مأزق ومقامرة ـ سعد عباس
… لا يمكن الحديث عن مشروع للسلطة إلا في ظلّ نظام استبدادي أو في مرحلة انتقالية يسعى المتصارعون فيها الى الإفادة من الديمقراطية الوليدة لإعادة إنتاج الاستبداد.
الديمقراطية في جوهرها مشروع للدولة يستحيل استواؤه في غياب قوى سياسية ترتهن لمشروع السلطة، بغضّ النظر عما إذا كانت هذه القوى ترفع شعارات دينية أم عرقية.
وهذا ما يفسّر المأزق الذي يفصح عنه مشهدا الإسلام السياسي في العراق ومصر حيث يتعذّر قيام دولة دينية، من جهة، وتتراجع فرص التحول الديمقراطي، من جهة أخرى، وبدلاً من انخراط أحزاب الإسلام السياسي في مسار الممكن والمتاح الذي من شأنه تجنيب البلاد الانقسامات والاصطفافات والصراعات العنيفة، فإنها تقامر باستنساخ مشروع السلطة الإقصائية الذي كانت أبرز ضحاياه قبل أن تصل الى الحكم.
الأخطر، أن كثيراً من قيادات الإسلام السياسي لا تستنكر الإقصاء، ولا تعدّه جريمة وفعلاً مخزياً وشائناً، بل ترى فيه واجباً شرعياً يلزمها تجريد خصومها من حقوقهم، كونهم كفاراً ومرتدين وأعداء للإسلام .
وبافتراض صدق التوجه الإسلامي لأحزاب الإسلام السياسي وما يستلزمه هذا من التزام بالقرآن الكريم وصحيح السنّة، فإن الممارسة الراهنة لهم تشير الى تقاطع صريح مع الآية الكريمة فذكّر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر .
وعندي، فإن هذه الأحزاب لم تعد عبئاً على مشروع الدولة، وعائقاً أمام التعافي والاستقرار والسلم الأهلي والمساواة والعدالة الاجتماعية وسوى ذلك من ركائز البناء والتنمية والإصلاح، بل أصبحت عبئاً على المشروع الإسلامي الذي تبتزّ به خصومها ومعارضي ممارستها السلطوية الإقصائية وفشلها السياسي، وأهم من هذا وذاك أنها أصبحت واجهة مسيئة للإسلام، ولا سيّما لجهة اكتظاط هذه الأحزاب بكثير من القيادات والكوادر المتورطة بأشكال عدة من الفساد سواء بارتكابها المباشر له أو دعم مرتكبيه أو غضّ النظر عنه. وللحديث صلة.
سؤال بريء
ــ ما أبلغ من قول هانز كرايلشيمر نختار أحيانا الطريق الصحيح لمجرد أن الطريق الخاطئ ليس شاغراً ؟
جواب جريء
ــ قول جورج واشنطن اجتهد دائما أن تحافظ على تلك الشعرة الإلهية التي تضيء القلوب وهي الضمير .
AZP02
SAAB