذونها بحسن الاعتبار وجميل الحنان، فأدباء العراق وفنانوه دفعوا ثمن سنوات الجمر والصمت غالياً، وبأشكال متعددة أقلها منعهم من ممارسة حقهم بالكلام… وإذ تنقلب الأرض تحت الوطن يظهر من كان تحتها إلى علن ثقافي وإن شابه الارتباك وقلة ذات اليد والاكتفاء بالذاتي، تعاود مجلة اتحادهم المركزي الصدور وسط ظروف شحيحة، لكن النتاج وثير وغزير، لتجيء افتتاحية رئيس التحرير أحمد خلف على غاية التوازن والكبرياء فلا شكوى ولا امتعاض وكأن المجلة تصدر في عاصمة عربية مستقرة ولكن بلا ادعاءات متنفجة ولا وعود معسولة، إنما إصرار على المواصلة والتطور.المقالات والنصوص المنشورة غنية وذات طبيعة إبداعية خاصة، ويسجل لهيئة التحرير صبرهم على الاختيار ومشقتهم النقدية في تقديم الأهم على المهم وسط كم هائل من النصوص التي يبعث بها كتابها إلى مجلة مرموقة مثل الأديب العراقي .بدت لي المجلة، أول وهلة متبطرة وعلامات الرفاهية تلوح في شكل الغلاف وتصميمه، وهو أمر يدعو إلى البهجة والفخر، ولكن ثمة ملاحظات إخراجية أرجو أن يتقبلها الأصدقاء والزملاء في المجلة بروح رياضية اكتفى الناشر بتثبيت ستة عناوين من عناوين المجلة الكثيرة، من دون أسماء كتابها، ولو ثبتت الأسماء لكان الغلاف أكثر مهنية وفائدة.كما جاء فهرس العدد خالياً من الترقيم، ولا أدري هل للمصمم الفني غاية لا ندركها وراء ذلك أم هو خطأ إخراجي أو هفوة فنية.للأسف، زخر العدد بأخطاء مطبعية عدة، وجاءت الفوارز، في بعض المقالات، بالحرف الإنكليزي المقلوب في دراسة ضياء نجم الأسدي وقصة حسن العاني أمثلة لا حصراً .. وعليه أقترح أن تؤخذ قضية التصحيح بجدية أكبر.لم تنشر المجلة إسم المشرف الفني الذي هو بمثابة مهندس العرض، وهنا أقول إن العرض الفني الجذاب عنصر مهم من عناصر التشويق والجذب، مثلما يحدث لأي بضاعة تعرض على الشارين، فسوء العرض يقتل القيمة الحقيقية لمواد العرض، مهما كانت عالية الجودة.لم يذكر إسم صاحب لوحة الغلاف الأخير، واللوحة، في هذا المكان، هي بمثابة نص فني ضروري، أسوة ببقية النصوص، إن لم يكن مسك ختامها، وللفنان الحق الطبيعي في أن يظهر اسمه مع لوحته.تواريخ وهوامش بعض النصوص جاءت على حرف النص نفسه وموصولة به كأنها منه، والأفضل أن تكون بحرف أصغر وبعد ترك مسافة مناسبة بين المتن والهامش.صفحة فنان العدد جميلة وضرورية إغناء للتنوع الفني، وكي يأخذ التشكيل مكانه المناسب في العدد، غير أن هذا الباب افتقد إلى أعمال الفنانة بتول الفكيكي وهو نقص يمكن تلافيه بلا كلفة أو جهد حتى لو نشرت المجلة أعمالها بالأبيض والأسود.ختاماً، للقائمين على المجلة فائق التقدير والأمل بتجاوز الصعاب والعثرات وصولا إلى مطبوع ثقافي عراقي يليق بتجربة العراق الثقافية ويعززها نقدياً وإبداعياً.
/6/2012 Issue 4215 – Date 2 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4215 التاريخ 2»6»2012
AZP09