لوزمال لونعال – ضياء واجد المهندس

لوزمال لونعال – ضياء واجد المهندس

إستقبل أحد تجار بغداد ويدعى سنان الراوي وفدًا فرنسيًّا من ثلاثة أشخاص قَدِموا لتنصيب معمل ثاني أوكسيد الكاربون الخاص به، دعاهُم لمائدة غداءٍ في مطعم تراثي يليقُ بسُمعة العراق ويقدِّم أطباقًا عراقيةً أصيلةً..

حجز الراوي طاولةً بمطعم ‘پاچة الحاتي’ بمنطقة شيخ عمر و هذه الطاولة الفاخرة كانت أحسن ما موجود في المطعم لأنها تُطِلُّ على الشارع العام و الشارع الفرعي كذلك و الذي فيه قِدْرُ الپاچةِ (الكبير). و بعد أن جلسوا و أخذوا يتجاذبون أطرافَ الحديث و يراقبون عبر الشباك قِدْرَ الپاچة الكبير (القَزان) و الطباخُ (المُسِنُّ) الذي كان يُقلِّبُ بالپاچة و النار المشتعلة تحت القَزان و جماجم الپاچات تطفو تارةً و تغوصُ تارةً أخرى و الوَغَفُ الأبيضُ يعلو سطحَ القَزانِ.كان هنالك بعض الصِبية في الشارع الفرعي يلعبون كرة القدم قُرب القَزان و منهم الحافي و منهم مُنتعِلٌ نعالًا و كان التاجرُ مرتاحًا و سعيدًا و هو يرى علامات الاستغراب و الدهشة على وجوه ضيوفه الفرنسيين و هُم يشاهدون هذه المناظر.. وفجأةً أحد الصبية و هو يضرب الكرة وإذا بنعاله يطيرُ في الهواء و يسقطُ في القَزان، و أمام ذهولِ العمِّ سنان الراوي و ضيوفه تجمَّعَ الصِبيةُ حولَ القَزانِ يتوسلونَ من الطبّاخ أن يُعيدَ لهم فَردَةَ النعال، و صاحبُ النعالِ يبكي خوفًا من أُمِّه إذا عاد بدون نعاله و بسبب وجود الوغف الكثيف لم يستطِع أن يجدَ النعالَ و ظلَّ يستخدم (الماشة) لإخراج النعال مرات عديدة بدون جدوى تحت مرأى و مسمع العمِّ سنان و ضيوفه الفرنسيين و بعد مدة ليست بالقصيرة خرج النعال على رأس الماشة وسط صيحات و تهاليل الصبية و عندما همَّ الطباخُ بإعطاء النعال للصبي … نظر الصبيُّ للنعال وقال: (عمّو هذا ليس نعالي، بل نعال حمادة، و هناك نعال حسوني و الكردي!!).. سأل صاحبُنا التاجرُ أحدَ الجالسين عن نوع الوجبة الذي سيقدمها الطباخ؟!أجابه بسخرية: لو رأس زمال، لو كراع ويَّاه نعال)..  قلتُ لخاجية عن مغزى قصتِها؟؟!! قالت: بعد إقرار الرئاسات، ماذا سيقدِّمُ النوابُ و الحكومةُ للعراقيين؟؟!!

اللهُمَّ ارفَع الغُمَّةَ عن هذه الأمة.. و اخسِف بالظلمة..

 مجلس الخبراء العراقي

مشاركة