ماقبل و بعد أيام العيد

في ايام زمان كان جل الناس يستقبلونه كأستقبالهم الضيف العزيز حيث في كنفه تسوى جملة من الامور العالقة ،وتتزاور العوائل لتقديم اسمى التهاني بعيد الله المبارك مستخدمة في ذلك العبارات الرقيقة التالية : ايامكم سعيدة ، كل عام وانتم بخير، ان يعيده عليكم بالخير والســــــــلامة وغيرها من الكلمات المحببة التي لايسع المجال لذكرها، والعيد اصطلاحا حب متجدد اقبل اجدادنا مواظبين في المـــحافظة على ديمومته وان بحكم هذة الالية اصبح تراثا قوميا يناهز من العمر مئات السنين، وعليه لابد ان توضع حراسة هذا التراث بأياد امينة لتطلع الاجيال القادمــــــة على تأريخ هذه الأمة البهي واخلاقها المتألقة لعل الله من ذلك النظر في صفحاته سيهديها الى الصراط القويم .

الميزة في هذه المناسبة التراثية انها تختلف عن المناسبات الوطنية الاخرى كعيد الجيش والعمال ، وهذا الاختلاف يكمن في هيمنة الطابـــــــع القدسي واظفائه على ايام هذه المناسبة العزيزة لتكون فرضا سماويا له معالم وحدود ، وعلى هذا الأساس نجد المسلمين يغتنمون ايام عيـــد الأضحى المبارك لأداء نسائك حج بيت الله الحرام متسلسلة حسب اهميتها من ذلك المكان البلد الحرام الذي جعله الله لأمتنا قبلة يصلى نحوهــا وموضعا لذبح القرابين والنسائك كما اتى في القرآن الكريم: (ولكل امة جعلنا منسكا)  الحج /34-

انها طقوس عيد جبلنا عليها وكنا هكذا نمارسها ، وفي ظل وقت يتسم بالهدوء والعقلانية والتجرد من المصالح الضيقة بخلاف هذه السنــوات الشؤم التي بمرور كل عام منها صرنا نشهد عيدا فاقدا لثمرته الحقيقية وكأنه يمر علينا مرور الكرام لأن الظرف الذي يتخلل هذه المناسبــــــة ينطوي على تعقيدات وتحديات وحالة خوف من ما يخبأه المجهول لنا من نشاطات ارهابية قد تكون احيانا بسيارات مفخخة تستهدف كائن من يكون ، واحيانا اخرى تتكيف مثل هذه النشاطات الى خديعة تريد بالآخر الاغتيال او المكروه من حيث لايعلم اوالى رســـــــائل تهديد عن طريق جهاز الموبايل وغيرها من الوسائل المستخدمة لترهيب الناس الأبرياء وترويعهم في حين العيد يفهم انه مناسبة دينية ثابتة يجب ان تتطــــرز بالعفو والصفح وكل ما من شأنه يكسر حاجز الخوف ويزرع الثقة بالنفس من اجل التفاؤل بمستقبل واعد لمجتمعنا تسوده الحرية وتحكمــــــه القوانين العادلة .

ان الانحراف عن خط الأخلاق أثار مشاكل كبيرة في الآونة الأخيرة جعلت العراقيين لايفرقون بين ايام العيد وما قبلها وبعدها من الأيام الأعتيادية فكلاهمــــــــا في رؤيتهم سواء لأنهم على حين غرة ادخلوا نفقا دامسا يعيشون في ظلمته ولذلك الجئوا الى النضال لمواجهته مكرهين رفضا منهم للاستسلام الى أدوات الطائفية المقيتة الضالعة في جريمة ابتكاره مما حدا ذلك بوسائل الاعلام ان تتداوله يوميا لأنه بات الموضوع الرئيس الذي تـــــدور حوله احاديث الشارع في العراق.

جاسم محمد حمزة

مشاركة