مواطنون يؤشرون تصاعد حوادث الدهس
متعاطو المخدرات يتسكّعون على جسور مشاة بغداد
بغداد ـــ داليا أحمد
طالب مواطنون أمانة بغداد ومديرية المرور العامة بضرورة اعادة صيانة جسور المشاة ووضع مفارز حماية لمنع تجمع الشباب في مداخلها وتأمينها فيما استغربت لجنة الخدمات والأعمار النيابية من أهمال الجهات المسؤولة هذه الجسور الحيوية.
واستطلعت (الزمان) اراء العديد من المواطنين بصدد شح خدمات امانة بغداد وخاصة صيانة جسور المشاة في العاصمة فقالت المواطنة أم هيثم أن (شوارع العاصمة مازالت تعاني من أنتشار جسور عبور المشاة القديمة التي تشوه منظر العاصمة بغداد أولآ لأنها لا تتناسق مع شكل الشوارع التي سعت الأمانة الى تجميلها بزهور في الساحات وتبليط الشوارع الرئيسة أذ أصبحت تلك الجسور عبارة عن صور خربة لها).
وأضافت أن (الجسور هي أمن لعبور المواطنين والأطفال وهذا سبب تنصيبها فالناس كانوا يستخدمونها بشكل كبير أذ يوصي أولياء الأمور أبناءهم باللجوء إليها بدلآ من عبور الشارع وزحمة السيارات التي ربما تنهي حياتهم لكن الوضع الحالي أجبرهم على نسيان تلك الجسور لأنها أصبحت ملجأ للشباب المتسكعين ومتعاطي الحبوب في ظل تواجدهم بشكل كبير في المقاهي والأماكن المخصصة لتجمعهم ومن الغريب ما نشاهده منتشرآ في العاصمة من أهمال وعدم محاربة من يلجأ إليها ويستخدمها لأغراضه متناسياً بأنها ملك للجميع فلا يمكن التعدي عليها) وبينت أن (الأضرار التي لحقت بتلك الجسور كبيرة للغاية أذ أن أغلبها مهدمة وهناك عدد من جسور منطقة الزعفرانية تعاني من فتحات كبيرة بأستطاعة الأنسان الكبير أن يخترقها فكيف بالأطفال الذين تصعب السيطرة عليهم بمنعهم من الصعود اليها).
ايام الطفولة
وأضافت أن (أيام الطفولة كانت لها ذكريات فمازلت أتذكر نزولي من تلك الجسور بكل قوة من أجل المتعة والتسلية مع أخواتي وصديقاتي لكن لو أستخدمها أطفال اليوم وهي بشكلها وفتحاتها الكبيرة لراح ضحيتها الكثير لاسيما وأنها تعتلي الشوارع العامة) وأوضحت أنه (بعد أن تركت تلك الجسور وأهملت من الجهات المعنية أصبحت حوادث السيارات تتكرر وبشكل كبير لاسيما للأطفال والمراهقين فهم ليسوا بقدرة على عبور الشوارع الرئيسة).
فيما يقول الشاب ضرغام علي أن (الدول المتطورة تحاول قدر المستطاع أن تجمل شوارعها من مجسرات ونافورات وحدائق عامة ونشر الأنارة بشكل يعيد النهار الى مدنهم لكن بغداد على عكس كل ذلك مازالت تعاني من نقص في الخدمات ومن جميع الجهات فضلآ عن شوارعها مازالت تصرخ بجسورها القديمة التي أصبحت متصدئة وقديمة ومتآكلة فضلآ عن القذارة والأزبال التي حولها). وأضاف أن (أحد أصدقائي نشر صورته عبر مواقع التواصل الأجتماعي في فيسبوك بعد أن حصل على لجوء في أمريكا وهو معتلي أحدى جسورها أذ كان المنظر لايصل لأجمل مناظر العاصمة أن تحاكيه فكان عبارة عن زجاج سميك تستطيع أن تشاهد منظر السيارت من الأعلى فهي في غاية الجمالية) .
تجميل الجسور
وأوضح (لو أعتمدت الجهات المعنية على تجميل تلك الجسور وجعل داخلها مرئياً من أجل الحفاظ على سلامة المارين بها فضلآ عن تجميلها بالأنارة الداخلية والخارجية من أجل أضافة الجمالية للعاصمة لكانت الشوارع اجمل من السابق بكثير) وبين أن (النظر الى تلك الجسور يعيد للمواطنين أيام الزمن الماضي لأنها بقايا منه وكأن البلاد لم تتطور بعد) مشيرا الى ان (أمانة بغداد أعتمدت على طلاء البعض منها ووضع بعض المصابيح والنشرات الخارجية من أجل التغيير وأضافة منظر جميل للعاصمة لكنها لم تتطرق الى رفعها ووضع الأجمل منها كما الدول الأخرى). بينما يقول أبو خالد أن (الحرب الأخيرة قد غيرت الكثير من مناطق البلاد لاسيما القريبة من المطارات والفنادق الرئيسة والمهمة التي تستقبل الشخصيات المهمة من السياسيين والسواح لكن المدن الأخرى مازالت تحتفظ ببقايا الزمن السابق لا يلاحظ لذلك إلا من هجرها لفترات طويلة وعاد إليها فيجد هناك الكثير من اللمسات القديمة مازالت تتحدث عن أيامها وتروي حكاياتها من دون أي تطور وبرغم أنها ليست أثرية) . وأضاف أن (عودتي من سوريا الى العراق بعد أن تحسن الوضع الأمني أعادت لي صور مأسي كثيرة من بغداد مازالت كما هي برغم خيرات البلاد التي أصبحت تفوق خيرات الدول العظمى فجسور المشاة على سبيل المثال لأنها ليست هي الوحيدة غير المتطورة لكنها مازالت قديمة تحاكي العصور السابقة).
وأوضح أن (أعتماد الأمانة على صبغها وتجميل البعض منها بمصابيح لا يضفي شيئاً للعاصمة لأن ذلك ما أعتمدته الدول قبل ألاف السنين وبغداد تتخذه اليوم تطورآ فهل هي أقل أيرادات من الدول الأخرى؟ هذا ما لم نجد له أجابة لاسيما وأن أيرادات أمانة العاصمة قادرة على سد كل خدماتها وتحتفظ بميزانية كبيرة للغاية وهذا ما أكده لي أحد الأصدقاء وهو أحد منتسبيها) وبين (لو خصصت الأمانة مبلغ لأعادة صيانة أو تبديل الجسور من أجل جمالية العاصمة لما أثرت على الميزانية في شيء فضلا عن أنها تكون نقطة لصالحهم الخاص وأثبات جدارتهم في تولي المناصب). أما الشابة نبراس حازم تقول أن (أغلب الجهات المعنية لا تستخدم دورها الا بعد أن يواجهها المواطن لاسيما في التظاهرات التي يطالبون عبرها بحقوقهم). وأضافت أن (أمانة بغداد قد صرفت ملايين الدنانير من أجل شراء بعض أنواع النباتات والزهور وزراعتها في الساحات والجزرات الوسطية لتضيف جمالية للعاصمة بغداد متناسية بعض الأمور الأخرى كجسور عبور المشاة التي بقيت على حالها كما سنوات الحصار برغم الأيرادات الكبيرة التي تجنيها البلاد من خيرات البلاد وبرغم حاجة المواطنين إليها أذ بقيت وكأنها أوكار لتجمع الشباب المتسكعين ومتعاطي المخدرات بكونها بعيدة كل البعد عن أنظار العالم) وطالب (الجهات المعنية بتضييق الخناق على هؤلاء الشباب ومحاربة تجمعهم وعدم السماح لهم بدخول هذه الجسور أذا كانت مستخدمة من المواطنين ولا يمكن أستخدامها أذا ما كانت نظيفة لغاية فضلآ عن جعلها مرئية لا يخفي ما بداخلها عن المحيط والمشاة والأماكن أسفل تلك الجسور فضلآ عن تدخل القوات الأمنية ورجال الشرطة في محاربة تلك التجمعات).
السلامة العامة
الى ذلك قالت عضو لجنة الخدمات والأعمار النيابية سهاد فاضل أن (وجود جسور لعبور المواطنين يعد أمرا مهما في الحفاظ على سلامتهم وسلامة أبنائهم لاسيما الأطفال منهم) وأضافت أن (العاصمة تعاني من أهمال كبير في تلك الجسور ولا وجود لأي صيانة لأعادة تنظيمها وترتيبها لاسيما على طرق الخطوط السريعة) واوضحت ان (على الجهات المعنية ومنها أمانة بغداد أن تعيد النظر برفعها وتبديلها لضرورتها ومتابعة صيانتها بين مدة وأخرى من أجل سلامة المواطن) وبينت أن (أستخدام الشباب لها في أساليبهم المخالفة للذوق العام كجعلها وكرآ لهم تجعل من تلك الجسور مكانآ غير آمن فضلآ عن واجب وزارة الداخلية وسيطرات الأمن في محاربة تجمعاتهم بالكشف المتواصل لها ووضع كاميرات مراقبة من أجل الحفاظ على الأماكن العامة التي هي ملك للجميع وعدم أستخدامها في ممارسة الشغب أذ تعد مخالفة يحاسب عليها القانون).