ما بعد الشهادة
من بين كل الرصاص الذي كان ينعى اصدقائي يمزق قلبي بمخالبه مرارا وتكرارا .. لم اسمع رصاصة موتي
إخترقت خوذتي فتناثرت الاحلام من ثقب الشهادة مرفقةً بصورٍ ..لأمي ابي اخوتي ادعية ومواويل ابو ذية كنت أحفظها
لم أشعر بقدماي التي طارت بي أسمع الجنود من حولي جبالا تبكي لم ار يوما بكاء عظيما ومرعبا وجميلا هكذا …
إنني خفيف جدا من الهموم ازدادت وسامتي فجأة
لم أنتبه لجسدي الذي حملوه وغطوه بالعلم كنت أطير مع موكب التشييع الى بيتنا المعتق بالحنين كان لؤلؤياً رغم بساطته وفقرهِ ذكرني بصوتها حينما رسمت بشفتيها التي تلمع كالكرز المقطوف توا من بساتين الاماني فستان لقائنا الطويل
ماهذا !! ظننت ان حُلتي الجديدة ستفرحكم ابي .. !! انا لم ار يوما دموعك لم اليوم تبكي ؟؟ أمي انكِ تذبحيني بهذا الانين ..
طرت لاهثاً للملائكة وطلبت منهم شيئاً يجعلني أحضن اهلي وأواسيهم برحيلي بدلا من ان اكون روحا تعبر القلوب .. تعبر الاجساد
قالو لي بان اطلب من الله فأنا الان بلا ذنوب وبلا حواجز تُرجع لي طلبي
طلبت من الله فأعاد روحي بفراشة .. نمت على شيلة امي قبلت فهمها ومسحتُ جناحيّ (بمسچها) طرت لشيبة ابي شربت من ندى حزنه حتى نام على وسادتي
وحين هممت بالطيران سمعت ارملتي الصغيرة تتنفس الاحزان وتشهق العشق تموت وتحيا تموت وتحيا وقميصي بين يديها و الفؤاد .. إقتربتُ من خصلاتها الطويلة المنثورة همستُ بأذنها .. انتِ يا حورية قلبي لا تلوميني
انا وانتِ وكل من يشبهنا في هذا العالم يدفع ثمن
عهرهم بدمائنا واحلامنا وشبابنا…
غنيتُ لها اغاني كثيرة حتى شعرتْ بالنعاس وانا على كتفها
ثم مسحتُ دموعها كي تنام على صوتي
دلول يالحبيبة دلول
نور الهدى – بغداد