لو لم يكن مجتمعنا ذكورياً ؟

 لو لم يكن مجتمعنا ذكورياً ؟

 مصطلح المجتمع الذكوري هو ذلك المصطلح الذي يشير الى المجتمع حيث الرجل هو الذي يضع القوانين التي تنظم حياة الانسان بمعزل عن مشاركة المرأة بل ويقوم بوضع القوانين والتشريعات التي تنظم حياة المرأة نفسها ،وغالبا ماتتسم تلك القوانين بأنها تحد من طموحات وتطلعات المرأة نحو المستقبل لأنها تكون موازية لميول الذكر وعقليته القبلية الذكورية ،فيلجأ الى تقييد المرأة بل ويمنعها احيانا من ممارسة ابسط حقوقها مثل حق الدراسة او العمل أو حتى الخروج من المنزل .مجتمعاتنا العربية وخصوصا المجتمع العراقي قد يكون من اقوى الامثلة على المجتمع الذكوري ،ففي بعض مناطق العراق قد لانجد اي دور يذكر للمرأة مثل مناطق الريف حيث غالبا لاتستطيع الفتاة الذهاب الى المدرسة وممارسة حقها في التعليم ، كما أن بعض النساء في المجتمع العراقي لايحق لهن المطالبة بالعمل أو حتى الخروج من المنزل أسوة بالرجل ،أو حتى الحق بالزواج من الرجل الذي ترغب، وماأكثر النساء اللواتي أرغمن على الزواج والعيش في كنف رجل لم يتم أختياره من رغبة او قبول . كل هذا وأكثر من أجل أشباع رغبة ذلك المجتمع القبلي الذكوري الذي يهتز قاموسه من كلمة (إمرأة). تصور عزيزي القارئ لو إن مجتمعنا لم يكن ذكوريا ،وفتح يديه لذلك الكائن الذي قد يتصوره ضعيفا غير قادر على الدفاع عن نفسه وحقوقه ،ذلك الذي يسمى بكل بساطة (حواء).كيف سيبدو شكل المجتمع لو أتيحت الفرصة لحواء العراقية ومنافسة أخيها الرجل في كل شيء تخيل مجتمعا تتكافأ فيه الفرص بين الرجل والمرأة بدلا من إقتصارها على الرجل فقط !كيف سيتحول وضع المرأة التي تعتبر نصف المجتمع هي التي تربي النصف الاخر ؟فنحن إن أردنا أن ننظر الى ثقافة ووعي شعب من الشعوب علينا بكل بساطة أن ننظر الى وضع المرأة فيه .لذلك فأن تقييد المرأة لايؤدي فقط الى تحطيم ذلك الكائن (المرأة) وتغييبها عن الحياة بمفاصلها بل يؤدي الى تدمير وكبت وطمس ثقافة مجتمع بالكامل ،لأن محور حياة أي مجتمع بشكل بسيط يتمثل بالمرأة وهذه ألحقيقة قد تكون مزعجة للرجال من اصحاب نظرية(أنا رجل أذا أنا أملك كل شيء) وماأكثرهم في مجتمعنا .خلاصة ألقول ،أذا اردنا ألتقدم والحفاظ على ثقافتنا وهويتنا الحضارية ،فعلينا اطلاق سراح ألمرأة مجددا.

سارة السلطاني

مشاركة