متى ينهض الزعيم من جديد؟

متى ينهض الزعيم من جديد؟
المقصود هنا بالزعيم هو الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله وطبعاً نحن لا نريد ان نقلق تربته ونطلب المعجزات بأن ينهض من جديد.. ويعود الى الحياة..
كل ما نريد قوله اننا نريد ان يكون هناك زعيم وطني يعمل لصالح الشعب.. وكل الشعب.. ويأخذ الدور الوطني الذي اخذه الزعيم الراحل ويكرس كل جهده وامكانياته للبناء والاعمار وتشريع القوانين التي من شأنها أن ترسخ الحقوق والمكتسبات للشعب العراقي.. والارتقاء به الى المستويات التي يستحقها الشعب من رغيد العيش..
يعرف الجميع ان فترة حكم الزعيم قصيرة نسبة الى الحكومات الاخرى التي تلت ثورة 14 تموز الخالدة.
ولو قارنا مشاريع الاعمار والبناء في عهد الزعيم الى العهود الاخرى لوجدنا ان ما قدمه الزعيم كانت مشاريع حيوية وتمس حياة المواطنين مباشرة مما جعل تلك المكتسبات كبيرة في نفوسنا وخاصة فيما يتعلق ذلك في بناء المساكن للمواطنين.. وتوزيعها عليهم دون مقدمة تذكر.. وقسطت على مدى خمسة وعشرون عاماً..
كما وانها كانت مكتسبات اكثر بكثير من الحكومات المتعاقبة لو اخذنا فارق الزمن بذلك..
ونحن وفي هذا العهد الجديد.. كنا ولا زلنا نأمل بالحصول على مكتسبات وحقوق لم تسبق لها الحكومات السابقة ولكن طال انتظارنا؟؟ ونفذ صبرنا.. ونحن لا زلنا على ما نحن عليه من شضف العيش وانحطاط المعيشة الى ادنى مستوياتها بالنسبة الى الكثير من الشرائح الفقيرة والمعدمة..
فمن حق الشعب على الدولة تحقيق أماله وامنياته مع الامكانات المتاحة للدولة وتخصيص الاموال اللازمة لذلك.. والعمل وبشكل جدي الى ما من شأنه أن يرفع المستوى المعيشي للمواطن وخاصة مع غلاء الاسعار وارتفاع مستوى المعيشة.
كما يطمح الشعب بالمشاريع العملاقة التي تجعل البلاد تضاهي البلاد الاخرى في البناء والاعمار.
فالعراق يجب ان يأخذ دوره بين الدول العربية ويجب ان تكون له الريادة في كل شيء..
ومن هنا لا بد لنا من العودة الى العملية السياسية والى الدور القيادي لرجال الدولة ومطالبتهم باخذ دور الزعيم في البناء والاعمار.. بل نريد منهم ان يكونوا اكثر من ذلك بكثير.. ولكن بأضعف الايمان نقول ليكن لهم دور كدوره وعمل كعمله.. فاننا لانريد اكثر من ذلك..
اننا نريد ان نرى زعيماً وطنياً حقيقياً يحقق كل اماني الشعب وبصوت عال..
نريد زعيما ثورياً يحقق كل اماني الشعب في الاعمار والبناء وانتشال الشعب من كل معاناته.. ومآسيه.. وفقره وبؤسه..
والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً.. وكيف السبيل الى ذلك؟ وهنا هي المشكلة والمعاناة.. هنا النقطة التي تتحطم عندها كل افعال الخير لهذه البلاد ولهذا الشعب..
هنا وفي هذه النقطة تتلاشى كل الاماني والاحلام.. فالشعب لا يجد من يلتفت اليه.. ويسمع طلباته ومناشداته وصرخاته.. وليس هناك من يبالي بسيل الدماء التي تراق يومياً في عراقنا الجديد.. ولماذا؟
لان الجميع بعيدون عن الشعب.. كل منهم في واد.
حتى الوطن هم بعيدون عنه مع انهم حكامه وقيادة عجلته بيدهم.
فانهم لاهون عن كل ذلك.. بخلافاتهم.. وباستحقاقاتهم وبتطبيق ما انفق عليه سابقاً بعيداً عن عين الدستور والقانون وهم يتقاسمون المصالح ؟
ولا زالت العملية السياسية تراوح في مكانها رغم كل الجهود المبذولة بدفعها الى المصالحة والاتفاق..
مع ان هناك اصواتاً وطنية من كتل واحزاب وكيانات طالبت ولا زالت تطالب بالكف عن هذه المواقف المتشنجة والتصريحات الرنانة التي تزيد الامور تعقيداً.. والذهاب الى التحالف الوطني الذي من شأنه ان يضع الخطوات الاولى على الطرق السليم بتلاحم الايدي والجهود والعمل من اجل الوطن.
وهنا يجب ان يتنازل البعض عن المكاسب التي يريدون تحقيقها على حساب الوطن وامنه واستقراره..
وعلى انف الدستور والقانون.
فيجب ان لا يكون هناك اتفاقات الا في حدود الدستور.. وايضاً على الدستور ان لا يتجاوز على حقوق الشعب والوطن ووحدة العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه..
دائماً الشعب يريد اشياء واضحة لا ابهام فيها.. ولا نريد اتفاقات ملتوية وتحت الظلام.. فاننا نريد كل شيء واضحاً وضوح الشمس.. شمس العراق، ومتى ما نجت المصالحة الوطنية واتفق الجميع على العمل هنا فقط يمكن القول هذه هي البداية.. بداية البناء والازدهار والتقدم..
وهنا يمكن ان ينهض الزعيم من جديد..
ولكن بأسم جديد.. وثوب جديد
وهنا الشعب سيقف احتراماً واجلالاً له..
ويصفق له بملء الكف..
فأين انت ايها الزعيم؟
ففقراء العراق.. وكل العراق.. بانتظارك.
محمد عباس اللامي بغداد

/7/2012 Issue 4262 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4262 التاريخ 28»7»2012
AZPPPL