مبارك لا يزال يلقي بظلاله من السجن على انتخابات الرئاسة

مبارك لا يزال يلقي بظلاله من السجن على انتخابات الرئاسة
القاهرة ــ إدموند بلير
ااستحوذت التكهنات بشأن الحالة الصحية لحسني مبارك على انتباه المصريين منذ أن بدأ تنفيذ عقوبة بالسجن المؤبد في تذكرة بأن ميراثه لا يزال يخيم على البلاد قبل أيام من جولة ثانية في انتخابات لاختيار رئيس جديد.
ورغم أن الرئيس السابق قد يكون أقصي عن السلطة يخشى كثير من خصومه أن تكون مؤسسات الدولة التي أبقته في منصبه على مدى 30 عاما تعيد تنظيم صفوفها لاستعادة قبضتها بعد الانتفاضة الشعبية العام الماضي.
ويواجه المصريون في جولة الانتخابات الرئاسية الحاسمة يومي 16 و17 حزيران اختيارا صارخا بين محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة وأحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الذي كان من كبار ضباط الجيش مثل الرئيس السابق.
وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وهو أيضا من المعارضين البارزين لمبارك حقيقة أن شفيق مرشح للرئاسة وأن لديه فرصة حقيقية لأن يكون رئيسا يعني بالنسبة لي أن المرحلة الانتقالية أديرت على نحو يؤدي إلى تلك النتيجة .
والتقارير عن وهن صحة مبارك 84 عاما التي ينقلها العديد من المسؤولين وصحف ووسائل إعلام رسمية والتي تقدم تفاصيل شحيحة ومتضاربة أحيانا حول مرضه لم تؤد إلا إلى تأجيج الشكوك التي تساور معارضي الرئيس السابق.
وينظر منتقدون إلى هذه التقارير باعتبارها محاولة لنقل مبارك إلى مركز طبي وإعفائه من مهانة البقاء في مستشفى السجن. ويقول محامي مبارك إن حالته حرجة ويجري حرمانه من الحقوق الأساسية للسجين في أن يعامل بطريقة لائقة. وقال مسؤول في السجن إن حالة مبارك كانت مستقرة امس الاول الثلاثاء. وقال نافعة حاشية مبارك استخدمت بالفعل هذه الطريقة لكسب تعاطف الشعب المصري ولكنه اشار الى انه ليست لديه معرفة مباشرة بحالة الرئيس السابق. وأضاف نحن في لحظة شديدة الاضطراب .
وأعاد الاهتمام بحالة مبارك الصحية إلى الأذهان أيامه الأخيرة في السلطة عندما كانت تخرج تكهنات من حين لآخر من وراء اسوار قصر الرئاسة حول ما إذا كانت حالته الصحية تسمح له بممارسة مهامه.
وتحول الشعور بالنشوة الذي صاحب الإطاحة بمبارك في 11 شباط 2011 إلى عدم يقين وقلق عميقين بالنسبة لكثير من المصريين. وأشرف كبار ضباط الجيش الذين تولوا المسؤولية بعد الإطاحة بمبارك على عملية انتقال اتسمت بالفوضى وكانت دامية غالبا.
والخطوة الأخيرة الحاسمة قبل أن يسلم الجيش السلطة رسميا لرئيس جديد هي انتخابات تعطي المصريين الفرصة لاختيار زعيمهم لأول مرة في تاريخ أمة يمتد لأيام الفراعنة.
ولكن الانتخابات كشفت وجود انقسامات عديدة كما أن نتيجتها أبعد ما تكون عن الوضوح بدلا من أن تكون سببا في توحيد البلاد عبر أول تجربة مثيرة لانتخابات رئاسة حرة.
ويشعر كثيرون ممن خرجوا إلى الشوارع ضد مبارك بالغضب لأن الجيش والشرطة الركيزتين اللتين اعتمد عليهما مبارك في حكمه صمدتا في مواجهة الانتفاضة ولم يجر المساس بهما أو إصلاحهما.
وبينما حكم على مبارك بالسجن مدى الحياة برئت ساحة ستة من كبار ضباط الشرطة لعدم توافر الأدلة. وأدى ذلك الحكم إلى احتجاجات في ميدان التحرير بوسط القاهرة لشعور الكثيرين بأن مبارك يستطيع الآن كسب البراءة لدى الطعن على الحكم. وقال أسامة أحمد 38 عاما وهو واحد ممن شاركوا في الاحتجاجات في ميدان التحرير بعد النطق بالحكم جئت إلى هنا بسبب الحكم العقيم الذي صدر ضد مبارك. الناس جاءوا إلى هنا من أجل ثورة من أجل البلد لكنهم ضحكوا علينا وسرقوها منا .
/6/2012 Issue 4226 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4226 التاريخ 14»6»2012
AZP02

مشاركة