للظلم وجـوه متعـددة

 

 

 

 

120للظلم وجـوه متعـددة

 

ما أصعب وأسوأ من أن يفقد بعض من الموظفين انسانيتهم ومهنيتهم عندما يمنحون ضمائرهم إجازة مفتوحة لا يعلم الا الله عز وجل مدة انتهائها وهم يتعاملون مع المراجعين بمزاج عكر وتكاسل وتذمر واستعلاء وعصبية مع المراجعين وكأنهم يعملون بالوظيفة مجانا أو مرغمون عليها وربما يلجأ بعض منهم الى القساوة في الالفاظ تجاه المراجعين الذين  يلعنوا اليوم الذي جاء بهم لمراجعة هذه الدائرة أو تلك بسبب تلك الاساليب المرفوضة أو يسمعون من أحد الموظفين عبارة  ( روح وتعال باجر ..أو معاملتك غلط ..أو شنسويلك معاملتك ضاعت .. أو المدير مجاز ) الخ من العبارات المنفرة والمحبطة للمراجعين وهكذا هو المشهد اليومي المؤلم يحدث في معظم الدوائر الحكومية حتى أصبحت شبيهة بدكاكين القطاع الخاص التي يتحكم بها أصحابها وفقا لأمزجتهم وليست دوائر حكومية واجبها تقديم الخدمة للمواطنين وتسهيل اجراءات معاملاتهم وفقا للتشريعات الادارية الرسمية مما تٍسبب ذلك بفقدان الثقة واتساع مساحة الجفاء بين الموظف الحكومي والمراجع المظلوم المغلوب على أمره بسبب البيروقراطية وعدم اعتماد الكثير من المؤسسات الحكومية على التكنولوجيا الحديثة لانجاز المعاملات الكترونيا لتخفيف العبء عن الموظف والمراجع على حد سواء ومن اللافت للنظر بأنك ترى في كل دائرة لافته تشير الى أرقام هواتف ترشدك للشكوى اذا ما تعرضت الى عرقلة في انجاز معاملتك ولكن عند الحاجة للاتصال بتلك الأرقام  تجد الهاتف مغلقا أو يأتيك الرد بأن الرقم المطلوب غير داخل في الخدمة وهذا ظلم آخر يتعرض له المواطن في بعض الدوائر الحكومية ما يجعله يشعر بالاحباط وخيبة الأمل في انجاز معاملته وفقا للآلية الرسمية المطلوبة والذي ربما يدفع البعض من المراجعين الى دفع الرشى للتعجيل في انجاز معاملته واختصار المعاناة التي يتعرض لها معظم المراجعين وقد أصبحت تلك الحالات مسألة عادية في معظم الدوائر الحكومية بعد غياب الرقابة وعدم محاسبة الموظف المقصر الذي لا يقوم بمسؤولياته تجاه المراجعين بالشكل المنصف لذا أصبح من الضروري جدا بأن تتخذ الجهات المعنية اجراءات جادة وفاعلة لمعالجة هذا الخلل الكبير الحاصل في تلك الدوائر من خلال تفعيل مبدأ الثواب والعقاب ومراقبة الاداء اليومي للموظفين والموظفات والاطلاع على مجمل المعاملات المنجزة من قبلهم والبحث والتدقيق في اسباب تأخر أو تأخير أية معاملة مقدمة من قبل المراجعين مع ضرورة توجه جميع الوزارات والدوائر المرتبطة بها  للتعامل والتخاطب الالكتروني فيما بينها والعمل وفق آلية النافذة الواحدة في انجاز المعاملات لأجل اختصار الوقت وتخفيف المعاناة عن الموظفين ورفع الظلم عن المراجعين وهذا ما سيحد من حالات الفساد المالي  والاداري الحاصل في معظم الدوائر الحكومية ويسرع في انجاز المعاملات الرسمية  ويحفظ هيبة القانون الذي يكفل حقوق الجميع دون تمييز وليشعر المواطن بالثقة عند مراجعته الدوائر الحكومية  وقد يتطلب هذا الأمر فتح دورات تدريب ادارية وفنية مكثفة لتطوير مهارات الموظفين على كيفية التعامل الاداري الناجح مع المراجعين.

 

صلاح الربيعي

 

 

مشاركة