ليل المدينة
خفتت بليل الحزن أضواء المدينة
وسرى سكون الصمت في حاراتها
وغادر الفرح الوجوه المتعبة
وغدت شوارعها حزينة
وترى المنازل غلقت أبوابها بعد الغروب
وغلف الخوف الوجوه الشاحبة
وغادرت أجواءها صفة السكينة
الكل يرقب قادما” لا يرعوي أعرافنا
ويهين عن قصد كرامات الرجال
وينشر الرعب بأوساط النساء
وتغادر الأحلام أجفان الصغار
ويقتل الأمن بأسم الأمن
ويعيد للتاريخ آلاما” مهينة
ما عاد دجلة مرتعا” للعاشقين
وحدائق النواس قد أمست حزينة
غادرت أجفاننا أحلام
كانت ترسم في كل ليل
قصة تروي حنينه
الحزن خيم في القلوب
وتغيرت قيم البلاد
وأصبحت قيما” هجينة
لم يعرف الآباء من أشكالها شيئا”
لكنها فرضت علينا
حاراتنا صارت كهوف لأهلها
والجار ينكر جاره
ويعده من غير دينه
وتنكر الأبناء للآباء
وكأنهم من غير طينه
ماذا جرى لمدينة
كانت تنام قريرة العين
فأصبحت أحلامها جدا” لعينة
فلاح شديد – بغداد
AZPPPL