لمناسبة مئة عام على أول إصدار بريدي مغربي


لمناسبة مئة عام على أول إصدار بريدي مغربي
طوابع مغربية سمعية وعطرية تحاكي حبة عدس وأغلاها الهلال الأحمر
الرباط فيصل عبد الحسن
أحتفلت المغرب بالمئوية الأولى لإصدار أول طابع مغربي صدر في 22 مايس عام 1912 في عهد السلطان المغربي مولاي عبد الحفيظ وكان يحمل صورة للزاوية العيساوية بطنجة.
وكان سعر الطابع بعملة الموزونة المغربية القديمة، وأما الطوابع في الجنوب والشمال فكانت بالعملة الإسبانية البسيطة .
لقد أثبتت السنوات أن الطوابع لم تعد تمثل صورة أو علامة توضع على أغلفة ومظاريف الرسائل المعدة للإرسال لأثبات أن أجرة البريد تم دفعها بل صارت أضافة لوظيفتها الأدائية تلك وسيلة فنية تعكس فيها كل دولة مناسباتها الوطنية، وتأريخها، ورموزها الثقافية.
وأول طابع أستخدم في بريطانيا وسمي بالبنس الأسود كان يحمل صورة الملكة البريطانية فيكتوريا عام 1840 وكان إصدار الطابع وعليه صورة الملكة بأقتراح من السير رولاند هيل، وقد سمي بالبنس الأسود لأن سعره كان بنساً، وحملت خلفية سوداء لصورة الملكة فكتوريا.
ومنذ ذلك الطابع الذي أستخدم في بريطانيا، وللطوابع قيمة تأريخية وفنية في جميع أنحاء العالم، ومنها منطقتنا العربية.
طوابع تعزف
وبهذه المناسبة المئوية إصدرت دائرة المطبوعات التابعة لمؤسسة البريد المغربية عدة طوابع لتخليد المناسبة. وشملت الطوابع الجديدة صور العديد من المناسبات التراثية والحضارية، وأهمها التقليد السنوي لفنون التبوريدة ـــ فنون الفروسية المغربية ـــ وأفتتاح حديقة الحيوان بالرباط، والذكرى الخمسون للمعهد الوطني للإحصاء وطوابع متنوعة عن النقود المغربية القديمة.
وقد أستخدمت في طباعة بعض الطوابع تقنيات ألكترونية متطورة، فقسم منها يصدر صوت عزف النشيد الوطني المغربي وصوت التبوريدة. والطابعان السمعيان الجديدان حملا وصلات ألكترونية خاصة، وكانا يصدران صوت النشيد الوطني ومهرجان التبوريدة عند قراءة شفرتهما الألكترونية بواسطة الهواتف الذكية.
وحمل الطابع الأول صورة بصرية للذكرى المئوية لأول طابع بينما حمل الطابع الثاني صورة لوحة فنان مغربي رسم فيها فرسان مهرجان التبوريدة، وهم يؤدون أستعراضهم الفروسي أمام الجمهور.
والمغرب ثالث دولة في العالم بعد الصين والمملكة الهولندية في إصدار الطوابع السمعية، وقد طبعت أيضاً طابعاً على شكل بذرة هو الأول من نوعه بمناسبة يوم الأرض.
وأتت المغرب بالدرجة الثالثة في طباعة أصغر طابع في العالم، وكان حجمه بحجم حبة العدس وحصلت المغرب على المرتبة الرابعة في إصدار الطوابع المنقوشة، وإصدار طوابع معطرة بكبسولات صغيرة يفوح منها العطر. وأقدم الطوابع وأغلاها في المملكة المغربية، وهو طابع الهلال الأحمر الذي صدر عام 1914 1915 وبلغ سعره الحالي أكثر من ربع مليون درهم مغربي حوالي 25 ألف يورو .
هواة أغنياء
وفي المغرب أكثر من ألف وخمسمائة هاو لجمع الطوابع ضمتهم جمعية هواة الطوابع ، وبعض هؤلاء الهواة يرغبون في جمع الطوابع التي تحمل صوراً عن الفولكلور المغربي، والأحداث الثقافية والفنية المغربية والعالمية.بينما القسم الآخر من الهواة يهوى جمع الطوابع التي تحمل ذكرى حدث سياسي أو أقتصادي معين، بينما يعمد قسم آخر من المحترفين إلى جمع الطوابع النادرة لبيعها لهواة أغنياء يبحثون عن الطوابع النادرة.
وتحدد أهمية وسعر الطابع المعروض للبيع من مقدار النسخ التي طبعت من الطابع، وتأريخ صدوره، وفي بعض الأحيان يكون الحدث كتنصيب ملك جديد غب وفاة ملك، من الأحداث المهمة، التي تعطي أهمية للطابع وتحدد سعره، وكلما كانت الطبعة نادرة وسنة طبعه بعيدة أرتفع ثمن الطابع.

الملوك الثلاثة
وبمناسبة الصدور المئوي لأول طابع أصدرت المغرب أيضاً ثلاثة طوابع فازت في المسابقة أجرتها مؤسسة البريد الحكومية، وقد أقيمت المسابقة لتشجيع الفنانين المغاربة للأهتمام بالطوابع وإبداع الأشكال الفنية التي تضع الفولكلور والفن المغربي أمام العالم. وحملت هذه الطوابع ختماً خاصاً حمل أسم مدينة الإصدار ــ مدينة وجدة ــ للتعبير عن عراقة هذه المدينة المغربية التأريخية. وللمغرب متحف وطني للطوابع أفتتح عام 1970 ومؤسسة البريد في المغرب بصدد إنشاء متحف ثان يضم مختلف الطوابع المغربية خلال مائة عام منذ أول طابع وحتى إصدار الطوابع السمعية. وتجاوز عدد الطوابع المطبوعة في المغرب خلال مائة عام أكثر من ألفي ومئتي طابع، وحملت صور مختلف المناسبات الوطنية والثقافية المغربية. فقد حملت طوابع مغربية كثيرة صور الملوك الثلاثة، ففي عام 1956 حملت الطوابع صوراً للملك الراحل محمد الخامس، وحملت تلك الطوابع كتابات باللغة العربية والفرنسية، وكانت أسعارها بالدرهم المغربي. وبعد عام 1962 طبعت العديد من الطوابع التي حملت صور الملك الراحل الحسن الثاني، وفي عام 2000 أصدرت دائرة البريد المغربية طوابع حملت صور الملك محمد السادس، وتعتبر الطوابع بالنسبة للدولة المغربية واحدة من رموز السيادة مثل النقود والعلم الوطني المغربي.
كاتب عراقي مقيم في المغرب

AZP20