لغة تخاطب بعض الشباب

لغة تخاطب بعض الشباب

 كثيرة هي التصرفات السلبية التي تنتج بوعي او بدون وعي من قبل بعض الشباب هذه الأيام ومع الأسف الشديد أصبحت جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم ونقاط تواصل فيما بينهم من باب المزاح وتكون بمثابة لغة مشتركة لا يعلمها ولا يفهم حروفها ومعناها ألا من كان يشترك معهم فيها ومنها الفاظ نابية لا يمكن لأي عاقل ان يتلفظ بها وهم يجهرون بها وبصوت عال دون أي خجل أو حياء أو رادع حتى في الأماكن العامة ودون التفكير بانه ربما هنالك من يستمع إلى تلك الكلمات التي تخدش الحياء ,وهم بالتالي سيندرجوا في خانة اكثر ما يقال عنها وعن بشاعتها بانهم بلا أخلاق وبلا مبادئ وسيجعله المجتمع في معتقل الانعزال وهذه كارثة أخرى قد تصب عليهم وربما تقود بهم إلى ما لا يحمد عقباه وأيضا بلا شعورهم أو أدراكهم .

انهم ليسوا سيئين البتة ,ولكنهم صمموا وجودهم وخلطوا شخصيتهم وفق ظروف لم تتناسب مع قدراتهم أضافة  الى انهم قد كونوا علاقات مع شباب ليسوا بالمستوى المطلوب او ربما يعانون من عقد نفسية يحاولون إفراغها في الفراغ الذي يعانون منه محاولين في كل يوم إيجاد بدائل اكثر دناءة من التي قبلها وهكذا دواليك تستمر حياتهم في التنقل من السيء إلى الأسوأ.

 فهم ينعتون أقرانهم بصفات والقاب ما انزل الله بها من سلطان ومنافية للأخلاق والعرف العام حتى ان البعض منا يخجل وينتابه الأسف حينما يشاهد شباباً بعمر الورد يضيع حياته ونشاطه في تفاهات وأمور لا تدرج الا في سجلات المتكاسلين الذين اسرفوا حلاوة أعمارهم باحثين عن أي شيء سيء لسد النقص الحاصل في حياتهم ويضنون انهم يكملوه  ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد بل انتقلت تلك اللغة إلى مواقع التواصل الاجتماعي وباتت أيضا جزءاً منه ولا يمكن التعامل مع تلك المواقع بدونها وربما تعتبر لديهم وسيلة لإيصال تلك اللغة المبهمة .

 ان حجم الفرغ الذي يعاني منه الشباب في الآونة الأخيرة وللظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد ,فلا عمل يجنون منه ما يسدون به احتياجهم ولا أباء تعالج المشكلة بروية وتأن وتخاطب عقولهم قبل أجسادهم استخدام العنف والضغط النفسي والابتعاد عن الدين قلة الثقافة الطرح غير الموضوعي لمشاكلهم وعدم معالجتها بأسباب ذكرت ولم تذكر ضاع معظم الشباب أسيرا لذلك الفك المفترس من التصرفات غير اللائقة فهم اصبحوا لقمة سائغة وقشة خفيفة تنجرف بقوة مع التيار المتخبط الذي ملا المجتمع بالكثير من الظواهر السلبية والأفكار الدخيلة ولا نجدهم يمانعون او يشدوا وثاق العزم للتخلص من تلك التصرفات وعدم العمل بها .

 الآن ونحن في ظل الحاجة الى الطاقات الشبابية لاستثمارها في اعادة أعمار الأنسان والبلد ,منطلقين من مبدا ان الشباب هو مركز العطاء والأبداع والنشاط والحيوية ويمكن ان يحقق الابداع والرقي والتطور المنشود في الوقت القريب فيما اذا استغلت بالشكل الصحيح نجد هذه الحالات والظواهر تغرقهم وتقتص منهم وتحطمهم وبالتالي تقودهم الى مشنــــــقة ضياع الفكر والعمر في الوقت الذي نجد شبابا في الجهة الأخرى من الكرة الارضية او ربما في نفس المكان الذي يكونون فيه يتنافسون علميا وفكريا لأجل ان يطوروا بلدانهم ويجعلونها بابهى طلة وصورة .

 فيتوجب علينا التكاتف كأفراد ومنظمات مجتمع مدني وحكومات وخطباء ومراجع ,من اجل وضع حد لهذه الظاهرة وكل ظاهرة سلبية قد تفتك بالشباب وتنهي عزيمتهم وتقتلها او ربما قد يتعدى الامر ذلك ليصل الى حد استغلالهم من قبل ضعاف النفوس والفكر والعقيدة وتوظيفهم في أماكن خيانة للبلد فيتسببوا بالخراب والدمار الفكري والعقائدي على المستوى البعيد ولا يتم القضاء عليها ألا بتظافر الجهود وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم وتوعيتهم وتثقيفهم وبالخطاب السلس بديلا عن الخطاب المحتدم وتنشيط القطاع الحكومي لجعلهم يشعروا بحاجة البلد اليهم واستغلال تلك الطاقات خدمة للبلد وأنهاء مهزلة هدرها بدون اي وجه حق .

احمد جابر محمد – بابل

مشاركة