لغة القرآن الكريم

لغة القرآن الكريم
قد تنفرد لغة القرآن الكريم،بصفات كثيرة فهي اساس اللغة العربية الصحيحة،وجوهرها الناصع وهي لغة فكر وأخلاق للأمة الإسلامية والمجتمع الاسلامي ككل وهم مطالبين باعتمادها والعمل بها وتحقيقها بشكل مرضي ، وهي اثبت اللغات على الأداء ،واوسعها انتشارا وقد اختارها الله سبحانه وتعالى لهذا الدين لما فيها من واقع في التعبير والدلالة عن امة القرأن هذه اللغة التي استطاعت أن تحمل الرسالة السماوية، وأن تؤديها لجميع الناس وفي كل ارجاء المعمورة في حينها
وقد كان فضل الله تعالى عظيماً على العرب حينما أنزل آخر كتبه بلغتهم، فصارت العربية لغة دين وحضارة وكتب لها النجاح بحيث بدأ يتنافس في القيام لخدمتها نشراً وتعلماً وتأليفاً العجم قبل العرب، وقد بذل علماء الأمة عبر القرون جهوداً جبارة في خدمة اللغة العربية وتركوا من بعدهم تراثاً هائلاً يتمثل في آلاف الكتب والمؤلفات تخدم القرآن الكريم والسنة النبوية في شتى معارفها، والكثير من العلماء تكلموا وكتبوا عن لغة القرآن كثيرون من الأئمة الأعلام، وعباقرة الإسلام تناولوا موضوع اللغة العربية بشكل منفرد ورصين.
ومن يتصفح كتب التاريخ يعرف الصعوبات التي كانت تعترض سبيل أهل العلم وطلاب المعرفة في أيام مضت، من صعوبة التنقل، بسبب بعد المسافات، وندرة في أدوات الكتابة والنشر، ثم يقارن ذلك بسهولة التنقل والاتصال، ووفرة وسائل الطباعة والنشر، وكثرة أدواتها في العصر الحاضر، ليدرك حتماً مدى أهمية الدور الذي قام به علماء الأمة في ازدهار اللغة العربية وسلامتها من الضعف الذي يطرأ كثيراً على اللغات لظروف اجتماعية وسياسية وثقافية ويهدد أصالتها كما حدثت مع بعض اللغات
ولكن إزاء هذه الجهود الكبيرة التي بذلها علماؤنا الافاضل في سبيل نشر اللغة العربية والحفاظ على قوتها ورصانتها، نجد أن هناك تقصيرا واضحاً من قبل أبنائها تجاه لغتهم في العصر الحاضر، وما نراه كواقع يومي من مخاطبة المجتمع (باللهجة العامية) وفي بعض المرات يدخل ابناءنا ومثقفينا بعض الكلمات الانكليزية داخل اطار طاولة النقاش ومسالة الجماعات الغير متعلمه والغير مثقفه فهم ممن يتكلمون اللغة العامية وهي ايضا بعيدة عن لغة القران الكريم اما الفئة المتعلمة والمثقفة يستخدمون الأسلوب نفسه ولكن بطريقة اخرى وكما قلنا ذكر بعض المصطلحات الاجنبية من هنا وهناك فنجد حينها ان الموقف أكثر حزنا عندما تجد أن غير العربي يصر على التحدث بالعربية الفصحى والعربي المتعلم يقابله بالتحدث باللهجة العامية،او الاجنبية وتلك المشاهد تتكرر يومياً، وإذا كان المستشرقون وأعداء الأمة قد عجزوا عن تحطيم العربية والقضاء عليها بكل ما يملكون فلماذا نحن أبناء هذه اللغة الخالدة نقوم بما عجز عنه الآخرون رعى الله من الخطا ابناء امة الايمان.
علي السباهي – بغداد
AZPPPL

مشاركة