للعـامـريـة ..
اليــك أكــتـــب ..
دويٌ يَعلــو ضجيج المكان المزدحم ..
هـلــعٌ ..
خـــوفٌ ..
صُــراخ ..
أشـلاءٌ تَتطايـر في الفضـاء
دمٌ تــمطرهُ السماء في يــومٍ قـــائظ
صَــمـتْ ..
زَفَــراتُ أنفـاس خائفة
وَقَــعُ أقـــدامٌ تَتسارع ..
وَ صـراخ يتداخل ..
أطفالٌ .. نساءٌ .. رجال
الصراخُ متشابه
الصــراخُ واحــد
طـوفانٌ من الأجسادِ .. يتدفق من السماء
صوتُ أنفاس يتعالى
وَ وجوهٌ عيونها شاخصه
لا تبصر الأشياء ..
وشفاهٍ تــــــردد
ربااااه .. ربااااه
ومحمداه ..
يا علي يا أبا الغيث أغثنا
قبل دقائق ..
أطفالٌ على الجانب الأخر يتقافــزون
يشدُ بعضهم بعضاً ..
يضحكون .. يمرحون ..
قبل دقائق ..
نساء ورجال وفتيات ..
يتبضعون .. يتهامسون .. يتشاورون
قبل دقائق .. قبل دقائق
ضحكاتٌ لشبابٍ تُمزق فضاءات المكان
ليلة الجمعة !
يتجمعون في المقهى المجاور .. يتجاذبون أطراف الحديث
يرسمون للغد حُلماً جديداً ..
ثُـــــــــــمَ ..
تَمتـــــدُ في الظلمــةِ ..
مَـــخالــــــــــــبٌ بــشــعــة
تُمزقُ طراوة الطفولة ..
وَ تُعري أجساد النساء ..
وَ تَسرقُ أحلام الشباب ..
وتــدقُ نائحـةٌ في كـل بــيت
لتَــــخلقُ مُـــوسيقاها ..
من عويل النساء
من لـــطم الخــدود
من الآهات والأنات والحسرات …
أشعرُ بالبرد .. جسدي يرتجف
وحشةٌ تُغلف المكان ..
وَ أسألُ و صدى السؤال يعـــود
فــي بلــدي
لا شـــيء يَـمنَحُنـــي السَـــلام ..
حذام اسماعيل – بغداد
AZPPPL