مائة عام على تأسيس مديرية الشرطة العامة – عبد الوهاب عبد الرزاق التحافي

من 1 نيسان إلى 9 كانون الثاني

مائة عام على تأسيس مديرية الشرطة العامة – عبد الوهاب عبد الرزاق التحافي

منذ تأسيس هيئة الامم المتحدة سنة 1945 أرست الجمعية العامة فيها قاعدة اعتماد احتفالات أممية في أيام محددة تمارس فيها الدول الاعضاء نشاطات متنوعة لرعاية ومساندة فئات معينة احتراماً لدورها في خدمة المجتمع … منـــها:-

– اليوم العالمي للمرأة في 8 / آذار/ من كل سنة .

– اليوم العالمي للعمال في 1 / ايار/ من كل سنة .

– اليوم العالمي للرجال في 19 / تشرين الثاني/ من كل سنة .

– اليوم العالمي للطفل في 20 / تشرين الثاني/ من كل سنة .

وسايرت جامعة الدول العربية والمنظمات العربية غير الحكومية ، نهج هيئة الامم المتحدة … وتم اعتماد ، على سبيل المثال :-

– يوم 15/ آذار/ يوماً للمدينة العربية بقرار منظمة المدن العربية . – يوم 22/ آذار/ يوم الجامـــــعة العربية .

– يوم 21/ نيسان/ يوم الاعلام العربي. تعميم صلات

وفي عام 1971 صدر في العراق (ميثاق العمل الوطني) الذي أكد على ((وجوب الحرص على تعميق الصلات الديمقراطية بين اجهزة الشرطة والامن والجماهير وقواتها الوطنية ومنظماتها النقابية والمهنية ، ………… والحرص الشديد على جعل شعار (الشرطة في خدمة الشعب) حقيقة واقعة في كل جزء من اجزاء القطر)) .

وفي سنة 1974 كنت برتبة نقيب شرطة حقوقي ، وأعمل في شعبة الاعلام والعلاقات في مديرية الشرطة العامة بوظيفة (عضو هيئة تحرير مجلة الشرطة) ، بادرنا في تلك الهيئة باقتراح اعتماد يوماً للشرطة العراقية ، يتم الاحتفال وطنياً على غرار الاحتفال بـ (بعيد الجيش) ونال الاقتراح تأييد مديرية الشرطة العامة ورفع منها الى وزارة الداخلية التي أيدت الاقتراح ووجهت بتشكيل لجنة تضم مندوبين عن المديريات العامة لقوى الامن الداخلي ((الشرطة والامن والجنسية والحدود والمرور والدفاع المدني)) لدراسة الموضوع ووضع خطة العمل .

وتألفت اللجنة ، وتم اختياري رئيساً لها ، فوضعت الخطة المناسبة للتنفيذ ، ووافقت عليها وزارة الداخلية .

وعندما ناقـشـت الـلـجـنة تحديد اليوم المناسب ليكون يوماً للشرطة العراقية ، اتفقت في حينه على اعتماد يوم 1 / نيسان تـخـلـيـداً ليوم 1 / 4 /1969 يوم نفاذ اول قـانون خدمة جديد صدر للـشـرطة والامن والجـنسـية برقم 149 لسنة 1968… وكان اول احتفال بيوم الشرطة العراقية يوم 1 / نيسان/ 1975 قد تم على وفق خطة العمل التنفيذية للاحتفال لاول مرة بعيد الشرطة العراقية ….. وقد تضمن ذلك الاحتفال التاريخي مايلي :-

اجتماع احتفالي في بهو كلية الشرطة برعاية السيد وزير الداخلية حضره قادة اجهزة قوى الامن الداخلي وعدد كبير من ضباط ومفوضي ومراتب الشرطة ومن ضمنهم طلاب الصفوف الثلاثة في كلية الشرطة (المتقدم والمتوسط والمستجد) ، حيث جرى تبادل التهاني بالمناسبة .

اقامة مهرجان رياضي نظمته مديرية العاب الشرطة تضمن مباراة في كرة القدم في ملعب الشعب بين فريقين من فرق مديريات قوى الامن الداخلي ، حضره جمع غفير من رجال الشرطة والمواطنين .

افتتاح اول معرض للصور الفوتوغرافية في احدى ساحات حديقة الزوراء في بغداد ، وذلك  من قبل السيد اللواء طالب كامل الخطيب مدير الشرطة العام ، وحضره ضباط  مقر مديرية الشرطة العامة وعدد كبير من المواطنين من زوار الحديقة في ذلك اليوم والاسبوع الذي اعقبه .

احتفالات ومسيرات في عموم المحافظات برعاية المحافظين ومسؤولي الاجهزة الامنية وكبار موظفي المحافظة ومسؤولي المنظمات الشعبية فيها…

قيام مدراء شرطة المحافظات كافة بزيارة رجال الشرطة الراقدين بالمستشفيات وقدموا لهم هدايا عينية وباقات من الزهور .

تناقلت الصحف العراقية في اليوم الثاني اي في 2/4/1975أخبار تلك الاحتفالات ، كما نشرت تحقيقات صحفية مع عدد من مسؤولي الشرطة .

وفي 1/ يسان /1976 كان الاحتفال بعيد الشرطة للسنة الثانية وبسياقات احتفالية افضل وبنطاق أشمل ، من السنة السابقة … وقبل ان يحين موعد الاحتفال السنوي بعيد الشرطة ، للمرة الثالثة في سنة 1977 ورد الى وزارة الداخلـيـة توجـهـاً من ديـوان رئاسة الـجـمـهـورية يأمر بأن يـكون يوم (9/ كانون الثاني) هو المناسبة التي يحتفل بها عيداً للشرطة العراقية ، وذلك تخليداً ليوم 9/ كانون الثاني / 1922 وهو اليوم الذي صدر فيه أمر استحداث مديرية الشرطة العامة وتعيين اول مدير عام عراقي لادارتها وهو (عقيد الجيش نوري السعيد) ، وكان هذا التعيين سابقة لتكرار اعتماد تعيين ضباط من الجيش لقيادة مديرية الشرطة العامة ، حرصاً على ان تقتدي الشرطة العراقية بسياقات ادارة وتنظيم الجيش وانضباطه ، وتأكيداً لوحدة القوات المسلحة العراقية في حفظ أمن الدولة العراقية .

تكريم عوائل

ومنذ ذلك الحين اي منذ 9 / كانون الثاني/  1977والاحتفالات السنوية بعيد الشرطة العراقية تتضمن :-

استذكار شهداء الشرطة وتكريم عوائلهم .

تكريم ضباط الشرطة من حملة الشهادات الاكاديمية العليا المتميزين بمبادراتهم وابداعاتهم في خدمة المصلحة العامة ، ممن هم في الخدمة أو من المتقاعدين .

تفقد ضباط ومنتسبي الشرطة الراقدين في المستشفيات في يوم الاحتفال بعيد الشرطة . اقامة مهرجانات رياضية وثقافية بمشاركة مندوبين عن الاتحادات والنقابات المهنية .

اقامة معارض للصور الفوتوغرافية ، مفتوحة للجمهور ، تجسد جهود الشرطة في خدمة الشعب وفي منع الجرائم وقمعها. تأكيد وحدة العمل الامني في عموم دوائر قوى الامن الداخلي والقوات المسلحة الوطنية الاخرى ، بإطار دستور الدولة العراقية ، وحماية أمنها وصيانة الحريات العامة وحقوق الانسان فيــها …

ومن الجدير بالذكر ان معاون مدير الشرطة العام للعلاقات العامة ، في جمهورية العراق في سنة 1978 المرحوم مقدم الشرطة (طالب حمودي عباس الحمداني) ، عندما حضر ممثلاً للشرطة العراقـية أول اجـتـماع لمديري العلاقات العامة في أجهزة الـشـرطة في الدول الـعـربـية خلال الفترة من 25 – 28 شباط 1978 عقد في إمارة (ابو ظبي) بدولة الامارات العربية المتحدة ، قدم إقتراحاً بإختيار يوماً محدداً لكي يجري الاحتفال في جميع الدول العربية بوصفه يوماً للشرطة العربية … وفعلاً حصلت الموافقة على إعتماد يوم 10 / نيسان/ يوماً للشرطة العربية تخليداً ليوم 10 نيسان 1960 الذي هو يوم تأسيس المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة بإطار جامعة الدول العربية . واستمرت اجهزة الشرطة في عموم الدول العربية تحتفل بيوم 10 نيسان كيوم للشرطة العربية خلال السنوات من 1979- حتى 1984 حيث تقرر بناء على توصية المؤتمر التاسع لقادة الشرطة والامن العرب الذي عقد في تونس في تشرين أول 1984 اعـتماد يوم 18/ كانون أول يوماً للـشـرطة الـعـربـية تـخلـيـداً لليوم الذي عقد فيه أول مؤتمر لقادة الشرطة والامن العرب في مدينة (العين) بدولة الامارات الـعـربـية المتحدة يوم 18/12/1972  ومايزال يوم 18/ كانون أول هو يوم الشرطة العربية ..

وفي عام 1996 كتبت في مجلة (الامن والحياة) بعددها 171 / 1996 صفحة 131 ان جوهر الاحتفال بيوم الشرطة العربية هو انه يوم تسترجع فيه اجهزة الشرطة في كل دولة عربية مسيرة عملها خلال السنة الماضية لتناقش بأمانة موضوعية ما حققته من اعمال لصالح توطيد الامن العام في المجتمع ، وما أنجزته من تخفيض في معدلات الجرائم وما قدمته من خدمات جليلة للشعب .

انه يوم للنقد الذاتي المخلص الجريء لكل الجوانب السلبية في العمل الشرطي ، واستعداد صادق لقبول النقد من كل قطاعات الدولة والمجتمع في كل ما له صلة بواجباتها ومسؤولياتها واساليب عملها ، لتخرج الشرطة في كل دولة عربية من الاحتفال السنوي بيوم الشرطة العربية بحصيلة غنية من الاراء والمقترحات لتستفيد منها في وضع خطة عملها السنوية القادمة ، بما يجعلها اكثر قدرة على تحقيق نتائج افضل من النتائج التي حققتها سابقاً .

((للمزيد من التفاصيل راجع دراستنا المنشورة في جريدة الزمان يوم 17/8/2014 تحت عنوان – صفحات من التاريخ المعاصر للشرطة العراقية – ثلاث مناسبات احتفالية هامة صفحة 15).

{  لواء شرطة حقوقي متقاعد

مشاركة