لو جمدنا الانتخابات…

فاتح عبدالسلام

وصلتني‭ ‬ردود‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الاتجاهات‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية‭ ‬عن‭ ‬مطلب‭ ‬الانتخابات‭ ‬المبكرة،‭ ‬والتقت‭ ‬تلك‭ ‬الردود‭ ‬عند‭ ‬النفع‭ ‬المرتجى‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬انتخابات‭ ‬أورثت‭ ‬البلاد‭ ‬هذه‭ ‬الفوضى‭ ‬وكرست‭ ‬نفوذ‭ ‬اقطاعيات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اغفالها‭.‬

‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يرى‭ ‬انّ‭ ‬الانتخابات‭ ‬لا‭ ‬تليق‭ ‬بوضع‭ ‬غير‭ ‬مستقر‭ ‬للبلد‭ ‬وانّ‭ ‬الديمقراطية‭ ‬هي‭ ‬مرادف‭ ‬الاستقرار‭ ‬والحرية‭ ‬في‭ ‬التمتع‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الكاملة،‭ ‬وليس‭ ‬كحال‭ ‬العراق،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الامتيازات‭ ‬تميل‭ ‬بكفتها‭ ‬الى‭ ‬جهة،‭ ‬أو‭ ‬حزب،‭ ‬أو‭ ‬أفراد،‭ ‬او‭ ‬جماعات‭ ‬دون‭ ‬أخرى‭.‬

وقال‭ ‬احدهم،‭ ‬لماذا‭ ‬هناك‭ ‬توقعات‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الانتخابات‭ ‬المقبلة‭ ‬افضل،‭ ‬فقد‭ ‬وردت‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭  ‬المبكرة‭ ‬كثمرة‭  ‬لث،رة‭ ‬تشرين‭ ‬بحسب‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬السياسيين،‭ ‬لكن‭ ‬المشاركة‭ ‬فيها‭ ‬كانت‭ ‬ضئيلة،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الذين‭ ‬خاضوا‭ ‬الترشيح‭ ‬للمجلس‭ ‬النيابي‭ ‬حاملين‭ ‬لواء‭ ‬تشرين‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬التغيير‭ ‬،‭ ‬تحولوا‭ ‬الى‭ ‬ارقام‭ ‬موالية‭ ‬للكتل‭ ‬الكبيرة‭ ‬او‭ ‬محاكية‭ ‬لها‭ ‬او‭ ‬بمثابة‭ ‬صفر‭ ‬على‭ ‬الشمال‭ ‬في‭ ‬المعادلة،‭ ‬وان‭ ‬زخم‭ ‬ستمائة‭ ‬شهيد‭ ‬لم‭ ‬يصنع‭ ‬طبقة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إزاحة‭ ‬الترسبات،‭ ‬فما‭ ‬عساها‭ ‬ان‭ ‬تفعل‭ ‬انتخابات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬تحولات‭ ‬ومفاجآت‭ ‬وتقلبات‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬داخل‭ ‬مكون‭ ‬واحد‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬الحال‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الخلاف‭ ‬المستقبلي‭ ‬بين‭ ‬مكون‭ ‬وآخر؟

سمعت‭ ‬سياسيا‭ ‬يقول‭ ‬ان‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬تجميد‭ ‬مسار‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وإيقاف‭ ‬عمل‭ ‬البرلمان‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬بين‭ ‬حدين‭ ‬باتا‭ ‬مختلفين‭ ‬وربما‭ ‬متناقضين‭ ‬هما‭ ‬النواب‭ ‬والشعب،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬اشتقاق‭ ‬احدهما‭ ‬من‭ ‬الآخر‭. ‬ويتابع‭ ‬بالقول‭ ‬ان‭ ‬البلد‭ ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬من‭ ‬كفاءات‭ ‬عالية‭ ‬غير‭ ‬ساقطة‭ ‬في‭ ‬التجاذبات‭ ‬والولاءات‭ ‬السياسية‭ ‬المنحازة،‭ ‬وهذا‭ ‬المجلس‭ ‬يتولى‭ ‬مراجعة‭ ‬القوانين‭ ‬المقترحة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬واقراها‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬انتقالية،‭ ‬تتولاها‭ ‬حكومة‭ ‬مؤقتة‭ ‬لكن‭ ‬غير‭ ‬مشلولة‭ ‬ولها‭ ‬صلاحيات‭ ‬وتختم‭ ‬مهماها‭ ‬بتنظيم‭ ‬استفتاء‭ ‬شعبي‭ ‬على‭ ‬التعديلات‭ ‬الدستورية‭ ‬النوعية‭ ‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحديد‭ ‬شكل‭ ‬الانتخابات‭ ‬بحسب‭ ‬قانون‭ ‬جديد‭. ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬دستوري‭ ‬،‭ ‬وهنا‭ ‬تكون‭ ‬الضحكة‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭ ‬مستحقة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬اغلبيته‭ ‬غير‭ ‬دستوري‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬حلقات‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬استمرت‭ ‬الأوضاع‭ ‬منحدرة‭ ‬ومتهالكة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عقدين‭.‬

ليس‭ ‬بالضرورة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬او‭ ‬سواه‭ ‬بابا‭ ‬للحل‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬المآزق‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬حبائلها،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬اجتراح‭ ‬حلول،‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الصورة‭ ‬قاتمة‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الآن‭.‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

مشاركة