ماذا يريدون بعد من لبنان؟ – جواد عبد الجبار العلي
الماء والخضراء والوجه الحسن، وأنا أضيف المحبة والبرستيج العالي المخلوط بالثقافة الفرنسية وألأوربية، هذه هي مواصفات اللبنانيين رغم الحروب التي زجوهم بها وعملية التقسيم الطائفي وخلق مناطق قبلية وعرقية، أمس واليوم وقبل ذلك بأعوام، ماذا تريدون من هذا الجمال العربي والحرية والسلام، سلام في كل أرجائه، ومحبة من كل أبنائه لمن يزور أراضيهم، تعلوهم عبارات الترحاب والصدق بالمعاملة والنقاء بالقلوب.
لماذا تمتد الايادي المغرضة من خارج البيت اللبناني لزعزعة إستقرارها؟ ولماذا يريدون تشويه هذا الوجه الحسن؟ هل يريدون أن تمتلئ شوارع هذا البلد بيافطات سوداء ويقطفون الورود ويضعون بدلها سموم أسلحتهم وأفكارهم التي أكل الدهر عليها وشرب؟!
جاهليتكم الفارغة انتهت وعنصريتكم وإتباعكم لأهواء الآخرين لابد لها من نهاية، لأن المستقبل للحرية والإزدهار .فهل يعلم هؤلاء المدججين بألأموال والأسلحة والعقول فارغة أن لبنان يسمونه بكل اصقاع الارض بلد الحرية والسلام، فأتركوا هذا البلد الجميل هادئا، لا تنقلوا أخطاءكم وصراعاتكم لهذا البلد، هو لم يتلق منكم سوى منحرفيكم وجحافل مصطافيكم، حاملين دولاراتهم الملوثة الرخيصة، ولم تقفوا يوما معهم في أصعب الظروف التي مرت على الشعب اللبناني، ولم يحن لا القريب ولا الغريب، يبنون بلدهم بسواعد أبنائهم الذين يشقون طريقهم بحقل من ألغام، أولاد عمومتهم يتآمرون ويخططون لكي يجعلوا من هذا البلد ساحة للقتال والصراعات، والهدف من كل هذا حماية الجار الذي يرتعب حتى من صوت الموال الجبلي الذي يصدح كالصاروخ، فكيف يجعلونه هادئا مستقرا وهم يصولون ويجولون من أجل زعزعة لبنان الجميل، أبتلي هذا البلد بحروب أحرقت الاخضر واليابس، وقتل شباب وشيب وأطفال، والكل يسأل لماذا؟ ومن المنتصر؟ الجواب لبنان هو الذي خسر كل شيء، ولكن ربح رهان عداه والذين هم اليوم يتآمرون عليه ويكسرون الشهامة والقوة والايمان والثقافة التي يتمتع بها اللبناني بينما هم صفاتهم الغل والحقد والحسد والدفع نحو السوء وألأسوء.
ألا يكفي هذا؟ ما تريدون من لبنان يا أشباه الرجال؟ لا تجعلوا حياة الابرياء صفقة تتراهنون عليها، وما قدمه أبناؤه من تضحيات وبطولات في مواجهة العدو الاسرائيلي شرّفتكم وأعطتكم الكرامة وأنتم لا تستحقونها، واليوم تريدون أن تنتقموا منهم لانهم كسروا شوكة عدو الامة ورفعوا قامة العرب، والله خابت الأعراب. ألا يكفي هذا؟
أتركوا هذا البلد الآمن الأمين ولا تحشروه في خلافاتكم وتآمركم. فالزمن لن يرحم كل الظالمين ولن يغفر التأريخ كل من ظلم بيروت .