ما قبل وبعد الإستقلال

ما قبل وبعد الإستقلال
رجعت بذاكرتي الى سبعينات القرن الماضي عندما ذهبنا انا ومجموعة طلبة جامعيين لتهنئة السفارة الفيتنامية على تحررهم من الاستعمار الامريكي في آذار 1973 مع بعض التبرعات البسيطة لضعف حالتهم المادية آنذاك.. وعرفنا ان سر قوة الشعب الفيتنامي الذي حررهم من تلك الماكنة العسكرية الضخمة هو في وحدتهم وحسن قيادتهم.
لا مذهبية ولا طائفة ولا عنصرية حتى ان المرأة التي تحمل الطفل على ظهرها كانت تمسك البندقية في يديها.
اما وبعد التحرير فكان تصادم دراجتين هوائيتين (بايسكلين) هو اكبر حادث عندهم هذا اذا علمنا ان ملاك الوزير دراجة هوائية وليس مصفحة.
عند مقارنة تلك الحالة البائسة بفيتنام الان التي تمتلك اكثر من ستة آلاف شركة بلغ الاستثمار فيها (36) مليار دولار تجد السبب هو وحدة الشعب بقواه الوطنية قبل وبعد الاستقلال، كما وصفهم السيد عريان السيد خلف:
دفك عينك زمانك ليل ليل اليردله انطاره… الخ القصيدة.
وليس العراق وحده هو المقصود بذلك فقد رجعت بذاكرتي الى فلسطين السليبة وماذا يحدث فيها من القتل والنهب والسلب وهتك الاعراض فراودتني قصيدة الشاعر الرائع مظفر النواب:-
القدس عروس عروبتكم…. لماذا ادخلتم كل زناة الليل الى حجرتها؟؟
وسألت نفسي، هل ان القدس العروس الوحيدة التي ادخلوا عليها زناة الليل؟ وبغداد تتقطع ارباً من زناة الليل والنهار الداخلين بواسطة اسلحة الدمار الشامل والتفخيخ المسموم والكاتم امتداداً للمقابر الجماعية التي كان يرتكبها النظام المقبور ضد ابناء شعبه وضرب الجنوب والشمال بالكيمياوي امثله عليها.
نستنتج من هذه المقدمة ان البلد لا ينجو من القتل ولا من سلب خيراته ولا يتطور اقتصاده ولا تزدهر صناعته وزراعته ولا يخلص من البطالة والتظخم والسجون والمعتقلات الا بوحدة ابنــــــائه الخيرين ووقوفهم صفاً واحداً ضد كل معتد داخلي او خارجي.
عارف السيد – بغداد
AZPPPL

مشاركة