لقاء مع بارزاني الإنتقام لايبني دولة

لقاء مع بارزاني الإنتقام لايبني دولة
فاتح عبدالسلام
في لقاء جمعني وعشرة من المفكرين والباحثين العرب والأجانب مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مقره على قمة سره رش، بدا كما رأيته في مقابلة صحافية في نهاية عام متمسكاً بفكرة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع كسبيل وحيد للخروج من أزمات كبرى كانت الحروب الطائفية من أوضح عناوينها. وروى بارزاني موقفاً مرَّ به في مؤتمر لندن لمعارضة صدام حسين في ديسمبر ،حيث كانت الطروحات تنصب من بعض الأطراف على اتجاهات انتقامية شمولية بمثابة رد فعل لما تعرضوا له من انتهاكات على يد أجهزة النظام السابق . قال الزعيم الكردي أنه تحدث الى المعارضين بما لم يستطع الآخرون الحديث به في ذلك اليوم المفصلي في تاريخ العراق. ودعاهم الى وضع الماضي في الخلف والتطلع الى أمام لأن صفحات الإنتقام لا نهاية لها وستجر على البلاد الدم تلو الدم. وقال لهم لو انه يفكر بنفس الطريقة لكان انصب تفكيره وهمه ومساره السياسي على القتل استجابة للغة الإنتقام من قتل نظام صدام لثلاثة من إخوته وسبعة وثلاثين من أفراد عائلته ومائة وثمانين ألفاً من أبناء جلدته الكرد في عمليات الأنفال سيئة الصيت وسواها.
بات مؤكداً أن لغة الإنتقام هي التي سادت من الأبرياء في أغلب الحالات، وانحدر العراق سريعاً الى هذا الوضع المزري حيث يبدو العراق أقرب الى التفكك منه الى بناء دولة ذات عدالة اجتماعية وروح وطنية واحدة.
في إقليم كردستان بدأوا مبكراً لغة جديدة من الصفح والتسامح مع جميع الكرد الذين كانوا متحالفين مع النظام السابق كحالة واقع إجباري ، لذلك تفرّغوا لبناء الإقليم وتحويله الى واحة من الإستقرار الأمني والإزدهار العمراني والخدماتيô والنفسي قبل كل شيء . في حين كان العراق في أجزائه الأخرى فضلاً عن عاصمته يغرق في بحر الظلمات والدماء والإنتقام والكراهية والعفونة الطائفية.
تجارب حكم فاشلة بامتياز وشعب كامل ضحية حفنة من حكّام أهدروا كل شيء الكرامة والسيادة والدم والثروة ، ومن ثم يريدون أن يستمر البلد رهينة ذليلة بأيديهم. أي أمل يرتجى من هذا العراق؟
AZP20

مشاركة