قصة قصيرة ما أروع الأم محمد السيد ياسين الهاشمي الأُمّ استاذ الاساتذة الأُلى شغلت مآثرهم مدى الآفاق عيد الام يحتفل به لتكريم الامهات والأمومة ورابطة الام بأبنائها وتأثير الامهات على المجتمع ، ويحتفل بهذا العيد في عديد من الايام وفي مختلف دول العالم وفي الاغلب يحتفل به في شهر آذار ونيسان ومايس ويختلف تاريخه من دولة لأخرى ، ففي العالم العربي يكون الاول من فصل ربيع الاول من فصل الربيع اي يوم (21 أذار ).. يوم رائع لشخصية نبيلة ورائعة اتذكر فيه امي الحبيبة يوم كنت اعود الى البيت متأخرا ً.. في بعض الليالي.. فاجدها ساهرة ترقب عودتي في شغف وقلق رغم مشاغلها العديدة في المنزل وتعبها الشديد كانت تساعدني في خلع ملابسي ثم تبقى الى جواري تقدم لي الشراب والطعام حتى انام. وحينئذ تستأنف الاعمال المنزلية الكثيرة ، وأتذكر الليالي التي كانت تقضيها ساهرة الى جوار فراشي لا يغمض لها جفن كلما الم بي مرض اتذكر صلواتها ودعواتها لكي يحفظني الله ويهيئ لي من امري رشدا ً ولا فض فوه الشاعر الذي قال ونحن في الابتدائية. احب الناس لي امي ومن بالروح تفديني فكم من ليلة قامت على مهدي تغطيني اتذكر ابتسامتها الحلوة التي كانت تبعث الامل في نفسي الامل والطمأنينة ، كلما تملكني اليأس والقلق وها هي الفرصة اليوم لكي نكرمها ونرد لها جزءا ً ضئيلا ًمن الدين الذي ندين لها به. وهذا اليوم يجيء مع اول ايام الربيع وهو يوم تتفتح فيه الزهور والأشجار تحمل بين طياتها عبقا ً سحريا ً يفوح اريجا ً وشذى لتزيده جمالا ًوبهاءً يتناسب مع الاحتفال بذلك الانسان العزيز في حياتنا.. وبالطبع فان تخصيص يوم للاحتفال بعيد الام هو محاولة ولو بسيطة اي ان نعيد للام اعتبارها وفضلها على ابنائها ونحاول ان نبني في داخلهم شعور الوفاء والإخلاص تجاه الام التي حضت كل الاديان السماوية.. على اكرامها واجلالها. ويحض اسلامنا الانساني على الاهتمام بالوالدين (وبالوالدين احسانا ) ويقول الشاعر المعري… العيش ماض فأكرم والديك به والأم اولى بإكرام وإحسان فما اروع الام ، وما اجدر بنا ان نكرم امهاتنا فالله اوصانا باحترامها والإحسان اليها ، ووضعها الرسول الاعظم موضعا ً مقدسا ً عندما جعل الجنة تحت اقدامها فهي بهذا مفتاح الجنة والسلام والبركة لمن يعطيها حقها ، وباب العقاب الشديد لمن يؤذيها ولا يعرف حقها كاملا ً.. احتفلت مصر بأول عيد ام في 21 /اذار /1956 ومن مصر خرجت الفكرة الى البلاد العربية الاخرى والى الان تحتفل البلاد العربية بهذا اليوم من خلال اجهزة الاعلام المختلفة لأنه مناسبة جميلة ورائعة لتكريم احب مخلوق للإنسان – وهي الام – فالاحتفال به يمس وترا ً حساسا ً في النفس.ولنكن حريصين كل الحرص على غرس هذه العادة في ابنائنا وان ننمي لديهم عادة انتقاء الهدايا لأمهاتهم حتى يشبوا على الاعتراف بالجميل لكل من ساعدهم يوما ً في حياتهم ، وما انبل اقتراح احد الشعراء في نوع الهدية . اذ يقول : لو كنت املك الدنيا وما فيها….. لكانت تلك هديتي بكل امتنان فينبغي اعطاء الام ما تستحق من الاجلال والتقدير والرعاية من ابنائها وشعبها وحكومتها التي عليها ان تمنحها الحقوق الدستورية وتعدها اعداداً يليق بها كي نخلق شعبا ً مخلصا ً عاملا ًمحبا ً لوطنه منتجا ً طيب الاعراق. وفي هذه المناسبة وفي اذار ومن كل عام نحتفل بعيد الام ، عيد كل النساء.. عيد الام .. الزوجة والأخت والبنت.. عيد العراقيات الطيبات الابيات من كل عرق وجنس وطائفة. وما اجمله من عيد وما اعظمه من يوم..استعير كل الاصوات لأقول لكل امرأة.. مبروك عيدك وهنيئا ً بيومك وأتمنى ان تكون الايام شهودك بما قدمت من عطاء للإنسانية جمعاء.. وكنت في عيدك بكل صورتك البهية..لقد خبرت سنوات التحدي والتقاليد البائدة والعادات المتخلفة ، والقيم الرجعية العشائرية والاجتماعية معدنك وأزالت عن هويتك الاصيلة كل غبار الجهل والضعف. فلابد ان تكون ثمارك زاهية.. ناضجة.. حلوة.. مدهشة.. وهذا مهر كبير يجعلك ترفعين راسك شامخا. اتمنى وأرجو ان تقفي في مكانك المناسب المخصص لك لا خلف الرجل ولا تتقدمين بخطوات الغرور بل الى جانبه يدا ً بيد وعقلا ً يكمل عقلا ً وعطاءا ً يتوحد ينصب في نهر الوطن الكبير ليروي ظمأ عطاشى الحب عامة ، وحب الام خاصة.