متى نخرج من عنق الزجاجة؟ – جواد العطار
العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية ما زالت غير واضحة منذ عام 2011 ولحد الان… فقبل هذا التاريخ كانت امريكا قوة محتلة للعراق منذ عام 2003 والى توقيع اتفاقية الاطار الستراتيجي التي تكللت نهاية عام 2011 بخروج القوات الامريكية وجلاءها عن كامل اراضي العراق ولو على الورق فقط. لكن الحقيقة ان الامريكان لم يتركوا العراق وما ان خرجوا من الباب حتى دخلوا من الشباك عام 2014 تحت يافطة التحالف الدولي لمحاربة داعش. ورغم مرور قرابة العقد على ذلك التاريخ واعلان الانتصار على داعش عام 2017 ما زالت العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الامريكية غامضة وغير مرسومة بالشكل الدقيق ولم تستطع اي حكومة سابقة وحالية من تكييف منصف لهذه العلاقة… هل هي علاقة بين دولتين مستقلتين ذواتا سيادة ؟ ام هي بين تابع ومتبوع!!! ام دولة قوية متسلطة على اخرى؟. الحديث عن ان العراق تجاوز مرحلة مساعدة الامريكان في التخلص من النظام السابق عام 2003 ما زال غير مكتمل ، فالامريكان يحكمون القبضة على العراق منذ عقدين بشكل مباشر؛ عقد من الاحتلال العسكري وعقد اخر من الهيمنة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية بالترويج للافكار الهدامة البعيدة عن تقاليدنا ، وقرار سياسي عراقي ما زال رهين الموافقة الامريكية على ابسط الاشياء. واليوم البلد على مفترق طرق مع سياسة خارجية ناجحة وفريق حكومي متجانس قد يستطيع العراق ان يلعب بكافة الاوراق ويخرج نفسه من عنق زجاجة الدين الكبير للامريكان المتمثل باسقاط النظام الذي دفع العراق ثمنه كاملا من دماء ابنائه انهارا طيلة العشرين سنة الماضية ومن امواله اطنانا ومن ارضه مساحات وموانيء.
نعم الفرصة مواتية الان ايها الساسة فبعد احداث سوريا وتدخل الروس والحرب الاوكرانية وتململ الصين في ازمة تايوان فان القرن الحالي لم يعد امريكيا بامتياز وقد تتعدد اقطابه باية لحظة ، وهي فرصة مناسبة للضغط على الامريكان والحصول على مكاسب تضع العراق في منأى عن السيطرة الامريكية الكاملة على مقدراته وقراره وثرواته.