لندن – الزمان – (أ ف ب) : دعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء الى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في الثامن من حزيران/يونيو المقبل، في اعلان مفاجىء يعكس رهانا لتعزيز غالبيتها البرلمانية قبل خوضها مفاوضات البريكست.
وقالت ماي في تغيير كبير فاجئ الجميع «نحن بحاجة إلى انتخابات عامة الان. أمامنا الآن فرصة لا تتكرر للقيام بذلك .. قبل بدء المحادثات المفصلة».
واعلن زعيم كتلة المحافظين في مجلس العموم ديفيد ليدنتون انه سيتم حل المجلس في الثاني من أيار/ مايو. وتاتي دعوة تيريزا ماي المفاجئة لاجراء انتخابات مبكرة في حين تواجه بريطانيا عدداً من التحديات ترتبط جميعها بالبريكست. في ما يلي بعض القضايا الرئيسية التي تواجه ماي والشخص الذي يمكن أن يخلفها في المنصب بعد انتخابات الثامن من حزيران/يونيو التي تقترحها ماي.
- مفاوضات بريكست -
في 29 من آذار مارس، أبلغت بريطانيا رسميا الدول ال27 الأخرى أنها ستغادر الاتحاد، لتبدأ بذلك العد التنازلي للبريكست الذي سيستغرق عامين. وبين القضايا الرئيسية فاتورة الخروج التي يتعين على بريطانيا دفعها وتقدر بمليارات اليورو، وحقوق المواطنين الاوروبيين الذين يعيشون فيبريطانيا وبالعكس. وسيتعرض رئيس الوزراء الذي سيتم انتخابه إلى ضغوط داخلية للحصول على اتفاق مع الاتحاد الاوروبي يضمن حقوق بريطانيا في أوروبا، بينما الاتحاد الاوروبي مصمم على أن بريطانيا يجب أن لا تحصل على اتفاق افضل عند خروجها منه يفيدها بشكل أكبر مما كانت تحصل عليهعندما كانت عضواً في الاتحاد.
ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات أواخر أيار/مايو أو مطلع حزيران/يونيو، ويقول الاتحاد الاوروبي أن الإطار الزمني لم يتغير مع الدعوة الى الانتخابات.
- الهجرة -
شكلّ تدفق المهاجرين من دول الاتحاد الاوروبي إلى بريطانيا قضية رئيسية قبل استفتاء البريكست في 23 حزيران/يونيو الماضي، حيث قال انصار الخروج من الاتحاد الاوروبي أن هذا هو الطريقة الوحيدة لضبط أعداد المهاجرين. ووعدت ماي بخفض الهجرة حتى على حساب الخروج من السوق الاوروبية الموحدة التي تعتبر حركة العمال مبدأ أساسياً فيها.
كما أدى البريكست الى غموض حول مستقبل أكثر من ثلاثة ملايين من مواطني الاتحاد الاوروبي يعيشون في بريطانيا. هل سيتمكنون من البقاء في البلاد وفي ظل اي ظروف؟
- اقتصاد-
اظهر الاقتصاد البريطاني اداء أفضل من المتوقع منذ الاستفتاء، إلا أن اتفاق الخروج النهائي لم يتبلور بعد. تسعى ماي إلى الحصول على اقصى «دخول ممكن» للشركات البريطانية إلى السوق الموحدة وسط مخاوف حول تأثيرات الخروج من أكبر تكتل تجاري في العالم على الوظائف والنمو. إلا أن التوصل الى اتفاق تجاري سيشكل مهمة جسيمة حيث تفتقر بريطانيا إلى مفاوضين مؤهلين، كما أن احتمال اللجوء الى القوانين الأساسية لمنظمة التجارة العالمية تلوح في الخلفية.
تعرضت وحدة المملكة المتحدة إلى ضغوط متجددة عقب التصويت لصالح البريكست، حيث طلبت رئيسة الوزراء في اسكتلندا نيكولا ستورجون من ماي الشهر الماضي السماح باجراء استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا. ورفض الاسكتلنديون الاستقلال في استفتاء العام 2014 إلا أنستورجون تقول أن الظروف تغيرت الآن نظراً لأن معظم الاسكتلنديين ايدوا البقاء في الاتحاد الاوروبي.
- الأمن -
اسفر الهجوم الدامي الشهر الماضي أمام البرلمان البريطاني عن عودة مسألة الارهاب إلى الواجهة مرة أخرى.
ووقع الهجوم بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها جهاديون في أوروبا في السنوات الأخيرة، كما تسري مخاوف بشأن عودة جهاديي بريطانيا إلى البلاد بعد مشاركتهم في المعارك في سوريا والعراق.