مجانين عقلاء
أثير محسن الهاشمي
إذا أردت أن تعرف الجنون الحقيقي فما عليك إلا ان تقول انه ليس إلا جنونا
وليم شكسبير، هاملت
الشخصيات أدباء مجانين.. أصابهم الجنون اثر الحرب
مجنون 1 مجنون 2 مجنون 3 مجنون 4
المكان مستشفى المجانين
الزمان 2012 ملابسهم زي موحّد.. دشداشة زرقاء.. رؤوسهم حليقة
المشهد 1
يدخل المجنون الأول.. رافعا في يده ِ عصا عليها لباسه الداخلي، أبيض اللون
المجنون 1 رافعا يديه والعصا
تركت ُ السلاح.. أنا مستسلم.. أنا مـُسالم.. لن أحاربكم.. أعفوا عني..
يصرخ ها أنا أرفع رايتي البيضاء
يتخيل له وكأنه يتحدث مع جيش أمامه
أنا أرفع علامة السلم.. وعلامة ينتبه .. يصمت .
المجنون 2 يدخل حاملا عصا بيده، يوجهها كسلاح ضده
قف ْ ؟ يصرخ لن أدعك تهرب
المجنون 1 لكن ألا ترى علامة السلم ؟
المجنون 2 يضحك بسخرية ومن يضمن لي ذلك ؟ أنا أتساءل ؟؟ بصراحة، الحرب ليس لها أمان ْ
المجنون 1 لكن أنا أرفع علامة الاستسلام والأمن والأمان، أعزّ ما لدي، أنها لبـــ ينتبه، يتردد
أنه البياض علامة الأمن والسلم
المجنون 2 يضحك بل قل انه علامة الخيانة..
المجنون 1 بتعجب لماذا ؟ علامة خيانة يبدو انك لا تفقه شيئا في الحرب أيها الجندي المجنون
المجنون 2 بغضب لا تقل مجنون، فأنا أعقل منك، وأقوى منك أيضا
أنظر لي يفتخر بنفسه أولا أنا أحملُ سلاحا، وثانيا أرتدي ملابس َ حرب ٍ يتمعن في دشداشته القصيرة الزرقاء ، وثالثا أنت تخضع أمامي ماسكا لباسك، عفوا علامة السلم.
المجنون 1 أنا أعقل منك، لأنني تركت الحرب، برهة اللعنة على الحرب.
المجنون 2 يغضب هـيـِه.. قف مكانك نحن من أسس لهذه الحرب، وسنخرج منها منتصرين.
المجنون 1 بسخرية منتصرون على مـَن ْ ؟
على مـِـشـْـرط دافنشي ؟ يصحح أعتذر على شفرة مضمدنا المجنون، أم على أفعالك غير المعقولة..
المجنون 2 يضحك.. يستمر بالضحك للحظات
غير معقولة،،، معقولة،،، غير معقولة،، يستمر بالضحك
أصرت َ تميّز بين الجنون والعقل أيها العاقل
أم أنك جننت، ونحن نعيش أبهى الحياة ها هنا،، تحت مطرقة الأدوية المسكنة بالنعاس، آسف للمرة الألف، تحت أخيلة الرصاص الصامت..
يوجه العصا نحوه
المجنون 1 أبعد سلاحك عني ؟؟ أنت مجنون.. لو كنت عاقلا لابتليت بشيء من الجنون
المجنون 2 احترم نفسك يا هذا.. فأنا أعقل منك، وأقوى منك ، يقلب صلعته وأجمل منك حتى.. يفتخر بنفسه
المجنون 1 بسخرية نعم واضح.. من صلعتك التي تشبه شكل الرقي
يضحك
المجنون 2 دعك من هذه الجدّية في الكلام ؟ لنتمازح قليلا ؟
المجنون 1 وما الحديث الذي تراه مناسبا بين عاقلين.. يرغبان بالجنون..
المجنون 2 لنتحدث مثلا عن آلية ٍ أو برنامج لحل الأزمة بيننا.. شفاها، تدوينا، أو دووبلماسيا يصحح دبلوماسيا..
المجنون 1 نعم.. هذا صحيح.. نحن العقلاء سيقتدي بنا هؤلاء المتحاربون فيما بينهم، خاصة رؤساء الدول التي يجب عليها أن تستفيد من خبراتنا وعقولنا التي ستؤسس لجمهورية قادمة سنسميها جمهورية العقلاء
المجنون 2 نعم لهذا سأكون أنا نائب عريف هذه الجمهورية يضع يديه على حافة دشداشته ينتبه لا.. لا.. رئيس جمهورية العقلاء يضع يديه على كتفه، من ثم يفتخر بنفسه، يرفع رأسه للأعلى، يحاول وضع يده فوق صلعته ليتلمسها
المجنون 1 وأنا سأكون نائبك.
المجنون 2 لا لن أدعك.. لن أدعك
المجنون 1 لكن.. لماذا ؟ أليس في نيّتنا عقد صفقة حوار فيما بيننا للتفاهم وحل الأزمة بسلم.
المجنون 2 نعم، هذا صحيح، سنبحث عن حلّ للازمة فيما بيننا، لكنني لدي تجربة في السلطة والحكم.
المجنون 1 ألم تخبرني بذلك من قبل ؟
المجنون 2 نعم، تسلّطتْ علي زوجتي وأخذت السلطة وطردتني من البيت، لذا لن أدع أي شخص ٍ يكون معي، لا نائب ولا بطيخ .
المجنون 1 ولكنك بذلك ستصبح ديكتاتوريا
المجنون 2 يحاول التفكير لا ..
سأكون عادلا.. يا أخي ..
المجنون وحده يكون ظالما
المجنون 1 ويكون مظلوما أيضا.
المجنون 2 لا.. المجانين دائما هم مـَنْ يحاولون سرقة عقولنا، لذلك نكون ضحيتهم نحن العقلاء..
نحن ضحية الوهم الذي يعيشه الحكّام..
فاسمع مني ما أوصيك به
أيه ِ يا صديقي العاقل لو جاءك مجنون بنبأ فتبين القول انه يريد عقد صفقة حرب أو سلاح، فأنبذه، وتجاهله، لأنه يريد أن يضيع عقلك منك.
المجنون 1 أها، وبعد.. ينتبه له
المجنون 2 أيه أُخي العاقل، تأكّد دائما وأبدا، أنك أغنى من هؤلاء المجانين، لأنهم لا يملكون عقلا مثل عقلك، أنظر لنفسك، ها أنت تحمل لباسك الداخلي ؛ أي انك تثق بكل شيء، بالإضافة إلى أنك مسالم تحب العيش في سلم ٍ وأمان..
المجنون 1 أها .. أكمل ؟
المجنون 2 أيه أخي العاقل، لا تــُرجع جنونك إلى رأسك ؛ لأنك ســُتصاب بمرض المجانين كما أولئك الذين لا رحمة لديهم..
أولئك الذين أقاموا كوة الجلاد والمجلود في زمن الضحية
ثوب يوسف في كف زليخة الضحية..
والمترجلون.. أقاموا على قوافينا
أشاءوا ان يعلنوا مجرى اللعاب على طريق التيه…
مرة واحدة.. بل مرات عديدة رأيتهم نحوي… يقوسون الألسنة
المترجلون..على شريعة المعاني..
المجنون 1 يقاطعه.. يتأسف نعم..أشاعوا لنا
ان نسمي صفاتنا على أسماء العجزة
أرادوا ان نسمي أبناءنا على أسماء فضائحنا
برهة
المترجلون على نحورنا أباعونا رتبة التلصص على أنفسنا
خيفة ان نستيقظ من كهفنا الأزلي
ونحن ننتظر المغني
الذي دخل الحانة المجاورة لكهفنا..
كان قد غنى أغاني تأميم الوجوه في حزيران
قبل ثوان من الآن…..1965من عام
على ما أظن 2012 ونحن في عام
تردد في مذياعنا الحجري ان قناة السويس تحررت من فم الحوت الأزرق
ترادفت الكلمات على السقوف الحجرية في ظل صراخ النسوة..
المترجلون على نحورنا.. اقاموا الوليمة لنا
والوجوه تتلهف لرغبة ِ شهوةٍ جائعة
المجنون 2 يكمل ثمة صراخ لنسوة اغتسلن بحيضهن
وتيممن بحجارة هشة على ماء من تراب
والوجوه البنفسجية تكتب إطلالة السجود على جباههم.. لآلهةٍ مزيفةٍ أقاموها من بقايا رياح أثيمة
إظلام
المشهد 2
يدخل المجنون3 ، حزين جدا، يتكلم مع نفسه يمسك كتابا في يده، يدخل وراءه المجنون 4
ما زلت أخاف لصوص الأسماء.. يصمت قليلا
اسمي أودعه للنجوم.. يا الهي.. يا رب… آه.. آه
أنا.. ما زلت تائها .. أفتش عن موت ٍ
أرأيتم شخصا يفتش عن موته
أنا فتشت عن موتي ذات مرة في كوم تراب
يفتخر بنفسه بحزن لا أتراجع مثل الآخرين فما زلت لا أحمل الخديعة ْ.. لكنني ما زلت تائها
ابحث عن نص تراب اودعه جسدي
لكن ترابي ما زال يخدعني.. مثل الآخرين
حاولت أن اثبـت روحي فيه لكنه كان ينفضني.. مثل الآخرين
برهة
يفتح الكتاب الذي يحمله بيده، يحاول تقليب الصفحات.. يضعه جانبا، يكمل بصيغة العتب والتحسر..
يا رباه.. حاولوا خديعتي
حاولوا أن يسرقوا هوائي وصبحي وليلي
حاولوا أن يسرقوا جسدي وملابسي
حاولوا أن يكتبوا شمع صراخهم فوق جباه المساءْ
ليعلقوا صدري بمسامير صداهمْ
فجردوا الأسماء وشوهوا الفصول وأقاموا اللعنة على ظهورنا.
المجنون 4 اللعنة عليهم يا صديقي واحدا واحدا
هؤلاء يريدون ان ينحتوا من اجسامنا طعاما لهم
ما أبشع الحياة لو أثقلت بماء الحروب..
ما أقساها من حياة لو تعطلت عقول الناس
ها نحن العقلاء فقدنا الذاكرة فتحولت حياتنا إلى عتمة تكره الضوء
المجنون 3 يقاطعه بعنف
لا شيء أقهر من أن تكون إبليسا في عذراء
ماذا لو كثروا كالمرايا في اشتهاء العذارى
لمدوا طرق الأضواء بلا ملابس وجردوا الملابس من الإنسان
فالوقت ما زال ضباب..
يصمت قليلا
لم تعد الرجال رونقا للنساء ولا النساء فاكهة للرجال
لا شيء يومض بالبريق إلا شهوات المراهقين
لا شيء يسمح بالخميرة أن تجف إلا المدمنين..
برهة
يكمل بحزن
كالوقت تسلبني المناجل في ارتخاء المدن المريضة
لا أمتد.. سوى جسدي المعتوه
يمتد ُ كاسطوانات فارغة في طريق التيه
كامتداد أرغفة ٍ يابسة ٍ إلى أفواه الجائعين
لا أكون إلا ثوان من وقت المدن المصابة بالجنون المجنون 4 يكمل ونحن العقلاء نتمدد كأبراج عاجية في هذه المدن المتشحة بالألم..
ما زلنا نبطئ اللهاث إلى قمح مناسكها كي لا تكون الفضائح أخرى..
المجنون 3 يا صديقي
نحن العقلاء مسكنا خيط الظل طويلا
نعانق بدن العذر..
مسكنا يد الليل ننطر حلما ..
عرفنا صوت الرياح تغفو على راحة الجرح بلا عذر..
المجنون 4 لكن أولياء أمورنا مسكوا وجه التيه في جسد الجرح
كتبوا لون الدجى أزلا معبدا فوق الوجوه
ليستبيد جنوننا أرقا.. وكأنه الجنون يصافح العقل..
المجنون 3 والمجنون 4 بصوت واحد
سنخلع جنوننا لنكون عقلاء في زمن لا نحتاج به إلى عقل..
موسيقى حزينة.. إظلام
المشهد 3
يدخل المجنون 1.. يصرخ بقوة وهو مذعور
أيها الناس ادخلوا مساكنكم .. بعد ان تملأوا
البيوت باقلاء وشايا وسكائرا وعنبا
فالأمريكان قد جاءوا
ادخلوا مساكنكم…
لا يحطمنكم الأمريكان وجنودهم وهم يشعرون
المجنون 2 يخرج إليه وكأنه استيقظ توا من نومه ، يفرك عينيه
ندخل أم نخرج ؟
نــُسلب ام نــُكرم ؟ أعتقد انه لا فرق
يضحك بسخرية، يصمت قليلا
عادة يـُسلب الماء من فم ِ القرطاس..
عادة نحمل ُ الأقفال َ بوصلة ً نحو الهذيان…
حملنا على أكتافنا أشياء آذار مـُذ كان النهار ُ جميلا
نهز الجذوع َ البيض َ قهرا .. تتساقط السلال فراغا في فراغ
يترك صديقه المجنون ويتجه إلى الجانب الآخر من المسرح
يا زوارق الأرض مدي يديك إلينا واجمعينا
فما عاد الشراع أصيلا .. أغرقتنا الميادين والجروح الصفر
في أراجيز الميتين
المجنون 1 بسخرية من نفسه ومن صديقه
يا صديقي
عالمنا تراب والنساء زجاج
ولدنا في ظل غابة جرباء.. ومتنا منذ الف عام ْ
وحيينا الآن مذهولين بعد أن دقت الأجراس في كل مكان
وسرنا نحو غابتنا الجرباء نحمل الأمتعة الفارغةْ
سوى الماء والأنين
وبقايا حكايات من دسائس اللصوصْ
وأطفال حفاة عراة يبكون مثل نزيف الفراتْ
وآخرون يحلمون بآبائهم أن تموتْ
حتى يلعبون لعبة الكبار … فيجرون العالم بالعرباتْ
وآخرون.. يسرقون خيوط السرابْ
يلعبون في وسط النهار لعبة الذئب وليلى
كي يحلموا براءتهم في كل ليلة
لكن فجرهم كان عتيقا ملّ منه حتى الكبار.. فكيف بهؤلاء الأطفال..
وآخرون يفتشون عن ضوء ٍ يضيء لهم النهارْ
المجنون 2 نعم يا صديقي
فالرصاص شوّه الشوارع
والطائرات شوهت السماء..
لا الزوارق تعزف لحن المياه ولا الأرائك تتسع الانتظارْ
المجنون 1 يا صديقي.. الحرب شوّهتنا..
المجنون 2 يقاطعه بغضب
اللعنة على الحرب.. اللعنة على رائحة البارود
لم نزل تبلعنا المدافع ُوتسحقنا أحذية الجنود
والجسد المقفع بالأذى تسحقه الدروب
يجلس على الأرض، يحاول قراءة صحيفة، بغضب يمزقها
يا صديقي ليسمع كل جياع الأرض
بان السجايا عقاب والعشق ممنوع في مدننا المريضة
لا تتوهّموا ايها المجانين…
ينادي بغضب
يا جياع الأرض.. أوطانكم تشتهي اسم الغروب.. ناموا جيدا.. نعم ناموا جيدا قبل فوات الاوان يضحك بهستيريا …
موسيقى حزينة؟ إظلام
المشهد 4
يدخل المجانين جميعهم الى المسرح.. بزي واحد كلهم متشابهون.. حيث الملابس والشكل
المجنون 1 يا أصدقائي المجانين.. مساء الخير
المجنون 3 يقاطعه لا يا صديقي فالوقت صباح.. قل صباح الخير
المجنون 1 لا قيمة للوقت يا صديقي.. فالوقت أصبح ثقيلا لا يحمل ولا يـُحمل ، لن تتوقف مدننا المموهة بفقاعات الهواء الملوثة..
المجنون 4 يا أصدقائي .. لماذا لا نترك وحل الذكريات..
ونعود من جديد
نجمع أنفسنا.. بعدما بعثرتها الليالي.. والحزن القديم
أنا.. يصمت قليلا
سأترك ليالي مدينتي الباحثة عن مأمنٍ لها من الحروب ..
أنا ذلك القديس.. الباحث عن رعشة يد تمسكني..
عن رائحة امرأة تشمني.. أنا القديس الحزين.. ما زلت أنصت لوصايا الإسعافات الأولية في هذا المكان المعدم من أنوثته …
المجنون 3
أوّاه يا صديقي منك وأنت تردد أنثى الوقت على شفتيك.. و تنحت مرايا الشهوة وأنت العاقل.. تبحث عن جنون
المجنون 4 يبتسم
نعم يا صديقي العاقل… تعلمت من أنثاي المجنونة ان النخيل باق رغم الرصاص
تعلمت منها ان الإنسان سيكفر بالجنون حين يعقل
ويؤمن بالعقل حين يجن
تعلمت منها ان الحديث للأنثى وهم حكايات.. إلا معها.. كان حقيقة أنثى..
تعلمت منها انها أنثى الحقيقة… وأنا الرجل الواهم منذ البداية إنني المضموم دوما.. لكنني عرفت ان الضمة لا تتوازن في وقت التيه..
بغضب وتساؤل
أترى العجائز وهي تشتكي أنين شيوخها ؟
أترى العجائز وهي تشتكي من أزواجهن العاطلين عن ال..
أترى ان العاشقيين منفيون…
المجنون 3 أعرف أن الانثى محض سراب.. قد يعيش الرجال بلا أنثى ولكن لا تعيش النساء بلا رجال…
المجنون 4 لا.. الأنثى باب الله على الارض لا يفتحه الا الرجل فهو مفتاحه.. نعم هكذا تعلمت منها…
ان الأنثى زجاجة.. والزجاجة أنثى..
انها ورق على ماء ان مسكتها تمزقت وان تركتها ذابت في المياه..
المجنون 3 ربما لا أستطيع ان اورد الكلمات الا لوجهك المملوء بالقداسة..
المجنون 4 يا صديقي تعلمت من انثى الزجاجة إنني أنا بنجي..
ذلك المعتوه.. المخصي في زمن الفحولة.. والمستفحل في زمن الخصي..
تأكدت ذات عشق معها انني مجنون فعقلت..
يتذكر أحزانه القديمة
هي سري الجديد..كنت ابحث عنها في زوايا المدن المريضة
كنت ابحث عنها في مرايا الليل.. سكون النعاس.. ارتحال الفجر
كنت قد وجدتها.. امرأة تخط عافيتي بالهدوء وتعزف الحان أنوثتها على أوتار أوجاعي لأعود أنا.. ذلك الرجل المنسي بين خاصرة الزمان.. وبين تعاسة الفقراء
لأكون أنا.. ذلك المهدي المغلف باللهفة لها..
المجنون 3 اترك العشق يا صديقي وانتبه لعقلك فنحن في وضع يـُحسد عليه.. المجانين يحسدوننا على حياتنا ونحن نعيش بعيدا عنهم..
المجنون 4 يضحك بسخرية
نعيش.. أو لا نعيش نحن فحولة خاوية في وقت التيه..
ينتبه لكن أرغب أن أعيش قليلا.. ألقن الكلام معنى اللهاث بين قمح وجودي.. وبين وجود قمحي..
يضحك بهستيريا
نعم وجودي.. يتمعن في وجوه المجانين وهم على الأسرّة
يضحك طويلا
موسيقى حزينة.. إظلام
المشهد 5
المجنون 4 على سريره.. وأصدقاؤه المجانين يغرقون في النوم، يجلس من على سريره.. المسرح نصف إضاءة ، المجنون يتحدث مع نفسه
أرغب أن أعلّم جسدي معنى التراتيل وهو يطفو على ماء وجودي..
سأكون أول الداخلين إلى جنة الله.. لألتقي بحور عين.. مراياها.. عشبها الأشقر.. كلها ستصلي لجذعي الخاوي الحزين..
يتأوّه .. يتساءل مع نفسه
لكن.. أتقبل أن أوزع ابتساماتي على مرآة ظلها المكسور في طرق الله.. والمنحورة في مدن العاشقين ؟؟
أتقبل ان استعير وجهها المملوء بالماء.. فاكهة للعشق .. لافتخر انا العاشق الأبيض المحنط بالسمار..
سأقرأ أحلى دفاتر الله على الأرض…
رباه .. سأكون أول المغرورين لأني ازرع الثلج في مدن الحر..
يتأوّه
أتقبل ام ستناجيني كما هاملت.. حين ناجى نفسه ان اشهدي انني انا الإنسان.. ستأخذ بثأري..
يتوقف .. يصمت قليلا
أنا.. سأناجيها
أنا هاملت.. بل أنا أوديب
أنا اغتصبت مدينتي.. كما أوديب
وأبي المقتول من أخ المدينة..
أنا أوديب.. سأرتكب جريمة في حق عشقي..
بل أنا هاملت.. سأتردد في ثأري..
يتأوّه
اوّاه أين أكون وأين أروح وأين أصير.. أكون أو لا أكون.. من دونك يا اوفيليا.. لا يساوي العشق طرفة عين.. يبدأ بالصراخ..
يستيقظ زملاؤه المجانين ويهرعون إليه ، بصوت واحد
ما بك.. ما بك
المجنون 4 لا شيء كنت أحلم
إظلام؟ موسيقى حزينة..
AZP09