ما بعد داعش

تعافي العراق

ما بعد داعش

ينتقل العراق خاصة والمنطقة عامة، لمرحلة جديدة بعد التخلص من إرهاب داعش، ونخشى أن تولد مرحلة إرهاب جديدة مدعومة من دول عدة، إذا ما إستمرت الأزمات بين الفرقاء السياسيين؛ ونعتقد أن مخططاً خبيثاً هدفه تمزيق وحدة العراق، وتفتيت وتجزئة دول المنطقة؛ وإضعافها، جاهزاً إذا ما إختلفت الرؤى والتوجهات.

دعت الولايات المتحدة الأمريكية، لتشكيل تحالفاً دولياً جديداً ؛ للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا والدول التي تعاني من الإرهاب، ونعتقد إن التدخل الدولي القادم، سينقل الإرهاب الى دولٍ أخرى، لتنفيذ مآرب ومصالح خاصة، في حين سيحاول هذا التحالف بقيادة أمريكا، إعادة الاستقرار والتوازن الجزئي الى العراق وبدأ الإستثمارات، على غرار ما حصل للكويت عام 1991.

في بعض الدول العربية، كرست الثروات الوطنية؛ لخدمة أنظمة الحكم وإدامة سلطاتها، وتحول (الذهب الأسود)، من نعمة الى نقمة، زادت من معاناة شعوب أغلب الدول النفطية.

أُستغلِت عائدات النفط، لتقوية سلطات الحكام، وتأسيس جيوش أمنية وعسكرية، تذود عن الأنظمة الفاسدة، بدلاً من الذود عن الشعب ومؤسسات الدولة، وتسخير تلك الثروات لنهضة البلد وتنميته؛ من خلال بناء مدارس، مستشفيات، معاهد، جامعات، بعد التغيير عام 2003 إنتقلت أموال العراق، الى جيوب المفسدين من السياسيين والحكام، ولم نشهد إستثمارات خدمية، تُشعِر المواطن بإنتهاء حقبة مظلمة، وبداية عهدٍ جديد.

مضت أكثر من ثلاث أعوام، على تشكيل الحكومة العراقية، دون تحقيق منجزات ملموسة من كلا السلطتين: التنفيذية والتشريعية؛ فعدد من رشح نفسه للإنتخابات التي جرت عام 2014 بلغ 9039 مرشحاً، ينتمون لـ 277 حزباً وتيارًا سياسياً، تنافس المرشحون على 328  مقعداً في البرلمان العراقي، والمفروض أن يكون الـ  328  هم خيرة السياسيين والقادة الذين سيستطيعون إدارة البلد إلى بَرْ الأمان، فما الذي حصل؟ نَرَ إن الأوضاع في العراق، زادت سوءاً وأغلب من أختارهم الشعب ممثلاً لهم، لا وجود لهم في مؤسساتهم الرسمية لخدمة المواطن.

يرى بعض السياسيين أن المرحلة السياسية الحالية غامضة الأهداف والتوجهات ؛ ونراها واضحة تماماً؛ وربما يتكرر سيناريو حرب الخليج الثانية، وإتخاذ داعش ذريعة، للوجود الدولي العسكري، في الخليج والشام، وما سيحصل سيكون مجرد مناقلة للإرهاب، من دولٍ الى أخرى، وأهم ما في الأمر، هو (تعافي العراق) بأمر دولي لا رجعة فيه. قريباً.. سيبدأ الأمريكان بقطف ثمار ما زرعه في العراق وسوريا، لأن الثمار أينعت، وأصبحت جاهزة للتناول! فالسِلمْ والأمان المفقودان في سوريا والعراق، لا يُمكن إعادتهما إلاّ إذا تدخلت قوات أمريكية، ومن سيتحالف معها، وهذا هو قانون اللعبة، ويعلم الأغلبية أن داعش والقاعدة وجميع المنظمات التي تتستر بإسم الدين، وتنتهج سياسات مغايرة لما تدعي، بأنها صنيعة إسرائيلية – أمريكية بإمتياز، وتحقق أجندات أمريكية، لتبرير تدخلها العسكري والسياسي في المنطقة عموماً.

أثير الشرع – بغداد

مشاركة