لعبة وتنتهي.. بلد ينتهي

fateh

توقيع

فاتح عبد السلام

لعبة وراء لعبة ، وشخص بعد آخر، وشعار في إثر شعارات، كل شيء يتساقط بسرعة في العراق ، قبل أن يكون له طعم أو لون أو رائحة .

نادوا الاصلاح الاصلاح فخرج مَن يبيع ويشتري في هذه المناسبة السياسية التي لا تعوض، وظهر لنا جيل من الأبطال التلفزيونيين ،ثم طوى مَن طوى عباءته خلف قفاه ،وغادر وكأن المهمة انجزت في وقت كان الفساد يتفسخ ويتشظى. وجدنا ،في ساعات، المفسدين يتصدرون مشهد الاصلاح في عملية ايغال في الاستخفاف بهذا الشعب العراقي، بعد أن خضع بشتى أنواع الضغوط وداخ رأسه بالالعاب البهلوانية لسياسيين ،لاسياسة لهم سوى التبعية والسطو والكذب والنذالة.

البرلمان الذي داست أقدام العراقيين الغاضبين مقاعد أعضائه وفقد هيبته ،عاد ليدوس على رقابهم المتطلعة الى أمل في كشف فاسد واحد ،بعد أن كشف أحدهم بطريقة لا ناصر له فيها نمط العقلية التي تتحكم بالعراقيين في التفكير باساليب السرقة والاختلاس ونهب عقود الوزارات. وزير لا يتقن لعبة الحيتان الكبيرة تورط فكشف جانباً من الحقيقة المؤلمة التي يعرفها الشعب العراقي جيداً لكنه لايزال عاجزاً آمام تغييرها ، بسبب الفرية الجديدة التي كان القشة التي تعلق بها الغارقون ، وهي تشكيلة وزارية من التكنوقراط، تشكيلة عائمة على بحيرة الاحزاب ونفوذها، لا يحميها امتلاكها لشهادات علمية .

لا معنى لرفع الصوت ضد الفساد في العراق اليوم لأن الفاسدين في مفاصل الحكم ومؤسساته أكثر من أن يتخيلهم عقل . حارب الفساد أينما تشاء لكن لا تقرب البرلمان، تلك هي الرسالة الاخيرة المفزعة.

كل لعبة لها نهاية، لكن الأخطر هم أولئك الذين يريدون أن يجعلوا من أماكن ذات صفة دستورية محلاً لانتاج الألعاب السرية والعلنية ، ومن ثم يجعلون البلد كله لعبة، فتنتهي اللعبة ذات يوم كأية لعبة ، ولكن ينتهي البلد معها ،وما أسهل أن يهرب الفاسدون بحقائب مليئة بالملايين، بعد أن غرسوا خنجراً في صدر كل من يتنفس كلمة العراق.

لا تضحكوا على أنفسكم أكثر مما فعلتم ، لا أمل في اصلاح جسم خايس من الفساد.

رئيس التحرير

fatihabdulsalam@hotmail.com

لندن

مشاركة