متحف عالمي للفن المعاصر يستعيد الهوية الإفريقية

الكاب‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) – ‬تحاول‭ ‬الكاميرونية‭ ‬كويو‭ ‬كوه‭ ‬منذ‭ ‬تولت‭ ‬إدارة‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬كيب‭ ‬تاون،‭ ‬نشر‭ ‬الفن‭ ‬الإفريقي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬إفريقيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭ “‬تاريخ‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭”.‬

تحت‭ ‬إشراف‭ ‬أمينته‭ ‬الكاميرونية‭ ‬الطموحة،‭ ‬بنى‭ ‬المتحف‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الميناء‭ ‬في‭ ‬كيب‭ ‬تاون‭ ‬هويته‭ ‬حول‭ ‬الهوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬مع‭ ‬عرض‭ ‬أعمال‭ ‬فنانين‭ ‬ومغتربين‭ ‬من‭ ‬القارة‭.‬

تقول‭ ‬كوه‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ “‬إفريقيا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬فكرة‭ ‬تتجاوز‭ ‬الحدود‭. ‬تاريخ‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭. ‬لا‭ ‬يحب‭ ‬الأميركيون‭ ‬سماع‭ ‬هذا،‭ ‬لكنني‭ ‬أقول‭ ‬لهم‭ ‬دائما‭ ‬إن‭ ‬أميركا‭ ‬بلد‭ ‬إفريقي‭ ‬آخر‭”.‬

وتوضح‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تجمع‭ ‬لأشكال‭ ‬التعبير‭ ‬والتأثيرات‭ ‬الثقافية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬باستخدام‭ ‬هذه‭ ‬المعايير،‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬البرازيل‭ ‬وكوبا‭ ‬وهايتي‭ ‬أيضا‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬أو‭ ‬حوالى‭ ‬12‭ ‬‭%‬‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬هم‭ ‬أميركيون‭ ‬سود‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬البرازيل‭ ‬البالغ‭ ‬عددهم‭ ‬حوالى‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬إفريقية‭.‬

وتتابع‭ ‬كوه‭ “‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكار‭ ‬تأثير‭ ‬المغتربين‭ ‬الأفارقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬لذلك‭ ‬أحب‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬مناطق‭ ‬جغرافية‭ ‬للسود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مغتربين‭ ‬أفارقة‭. ‬فقد‭ ‬أثرت‭ ‬الثقافة‭ ‬السوداء‭ ‬والأجساد‭ ‬السوداء‭ ‬والأشخاص‭ ‬السود‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭”.‬

نشأت‭ ‬كوه‭ ‬البالغة‭ ‬56‭ ‬عاما‭ ‬بين‭ ‬دوالا‭ ‬في‭ ‬موطنها‭ ‬الكاميرون‭ ‬وزوريخ‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭.‬

وبعد‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬فني‭ ‬عصري‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السنغالية‭ ‬دكار،‭ ‬تولّت‭ ‬قبل‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬إدارة‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬صومعة‭ ‬حبوب‭ ‬قديمة‭ ‬تم‭ ‬تجديدها‭ ‬وركّبت‭ ‬لها‭ ‬نوافذ‭ ‬تشبه‭ ‬خلية‭ ‬نحل‭ ‬من‭ ‬الزجاج‭ ‬والإسمنت‭.‬

وبعدما‭ ‬ورثت‭ ‬مؤسسة‭ “‬محطمة‭” ‬و‭”‬معطّلة‭”‬،‭ ‬قررت‭ ‬أن‭ ‬تعطيها‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭.‬

وتقول‭ ‬كوه‭ ‬إن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الإفريقية‭ ‬كان‭ “‬أمرا‭ ‬بديهيا‭” ‬و‭”‬ضروريا‭” ‬لأنه،‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الاستعمار،‭ ‬كانت‭ ‬الروايات‭ ‬حول‭ ‬القارة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ “‬محددة‭ ‬من‭ ‬الآخرين‭”.‬

ويغوص‭ ‬معرض‭ “‬SEEKERS‭,‬‭ ‬SEERS‭,‬‭ ‬SOOTHSAYERS‭” ‬المنظم‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬حاليا،‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الروحية‭ ‬والخارقة‭ ‬للطبيعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعراض‭ ‬صور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬على‭ ‬الجدران‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تركيبات‭ ‬نسيج‭.‬

وتشرح‭ ‬كوه‭ “‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬شديدة‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬قصص‭ ‬أخرى‭ ‬وليس‭ ‬بهدف‭ ‬التصحيح‭. ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬بالتصحيح،‭ ‬فأنا‭ ‬لا‭ ‬أملك‭ ‬القصة‭ ‬الخاطئة‭ ‬ولا‭ ‬أستوعبها‭. ‬لكنني‭ ‬أملك‭ ‬المساحة‭”.‬

وأصبح‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المعاصر‭ ‬في‭ ‬كيب‭ ‬تاون‭ ‬معروفا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لنهجه‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭ ‬مؤسسات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬وأوروبا‭.‬

ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬معرضه‭ ‬الأخير‭ “‬When‭ ‬We‭ ‬See‭ ‬Us‭” ‬الذي‭ ‬يستعيد‭ ‬قرنا‭ ‬من‭ ‬الرسم‭ ‬التصويري‭ ‬الإفريقي،‭ ‬كيب‭ ‬تاون‭ ‬ليعرض‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بازل‭ ‬السويسرية‭.‬

وتقول‭ ‬كوه‭ ‬إنها‭ ‬ركزت‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬المعارض‭ ‬الجماعية،‭ ‬مع‭ ‬عرضها‭ ‬أعمال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬محدد‭ ‬لكنها‭ ‬انتقلت‭ ‬نحو‭ ‬المعارض‭ ‬الفردية‭.‬

وتوضح‭ “‬عندما‭ ‬تتصور‭ ‬عرضاً‭ ‬جماعياً،‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تنشئ‭ ‬تناغما،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأحيان‭ ‬نخلق‭ ‬تنافرا‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأصوات‭”.‬

وتقول‭ ‬كوه‭ ‬إنها‭ ‬تريد‭ ‬الآن‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬أولويات‭: ‬إبراز‭ ‬المواهب‭ ‬الناشئة‭ ‬وتوفير‭ ‬منصة‭ ‬رئيسية‭ ‬للفنانات‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ “‬ممارسات‭ ‬لم‭ ‬تقدّر‭ ‬كما‭ ‬يجب‭”.‬

مشاركة