لندن تعلق تعاونها العسكري مع موسكو وأوكرانيا تتصدر قمة لاهاي
بوتين يعيد رسم حدود أوربا بضم القرم إلى روسيا
واشنطن ــ مرسي ابوطوق
موسكو ــ لندن ــ باريس الزمان
اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس اولى الخطوات من اجل ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية الى روسيا ما سيشكل ابرز اعادة رسم لحدود اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. في وقت دعا الرئيس الامريكي باراك اوباما قادة مجموعة السبع والاتحاد الاوروبي للاجتماع الاسبوع المقبل في لاهاي على هامش القمة حول الامن النووي لمناقشة الوضع في اوكرانيا حسب ما اعلن البيت الابيض أمس. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي ان الاجتماع سيتمحور حول الوضع في اوكرانيا والقرارات المقبلة التي يمكن لمجموعة السبع اتخاذها للرد على تطور الوضع ودعم اوكرانيا مذكرة بان قادة مجموعة السبع علقوا مشاركتهم في قمة مجموعة الثماني التي كانت مقررة في سوتشي في روسيا.
فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أمس إن الرئيس فلاديمير بوتين إختار مسارا يؤدي إلى عزلة روسيا بتحركه نحو ضم منطقة القرم الأوكرانية. وابلغ بوتين رسميا أمس البرلمان والحكومة الروسيين بطلب القرم الانضمام الى روسيا وطلب من السلطات العامة الروسية الحكومة والبرلمان الموافقة على اتفاق لضم القرم. واعتبر بوتين انه من المناسب المصادقة على هذا الاتفاق كما اعلن الكرملين، في اول خطوة تشريعية مطلوبة نحو ضم شبه الجزيرة.
والقى الرئيس الروسي كلمة امام مجلسي البرلمان الروسي بعدما وقع مساء الاثنين مرسوما يعترف باستقلال شبه الجزيرة الانفصالية، متحديا بذلك الدول الغربية التي لم تعترف بنتائج الاستفتاء الذي نظمته القرم الاحد وقضى بالانضمام الى روسيا. وبموجب احكام القانون الدولي، فان الاعتراف بالقرم كدولة مستقلة هو مرحلة ضرورية لدمجها في روسيا على ان يكون هذا الانضمام موضع اتفاق بين دولتين مستقلتين.
ونددت دول العالم بسيطرة قوات موالية للروس على القرم بعدما اقال البرلمان الاوكراني الرئيس المؤيد لموسكو فيكتور يانوكوفتيش.
وفرض الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاثنين عقوبات على مسؤولين روس واخرين اوكرانيين موالين لهم ردا على قرار شبه جزيرة القرم غير المسبوق بالانضمام الى روسيا. والعقوبات الاوروبية والاميركية التي اعلنت في شكل شبه متزامن في بروكسل وواشنطن تشمل عددا محدودا من المسؤولين الروس والاوكرانيين من دون ان تطاول بوتين مباشرة، رغم ان عقوبات واشنطن لم تستثن مقربين منه. لكن مثل هذه العقوبات لن تردع بوتين الذي يتوقع ان يبرر ضم القرم بحكم الامر الواقع استنادا الى نتائج الاستفتاء الذي نظم الاحد في شبه الجزيرة ووافق خلاله 97 من السكان على الانفصال عن اوكرانيا والانضمام الى روسيا.
وقال هيج أمس ان بريطانيا علقت التعاون العسكري الثنائي مع روسيا الذي لا يخضع لالتزامات تتضمنها معاهدات. واضاف ان هذا يشمل الغاء مناورة بحرية فرنسية روسية بريطانية أمريكية وتعليق زيارة مقترحة للبحرية الملكية البريطانية الى سان بطرسبرج.
وقال هيج أيضا ان بريطانيا ستسعى من أجل أقوى مجموعة عقوبات ممكنة ضد روسيا يمكن الاتفاق عليها بين الزعماء الاوروبيين عندما يجتمع مجلس الاتحاد الاوروبي في وقت لاحق هذا الاسبوع
وأضاف هيج في بيان للبرلمان من المؤسف أن نسمع ا بوتين وهو يختار مسار العزلة ويحرم مواطني بلده والقرم من الشراكة مع المجتمع الدولي والعضوية الكاملة في عدد من المنظمات الدولية.
وقال هيج إن هناك خطرا جسيما من إستخدام أي إستفزاز في أي مكان آخر في أوكرانيا ذريعة لمزيد من التصعيد العسكري. وتابع ان من المرجح للغاية أن الدول الأخرى في مجموعة الثماني تريد الان الاجتماع بدون روسيا. في وقت قال وزير الخارجية الفرنسي لوران أمس ان فرنسا يمكن ان تعلق تعاونها العسكري مع روسيا في إطار مستوى ثالث من العقوبات إذا لم تستجب موسكو للاجراءات الاولية التي اتخذت ضدها.
واستبعد فابيوس في تصريحات لإذاعة اوروبا 1 الفرنسية أي تعليق عاجل لعقد حاملة طائرات الهليكوبتر ميسترال المبرم مع روسيا عام 2011 بقيمة 1.2 مليار يورو وذلك وسط قلق متنام في شركة سان نازير الفرنسية لبناء السفن التي تصنع الحاملة.
وقال فابيوس من جهة تفهمون انه نظرا لهذا الموقف فليس بوسعنا ان نستمر في ارسال أسلحة. لكن من جهة أخرى هناك واقع الوظائف والاقتصاد. لذا وفي هذا الوقت لسنا على مسار مستوى ثالث من العقوبات ولم نصل له بعد. وثانيا أؤكد ما قلته في تي.اف 1 ان ذلك يمكن بحثه في اطار عقوبات دولية فقط. ما من سبب لأن تكون فرنسا هي الوحيدة. وثالثا ما يبحث هو تعليق.
AZP01