متى تقوّض هذه الأركان ؟
ثائر علوان
الجانب الاقتصادي والجانب التربوي جانبان يكملان بناء الانسان، فبدون الرخاء الاقتصادي والمستوى الثقافي العالي يستحيل ان يكتمل نصاب الانسان الصحي والاخلاقي،ان تردي الوضع الاقتصادي في البلاد بسبب الفساد المستشري الذي ينخر مؤسسات الدولة وهيمنة حيتان الفساد المتنفذين في السلطة وتعطيل قطاعي الزراعة والصناعة ،نجم عن ذلك انهيار اقتصاد البلد حيث ان كل فرد عراقي مطلوب الان تقريبا خمسة الاف دولار لصندوق النقد الدولي مقابل الديون التي اقترضت من الصندوق لسد العجز في الموازنات ناهيك عن تفشي البطالة في البلاد من اقصاه الى اقصاه، وتدهور الجانب التربوي والتعليمي حيث تبلغ نسبة الامية 25 بالمئة تقريبا ،تعج اركان ازقة الاحياء الفقيرة بالبطالة والجهل والامية وانعدام الوعي ،تنجم من هذه الاركان سلوكيات وتصرفات غير لائقة .ذات يوم مر مستجدي على احد هذه الاركان ملابسه رثة يرتدي دشداشة وينتعل خفا بلاستيكيا ويحمل بيده كيسا كان نحيلا شاحبا عيناه جاحظتان تبدو على قسمات وجهه كأنه ممسوس نتيجة الشح والقهر والحرمان والفاقة، هاجمه اشخاص بأقذع الالفاظ والسخرية والاستهزاء وقهقهات دونما سبب فتوقف هنيهة من الوقت حتى اتموا دنائتهم فأجابهم بأبيات من الشعر:
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضاً وليس بمذنب
ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة
خضعت له وحركت أذنابها
وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً
نبحت عليه وكشرت أنيابها
وبخهم توبيخا بمنتهى الادب، خيم عليهم صمت رهيب نكست رؤوسهم في الارض كالنعامة ،في حقيقة الامر انا شاهد عيان على هذا الموقف اصابني الدوار من شدة الذهول تدفق في رأسي تيار من التساؤلات لماذا هكذا فعلا يتعاملون مع الفقراء ابناء جلدتهم اسودا على بعضهم واذا مر موكب جكسارات المسؤولين الذين هم سبب شقائهم يقفون وقفة تبجيل وكأن على رؤسهم الطير لايتفوهون بكلمة ولايدينوا ويستنكروا من سرقهم بكلمة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك اضعف الايمان هذا الوضع المخيف ينذر بالشر والشؤم انهيار القيم المبادئ الشجاعه الشهامه النخوة والمروءة هل هذا ممنهج من قبل الحكومة ؟ ونتساءل متى تقوض هذه الاركان ؟ ولكن هناك استثناءات هناك اشخاص في قمة الشجاعة والثقافة والشهامة.