لعبة الدولار الأزلية – جمال الشرقي

لعبة الدولار الأزلية – جمال الشرقي

اقر واعترف انني كلما دخلت محلا لشراء دجاجة او سمكة او مادة غذائية وضعت يدي على قلبي خشية ان يعطيني رقما يختلف عن الامس

حالة مزرية تتكرر كل يوم في اسواقنا المحلية هي تقلب الاسعار وارتفاعها رويدا رويدا مما يرهق المستهلك العراقي ويثير في نفسه الكثير من التساؤلات فلو تجرأت واعلنت استنكارك  جاءك الجواب ان الدولار مرتفع .

نعم لسنا اقتصاديون لنعرف قوة العلاقة بيننا وبين الدولار لكننا شعب عملته الدينار العراقي منذ ان ولد فمن اين جاءت محنة استخدام الدولار ومن هي الجهة التي تصر على التداول بالدولار ؟

المناسبات كثيرة منها دينية ومنها سياسية ومنها اجتماعية ومنها ما يتعلق بالطقس والعطل الرسمية وكل هذه المناسبات يبدوا انها صارت بلاءا على السوق العراقية فما ان جاء رمضان الخير حتى تبخر الخير وما ان امطرت الدنيا حتى شح الخضار وزادت اسعاره وهكذا دواليك لبقية المناسبات .

هل نحن شعب يختلف عن بقية الشعوب ؟ ففي زيارة اخيرة للسعودية عرفت فيها ان سعر الدولار لم يتغير اطلاقا منذ اكثر من خمسة عشر عاما او اكثر اما نحن فلعبة الحية والدرج لا تفارق ايدي المتلاعبين ولو تحريت الحال في جمهورية مصر او غيرها لوجدت العملة المحلية هي السائدة في التداول وليس الدولار .

السؤال المطروح :- اليس من عصا رقابية تنقذنا من لعبة الدولار ومشاكله ؟

نعم ربما يلعب الدولار دورا في الاستيراد ولكن منذ ان تم تحديد سعر الدولار من قبل البنك المركزي العراقي لم يتم العمل به وكاننا حكومة داخل حكومة وقطاعات داخل قطاعات .

اللعبة الاخطر ان اسعار المواد كلها تحذو بقية الاسعار في كل شيء فانت ترى بائع السمك العراقي وبائع البيض وكل بائع يتعامل بمادة عراقية الصنع والمنشأ يلهث وراء الدولار ولا يعرف هو نفسه كيف تصاعدت الاسعار في بضاعة عراقية حقيقية .

الامر يتشعب والاسئلة تتمدد عرضا وطولا وليس من حل جذري وانخفاض القدرة الشرائية يتفاقم بمحدودية الرواتب التي لا تتماشى مع الغلاء والكل يتهم التجار وتبقى السوق العراقية تشهد ارتفاعاً كبيراً في مستويات الأسعار بالإضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين، على الرغم من إعلان الحكومة المتكرر وغير المجدي لتشديد الرقابة على الأسواق. لكن المواطن ذي الدخل المحدود يشكو من صعود أسعار المواد الغذائية في السوق المحلية، متهمين التجار باستغلال أزمة الدولار لمضاعفة الأسعار والتحكم بحجم البضائع المطروحة في السوق وزيادة قاعدة الاحتكارات.

ان كل هذا الارتفاع الكبير في مستويات الأسعار اليومي شكل أعباءً كبيرة على حجم الإنفاق اليومي للعائلة العراقية، ومع ارتفاع أسعار الإيجارات ومصاريف الأدوية وأجور الكهرباء (المولدات)، بالإضافة إلى تكاليف النقل بات الأمر خارجا عن المألوف ويبقى المرض يستشري في الجسد العراقي الذي اصبح همه الاول والاخير الكسب الاكثر الذي يجعله اكثر اطمئنانا وتداركا لنوائب الزمان وتصاعد الاسعار .

مشاركة