متى تغزو درع الجزيرة قطر؟
فاتح عبدالسلام
ماذا تخسر قطر إذا سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها منها؟ وماذا تخسر لو زادوا على ذلك فقطعوا العلاقات الدبلوماسية معها، ومن ثم أخرجوها من مجلس التعاون الخليجي الآيل للتصدع والسقوط؟.
هل تخسر قطر حماية درع الجزيرة لها من التهديد الإيراني كما يجري تصوير الأمر في البحرين؟
هل سيسحبون من بنوك الدوحة أرصدتهم المليارية فتفلس قطر في ليلة وضحاها وتنضب حقول غازها؟
هل يكررون ما فعله صدام حسين بالكويت فيغزونها؟
هل يلغون معها التنسيق العربي في قضايا مصرية لم تعد قائمة أصلاً إلا في الخيال؟
هل يستطيعون اقناع واشنطن بسحب قاعدتها العسكرية من قطر؟
لا شيء من ذلك كله يمكن أن يحدث لأن أحداً لا يستطيع فعل ذلك أبداً.
قضية فلسطين في الخلف ولا تنسيق حولها وتظهر للعلن أحياناً حين يريد أحدهم مداراة فعل شائن إرتكبه أزاء الأمة كالسماح بمص دماء أجيالها عبر رهن ثروة النفط أو السماح لجيوش الغزو باحتلال دولة عربية كما حصل مع العراق. وقضايا السودان واليمن لاتزال تجد في الدوحة صدى من أصحاب القرارين اليمني والسوداني أكثر من أية عاصمة أخرى.
أما قضايا مجلس التعاون الخليجي فهي قضايا تزجية الوقت لملفات فاشلة بجدارة طوال ثلاثين سنة قبل أن يكتشفوا ذلك في السعودية مؤخراً ليستعدوا لإعلان إتحاد خليجي يفتتح إنجازاته بمعركة مع قطر وجو فاتر ممتعض مع سلطنة عمان وتجاهل لرأي كويتي سديد لا يريد لبلدان الخليج أن تكون نهباً لفوضى الأمزجة.
قطر دولة خارج دائرة النوم أو السبات العميق وسلوك الزرافات المترفة فيه السعودية وشقيقتاها التابعتان. لقد فشل المشروع السعودي وإن شئت القول سابقاً المشروع السعودي القطري لتغيير نظام الحكم في سوريا ومنحوا أسدها فرصاً لا يحلم بها.وقبل ذلك حصل فشل في حمل موسكو على تغيير موقفها. هل يستمر نهر الدم السوري بالتدفق مع مشاريع باتت غير سورية بامتياز الى ما لانهاية.
قطر صارت الآن تمثل تهديداً لأمن الخليج حين إلتقت مع أطراف نافذة في النزاع السوري وفي داخل البيت الإيراني المؤثر للخروج بحل سياسي يتناسب مع إمكانات الواقع العربي. بلا مزايدة حدث ذلك لكن أحداً لا يرضى بالتعامل الواقعي الكاشف للعيوب والخطايا.
المحور الإيراني أكثر قرباً واحتمالية لتلتحق به قطر إذا داسوا في بطنها أقوى، غير آسفة على شيء فاتها.
ما يجري اقرار لا لبس فيه، في انهم فشلوا في حل قضاياهم الداخلية والإقليمية ويبحثون عن كبش فداء.
رئيس التحرير
لندن