نصار النعيمي
ظلت القنوات التلفزيونية والاذاعات العالمية ثم القنوات الفضائية المصدر الرئيس لنقل وتداول الاخبار عالمياً لفترة طويلة من الزمن، وفي ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والسوشييل ميديا واقبال اغلب، بل يمكننا القول كل شعوب العالم عليها، أضحت متابعة الاخبار خلالها بصورة أكبر بكثير من متابعتها عبر القنوات الفضائية او الاذاعات، ما آثر على عمل القنوات الفضائية والاذاعية. ودفع وسائل الاعلام الى نقل بثها المباشر واخبارها وبرامجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشييل ميديا.
فترى اغلب، بل معظم وسائل الاعلام تبث نشراتها الاخبارية مباشرة عبر هذه المواقع. وعن هذا الموضوع حدثنا الصحفي والمراسل التلفزيوني جمال البدراني قائلاً: اليوم نشهد فوضى اعلامية ، بسبب اتاحة مواقع التواصل الاجتماعي المجال لغير الاعلاميين والصحفيين أن يظهروا على الساحة الاعلامية والصحفية وينشروا اخباراً قد تكون غير دقيقة وغير مهنية، اضافة الى كثرة الاعلاميين العاملين اليوم في وسائل الاعلام وقلة خبرتهم العملية في التغطية الاعلامية، كما نشهد اليوم الاعتماد الاكبر على اخبار السوشييل ميديا وهناك تأثير للعديد من صفحات غير الاعلاميين على صحة الاخبار ودقتها ما يربك عمل القنوات الفضائية.
من جهته اضاف المخرج التلفزيوني والاذاعي حسان كلاوي بالقول” إن اغلب القنوات الفضائية والاذاعية نقلت بثها عبر السوشييل ميديا ايضا اضافة الى البث الفضائي او الاذاعي. ما زاد من الفوضى الاعلامية واحيانا بعض الفديوهات المباشرة او الاخبار من المواطنين اللذين اصبحوا من دون أن يعلموا كمراسلين يبثون مقاطع تصبح ترنداً وقد تشكل رأياً عاماً لظاهرة معينة او حالة جديدة في المجتمع. ويمكن ان نشبه بعض المواطنين عند توثيقهم لظاهرة بعفوية ونشرها عبر صفحاتهم الشخصية والتي تنتقل بعدها لتصبح خبراً مثيراً في نشرات الاخبار وتحلل في القنوات الفضائية.
وعبر الاعلامي والمذيع المخضرم محمد عثمان عن رأيه قائلاً: اصبحت البرامج التي تبث عبر السوشييل ميديا عرضةً للانتقاد من فئات لا تمثل الشريحة المستهدفة لبعض البرامج، مثال ذلك بعض البرامج السياسية التي تكثر التعليقات من اعمار لا يملكون باعاً في السياسية، وغيرها الكثير، كما أن القنوات الفضائية ووسائل الاعلام التي تبث البرامج مباشرة تتعرض لحرج من بعض التعليقات غير اللائقة عبر البث المباشر ما يتطلب استخدام تقنية معينة لمنع تكرار ذلك.
تطور التكنلوجيا جعل من العالم بمثابة قرية صغيرة تربط الناس ببعضهم، فنشر بعض المقاطع الفديوية بعفوية اصبحت ترنداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون ان يعلم ناشرها، أنها ستشتهر، وبما أن وسائل الاعلام تبحث عن الاخبار، لذا اصبحت النشرات الاخبارية غالباً ما تتناول الاخبار التي تشاهد من غالبية مستخدمي السوشييل ميديا.
من يعلم قد ياتي يوم تفقد القنوات الفضائية والاذاعية متابعيها وبريقها بسبب ذلك أو قد يقتصر بثها عبر مواقع السوشييل ميديا لكسب أكبر ما يمكن من المشاهدين والمستمعين والمتابعين وتقليل النفقات الاكبر عبر البث الفضائي او الاذاعي المتداول.